محمد فؤاد يكتب: الوقت والحياة

هل سألت نفسك ما هو التعريف الأمثل للوقت؟!..عندما نتحدث مع غالبية الناس، فإنهم يقولون الوقت من ذهب، والبعض الآخر يقول الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.

ومن خلال تجاربي وخبراتى توصلت بقناعة أن الوقت أغلى من الذهب، وأحد من السيف.. الوقت عندى هو الحياة التى لا تعوض بكنوز الدنيا ومليارات الجنيهات والدولارات.
والدليل كم من أثرياء وأمراء العالم اشتروا وقتًا لإطالة أعمارهم؛ ولكنهم لم يستطيعوا شراء الوقت لأن الوقت هو الحياة وحياة الإنسان هى عمر كل إنسان منذ الميلاد حتى الوفاة،،

من هنا نعلم ونتذكر عن الوقت :

– الوقت لا يباع ولا ويشترى..
– الوقت مورد محدود ..
– الوقت لا يعار ولا يستعار ..
– الوقت لا يدخر..
– الوقت لا يعود إلى الخلف..
– الوقت مستمر ..
– الوقت عادل ومتساوٍ بين كل البشر..

كلنا يملك فى اليوم الواحد 24 ساعة بالتساوى، الذكر مثل الأنثى الطفل والرجل الغنى والفقير، الوقت لدى المصريين مثل الوقت لدى الأجانب كل مخلوقات الله من البشر لديها يوم يحتوى على24 ساعة، والساعة تحتوى على 60 دقيقة والدقيقة تحتوى على 60 ثانية، فكلنا متساوون في التوزيع، ولكن هل الجميع يستثمر وقته مثل الآخر؟!..

الوقت هو الحياة، حين تنظيمك لوقتك للاستفادة منه بالشكل الأمثل، فإنك بذلك تنظم حياتك، لأن الوقت هو الفترة الزمنية التي تعيشها في تلك الحياة، وإذا أردت ألا تضيع يومك فعليك بتنظيم مهامك وأولوياتك بالورقة والقلم، ثم تبدأ في ترتيب تلك الأولويات باتباع طريقة الأهم فالمهم، وفي نهاية اليوم عليك أن تراجع ما قمت بإنجازه وما قصرت في آدائه لترتب اوراقك باليوم التالي،،

لا تجعل “لصوص الوقت” يضعون الوقت منك؛ لأنهم بذلك يضيعون عمرك الذي ينقضي بانقضاء الوقت، الذي قال عنه رسول الله- صلى الله عليه وسلم –“ما تُزالُ قَدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عن عُمرِه فيمَ أفناه وعن شبابِه فيما أبلَاه وعن مالِه من أين اكتسبَه وفيمَ أنفَقه وعن علمِه ماذا عَمِلَ فيه”، وفي حديثٍ نبوي آخر“ نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ”، لذلك لا تدع فرصة لمن يريدون تضييع حياتك..

وهناك العديد من الأشياء والأشخاص الذين يضيعون وقتك، فمن أهم الأشياء التي تضيع وقت الإنسان بالآونة الأخيرة؛ هي الهواتف وشبكة الإنترنت العنكبوتية، وكذلك الأشخاص لصوص الطاقة الإيجابية، الذين إما يقومون بتعطيل وقتك بشكل ظاهر، وذلك بزيارتك لأوقات طويلة أو محادثتك هاتفيا لفترات كبيرة من اليوم دون مراعاة لشعور غيرهم، وإما بشكل خفي بأن يستفزوك أو ينقدوك بما ليس فيك أو يُضايقونك بأى شكل من الأشكال، وهنا سيتركون داخلك طاقة سلبية تعوقك عن إنجاز مهامك واعمالك..

حاول أن تنجح بالمعادلة، قم بالتنسيق بين أعمالك واوقات الترفيه بجلوسك أمام إحدى الشاشات، وكذلك بزرع وقاية داخلية ضد هجمات لصوص الطاقة، إذن فتعود تلك الأشياء إلى ترتيبها في مصفوفة الأولويات، وتنظيم المهام، ولا شك أن الضغوط بكل أنواعها، ستشكل جانبًا كبيرا كأحد المعوقات بالحياة، ولكن بواحدة مثل “مهارات التفاوض”، يكن باستطاعتك التغلب عليها، كما يجب على أصحاب العمل والمديرين تفويض بعض المهام والصلاحيات لغيرهم؛ لتوفير وقت للمدير يسمح له بالابتكار والإبداع والتميز، فإسناد المهام والذكاء في توزيعها على من هم أهل لها يوفر الكثير من لوقت والجهد،،

هناك شيء في غاية الأهمية، يوفر عليك كثيرا من الوقت؛ وهو“اختصار الخبرات”، فقد يمنحك أحد خبرة سنوات في ساعة، ويجب الإنصات والاستماع الجيد لأهل الخبرة، لأن بيديهم إكسابك ما قد تظل لسنوات تتعلمه، وقد أمرنا الله – سبحانه وتعالى – بذلك، في قوله “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ”؛ فأهل العلم سيختصرون وقتك.. وهناك من يعطيك خبرته ويقوم بتدريبك لا لمجرد الإذاعة بكلمتين وفقط من الكتب المتراصة، ولكنه يجعلك تلتمس جمال الحياة وبالطبع سينعكس ذلك على كل من حولك..

من هنا عرفنا قيمة الوقت، ولابد أن يكون كل إنسان منا حريصًا أن يستثمر وقته فى أشياء مفيدة ونافعة، تدر عليه ربحًا ماديا ومعنويا وعلى كل أسرته؛ كى يواجه متطلبات الحياة وتحقيق مستقبل مشرق فى حياته الحالية والمستقبلية،
وفي النهاية لابد أن نعلم جيدا اننا مُحاسبون على أعمارنا ووقتنا، الذي هو أعز ما نمتلك، فعلينا ألا نضيعه ونعرف كيف ننظم حياتنا.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى