طارق متولى يكتب: يوميات زومبى (56 ) زومبى مجنون
كلما كان المجتمع أقل تحضرا وأقل تعليما وتربية كلما أصبح بيئة صالحة للزومبى بكل أنواعه.
متابعة الأخبار فى مصر تصيب بالغثيان والجنون فى آن واحد.. ما هذا الذي يحدث؟!.
من هؤلاء الذين ينشرون المواضيع على مواقع التواصل وعلى قنوات التلفزيون والراديو ؟!.
مطرب فاشل يدعى أنه نقاش ليصل إلى النجومية ويروج مقطع يصور نفسه فيه وهو يغنى ويمسك بفرشة دهان ويمثل أنه يقوم بدهان إحدى الشقق (!!).
كومبارس فاشل يدعى أنه عامل نظافة ويختلق قصة ويروج لها على المواقع ويصبح تريند (!!).
أخر يصنع مشهد تمثيلي مع زملائه ويقوم أحدهم بدور شرطى يعتدى عليه أمام الناس ويروج المقطع على صفحات مدفوعة الأجر كى يشهر قناته على المواقع ثم بعد ذلك نفاجأ بأنه مذيع فاشل يقدم برنامج كوميدى فاشل (!!).
كيف يفكر هؤلاء ؟!.. وماذا يريدون ؟!.
لقد تخطينا مراحل الزومبى إلى ماوراء الزومبى بكثير ربما إلى مرحلة الشياطين أو الكائنات الفضائية، فهل تم غزونا من الفضاء ؟ هل أصيب المجتمع بمرض عقلى ؟!.
حتى الحوارات التى تدور بين نخبة المجتمع فى جميع المجالات أصبحت تتسم بالجنون، فلان يسب فلان من أجل أن يعمل رواج لبرنامج فى قناة ! وفلانة تفضح فلانة من أجل نفس الهدف، حتى الأموات لم يسلموا وظهر البعض يتكلم عنهم بصورة سيئة ليصدم الجماهير فيهم ويشوه صورتهم ويصبح حديث الساعة.
ضحكت كثيرا عندما وجدت ممثل لم يصل إلى الصفوف الأولى طوال حياته فأدواره كلها أقرب ما تكون إلى الكومبارس يقول فى أحد البرامج أنه أعظم ممثل فى العالم ويشتكى من عدم الإستعانة به وبموهبته فى الأعمال، ويتهم زملائه الكبار أنهم دون المستوى، وأنه افضل منهم وهو مقتنع تماما بخياله واوهامه (!!).
صنّاع مسلسل فاشل يرفضون اى نقد ويتشاجرون مع الصحفيين الذين ينتقدون المسلسل، ذكرونى بالفنان فريد شوقى فى فيلم بداية ونهاية عندما أراد أن يغنى ويحيي أحد الأفراح بصوته الأجش البعيد تماما عن الطرب ولما اعترض أحد المعازيم على صوته وغنائه قام بضربه وتكسير سرادق الفرح.
يعتقد الزومبى أنه موهوب فى كل شىء وأنه يستطيع أن يفعل كل شىء بمفرده لذلك نرى الآن شخص يكتب ويؤلف ويلحن ويغنى ويخرج أفلامه بنفسه وينتج لنفسه ويتفرج على نفسه ويقرر أنه ناجح بنفسه ومن يعارضه أو ينتقده فهو عدو له ولنجاحه (!!).
مجتمع الزومبى يتميز بالإضافة إلى التخلف بالفردية الشديدة جدا فهو يرفض المشاركة ويبحث عن التميز بأى طريقة حتى ولو كان التميز بالخطأ، وبما أن الشخص الزومبى كما قلنا من قبل فاقد للشعور والوعى فهو يسير فى طريقه غير عابء بالنصح أو التوجيه كمن يقود سفينة فى البحر بدون بوصلة وبدون أن يستمع لأى توجيهات يبحر يمينا ويسارا حسب هواه فلا يصل إلى أى ميناء أو شىء يذكر، يضيع الوقت ويضيع السفينة بركابها ولا يندم على ذلك.
ويبدو أن الزومبى أصبح مسيطر على حياتنا بالإكراه وليذهب المنطق والعقل إلى الجحيم، فى انتظار أن يكتشف العلماء لقاح لعلاج هذه الحالة المتأخرة من الجنون والغباء الذى تفشى فى المجتمع وأصبح لا يحتمل .
ونكمل فى يوم آخر من يوميات زومبى فإلى اللقاء.