محمد فؤاد يكتب : مشكلتك عنوان شخصيتك

المشكلات الحياتية التي نواجهها بشكل يومي؛ ليست وليدة اللحظة، إنما هي ملازمة للإنسان منذ الميلاد والخروج من رحم الأم؛ فإذا نظرنا لحال اى طفل وطفلة سنجده يولد وهو يصرخ ويتألم، إذن فالمشكلة تولد مع ميلاد الإنسان، وإذا حدث ونزل الطفل من رحم أمه وهو يبتسم ويضحك ساكتٌ بلا صراخ فيتعجب الجميع والطبيب يبحث عن سبب المشكلة !.

حينما يخرج الطفل من رحم أمه إلى رحم الحياه يتغير موطنه ويتغير مسكنه المألوف، بتغير ذلك المكان الذي وسِعَهُ تسعه أشهر، فإنه يشعر بعدم الأمان والاستقرار وتغيير المناخ الذي اعتاده، فبالتالي يتألم.. هنا يبدأ الطفل كإنسان مازال في المهد بمواجهة مشكلة من هذا المنطق او المنظور، تبدأ حياة المرء في دائرة المشكلات المُتتالية.

ولكن علينا أن نعرف مبدأيا المعنى الحقيقي للمشكلة.

مفهوم المشكلة أيًّا كان نوعها أو حجمها هو عبارة عن عراقيل ومُقاومات تمنع الوصول إلى الأهداف أو الأحلام المخطط لها، ولا شك أن أي مشكلة تنشأ سببها الإنسان .سؤ تصرفات الإنسان تصنع مشكلة ، وهناك أسباب معروفة وأسباب اخرى غير معروفة، وعلى كل إنسان حينما تقف مشكلة في حياته كعثرة، أن يحاول مواجهتها بكل قوة ويكن إيجابيًّا، ويبحث عن حلول ولا يتجاهل هذه المشكلة، ويحاول معرفة أسبابها وإيجاد حلول لها.

وحاول الباحثون حصر أنواع المشكلات الموجودة فى الحياة؛ ووجدوها كثيرة جدا ولا يمكن حصرها إذ أنها تحتاج إلى مؤلفات ودواوين ولم يعطوها حقها مهما يكن، فإنها تختلف باختلاف طبيعة البشر وشخصيتهم فى القدرة على حل تللك المشاكل، فهي تختلف من بيئة لأخرى ومن مكان لآخر وكذلك تبعا للمرحلة السنية والحالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لكل فرد بالمجتمع..

صنَّف الخبراء تلك المشكلات إلى نوعين:
الأول: “مشكلات مغلقة”، والمشكلات مهما تعددت اشكالها وأسبابها بين الناس، لن تندرج إلا تحت هذين التصنيفين، فالمشاكل المغلقة هي التي يجب اخفاؤها ولا يعلم بها أحد غير أصحابها فقط مثل مشكلة بين الزوجين .. تلك المشكلات لا يعلم عنها أحد خارج نطاق الغرف الأساسية في المنزل؛ لأن التدخل بها من قِبَل أهل الزوجين ، سيزيد المشكلة ويُحدث شرخا في العلاقات، ولكن بعد حل تلك المشكلات سنعود لبعضنا كزوج وزوجة .وبذلك سميت المشكلة مغلقة ولم يعلم بها أحد..

والثانى: “مشكلات مفتوحة”، وهي مشكلة ظاهرية يعلم بها الناس لأنها تتعلق ببعض الأحداث في المجتمع الخارجي من حولنا، فمثلا إذا حدث عطل بالسيارة الخاصة بك، فهل بإمكانك أن تخفيها عن العالم؟!.. بالطبع لا.. فقد أصبحت مشكلة لا يمكن إخفاؤها، حتى يتم تصليحها، فذلك العطل يسبب القلق والخوف حتى يتم حله، لتأخر المرء عن موعد اجتماع هام أو عمل لا يحتمل التأخير، إذن في ذلك النوع لابد من المساعدة الخارجية..

وفي كل الأحوال لابد من تشخيص المشكلات جيدا، ووضعها قيد البحث والدراسة، لكي نتفادى النتائج السلبية، وبعد الإحساس تاتى مرحلة التعرف وتحليل المشكلة وطرح حلول منطقية لكل مشكلة.

ولابد أن يتعلم الإنسان أن أى مشكلة فنية تبدأ بالإحساس الجيد، وتظهر عبر البيانات السمعية والمرئية للمشكلات،
وبواسطة المُستشعرات لمعرفة بيانات هامة تساعدنا للتدخل السريع لحل وإزالة سبب المشكلة لحماية السيارة و التنبؤ بوجود مخاطر قبل وقوعها، أو إيجاد حلًّا سريعا في حال تواجدها.

وهنا نستطيع تلخيص مراحل المشكلة إلى: استشعار – تشخيص – تحليل المشكلة – طرح حلول – اختيار الحل الملائم أو الأنسب.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى