فضيحة أليكترونية لأسرار الزوجية.. د. إيمان عبدالله تفسر لـ «بيان» الأسباب والنتائج

كتبت: أسماء خليل

لا يخفى على أحد تلك الفضائح التي باتت منتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لزوج طلق زوجته أو زوجة طلقها زوجها، ولكن تُعد النسبة الأكبر لفضائح تصوير الرجال للنساء في أوضاع مُشينة سواء من الناحية الأخلاقية أو تصرفات اجتماعية لا يتقبلها المجتمع لخروجها عن المألوف..
ماذا حدث؟!.. هل تغيرت شريحة البشر الحاليين وتم استبدالهم بأُناس أكثر تبلدًا؟!.. أين النخوة والغيرة على حرمة الدار لمن كانت زوجته يومًا وما تزال أمًّا لأولاده؟!.. ولماذا لا يوضع بالاعتبار الأطفال الأبرياء الذين ستلاحقهم وصمات العار طوال حياتهم في مجتمعات لا ترحم؟!..

تستهل دكتورة إيمان عبد الله، أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسرى حديثها لـ”بيان”، بالتأكيد على التزايد المستمر لتلك الظاهرة، مشيرة إلى أن موضوع الخيانة ليس له تبرير يقبله الله – سبحانه وتعالى – أو يقبله الزوج أو المجتمع، ولكن كل الأديان السماوية نهت في تشريعها عن تلك الأفعال التي من شأنها فضيحة الآخر وإحداث شرخ في المجتمع..

العَين بالعين

تقول أستاذ علم النفس، إذا كان الذي فعل ذلك الفعل خائن حقا وثبت عليه ذلك، فنظرة المجتمع له أخذا بالثأر مصداقا للعين بالعين لتحجيمه؛ لن تصلح من شأنه بل ستأتي بالسلب، فتلك الوسائل الإلكترونية بكلمة واحدة فقط قالها إنسان وقت ضعف أو تعصب تجعله مجرما أو خائنا، ولا يوجد مبرر للفضائح، ولكن تلك التصرفات ستجعله أكثر فجورا من السابق، لأنه أمِن العقاب، فقد عوقب مسبقا، وتم فضحه على المستوى الأسرى والمجتمعي فسوف يستمر في شهواته، وهنا من الممكن الأخذ بحل الانفصال بدلا من تشويه السمعة، فقد شرع الله – سبحانه وتعالى – الطلاق في حالات الكره الناتجة عن سوء تصرف الآخر، وجعله مُباحا في حال استحالة للعشرة بين الزوجين.

على الملأ

وتستنكر د. إيمان، خروج “محامي أي خصم” على الملأ، ويذكر أن موكله قد صور زوجته في وضع كذا وكذا، أمام مرأى ومسمع من الجميع، فهل هذا يليق بالمجتمع المصري أو غيره، وتحت أي ديانة، فأسوأ شيء بالعالم ان يجد كلا الزوجين حياتها على الملأ وعلى المشاع، هن سيفقد الأمل بل الحياة، ومصدر رزقه والحياة المستقرة، وتوصي بمحاولة العلاج بدلا من العقاب المجتمعي، فإن من قام بأفعال مُشينة من كلا الأطراف، قد اغضب الله ولكن بإمكانه التوبة، فلماذا نغلقها نحن البشر، وكذلك سنعرقل طريق الأبناء بل والعائلة بأكملها!..

تفعيل القانون

وتناشد خبيرة الإرشاد الأسرى، المسؤولين بضرورة تفعيل القانون، فإثبات الخيانة لن يتم إثباته إلا بالكشف الطبي، ولكن تصوير “فيديو” لأي شخص مخالف للقانون ولابد من عقاب، وهناك من يبتز زوجته عن طريق تلك الفيديوهات، في مجتمع بات موصوفا بالمتغير السريع والازدواجية الفاقد للثقافة في حياة بها الجديد كل يوم..

كما تنصح د. إيمان، أي شخص تعرض لتك المشكلة ب“التكتم”، وطلب الطلاق أو السماح، بعيدا عن التلطيخ والتشويه السمعة، لأن ذلك يزيد الأمر سوءً ولا يحل المشكلة بل يزيدها، ولا ينبغي إفشاء السر مهما وقع بين الزوجين كما افتت بذلك دار الإفتاء، فجريمة الزنا لكي تنفذ عقوبتها لابد من أربعة شهداء وفقط وليس الملأ!..

الرباط المقدس

تَنْهَى أستاذ علم النفس، عن مثل تلك الأفعال لأن صورة الرباط المقدس ستهتز عند الأجيال القادمة، ويفقد المجتمع صورته أمام هذا النشء ضعيف البنية الأخلاقية، فمهما بكن الخطأ لابد من اللجوء للمجالس المعرفية أو المحاكم، فترجو من الزوجين ألا يعلن أحدهما أسرار بيته أمام المجتمع، ولا يجعل مشكلاته في يد “محامٍ” يريد أن يكون “ترند”، لأن ذلك نوع من أنواع الانتقام والمهانة والخيانة أيضا وتحطيم الآخر بشكل كلي، فلا يجعله يتزوج مرة أخرى أو يرى حياته بشكل أفضل.

سلوكيات غاية في السوء

وتستنكر استشاري الإرشاد الأسرى وجود سلوكيات غاية في السوء، قد واجهتها أثناء علاجها سلوكيا لبعض الحالات، وهو إقرار أي طرف من الزوجين بوضع كاميرا تصوير للطرف الآخر في غرفة نومه أو في السيارة ،وتشدد على الجميع بأن يتقي الله جل وعلا حتى يبارك لنا في حياتنا، وضرورة الحفاظ على ما تبقى من المجتمع؛ لأن ذلك سيؤدي إلى العزوف عن الزواج..تفسخ المجتمع وعدم الثقة في الطرف الآخر..

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى