شريف عبدالقادر يكتب: المصريون والقناة والسيسى

عندما كان الرئيس عبد الفتاح السيسى وزيراً للدفاع، وصرّح وقتها الرئيس الإخوانى الأسبق مرسى بالتخلى عن جزء من أرض سيناء للفلسطينيين، كما صرح بالسماح لدولة عربية باستثمار قناة السويس مع إقامة مشروع اقتصادى بشمال القناة وألا تكون لمصر سيادة على هذه المناطق؛ على الفور أصدر المشير عبد الفتاح السيسى قرارات لاقت ارتياحاً شعبياً حيث قرر تحديد منطقة خالية بعمق ٢٥ كيلومتر بطول الحدود المصرية مع فلسطين وإسرائيل وإزالة أي منازل داخل هذا الحرم وتعويض أصحابها، وعدم بيع أراضى سيناء إلا لمصريين ومصريتهم تمتد للجد السابع .

كما قرر تحديد مسافة خمسة كيلو مترات شرق وغرب قناة السويس من بورسعيد الى السويس كحرم للقناة ممنوع إقامة مشروعات بداخلها. ولم يعترض على هذه القرارات الرئيس الأسبق مرسى حيث شعر بقرصة ودن من وزير قواتنا المسلحة الباسلة التى لقنتة درس مفاده أن أرض الوطن مقدسة وليست للبيع .

وبهذه القرارات تم اعتبار تصريحات الرئيس الإخوانى، كأنها لم تكن، فيما يخص سيناء، وقناة السويس، وهنا أسأل: فهل من فعل ذلك وهو وزير دفاع سيقدم على إجراء يضر بالوطن وهو رئيسا لمصر ؟!.

تذكرت ماسلف سرده عندما أشيع كذباً من المغرضين أن الدولة ستتيح استغلال قناة السويس ومرافقها لمستثمرين أجانب وأكاذيب أخرى.
تصوروا.. قناة السويس التى حفرها المصريون بسواعدهم وكفوف أيديهم، ومات أكثر من ١٢٠ ألف مصرى ممن عملوا فى حفرها.

وظل ديلسبس الفرنسى صاحب فكرة الحفر يستفيد من عائد القناة ومعه فرنسا وبريطانيا اللذين اعتادا على نهب ثروات الدول المستضعفة.

وكان من العجائب إقامة تمثال لديلسبس عند مدخل القناة الشمالى ببورسعيد وقد تم ازالتة فيما بعد عقب إعتداء فرنسا وبريطانيا وإسرائيل عام ١٩٥٦.

والعجيب أيضاً أن يطالب البعض بإعادة وضع تمثال ديلسبس على قاعدتة التى لا زالت موجودة، على الرغم من أنه المفروض، ومن الطبيعى أن يقام بمدخل القناة الشمالى ببورسعيد والجنوبى بالسويس نصب تذكارى يعبر عن العمال المصريين الذين قاموا بحفر القناة ونصب تذكارى أخر للعمال الـ١٢٠ ألف الذين ماتوا أثناء قيامهم بالحفر، وكانوا يعملون بالسخرة.

وكان الخديوى والأجانب الذين أداروا عملية إنشاء القناة يعلمون بتعرض العمالة المصرية للتهلكة وخاصة عند سريان مياه البحرين الأحمر والأبيض فى مجرى القناة.

لذلك نتمنى إقامة النصبين التذكاريين بمدخلى القناة تكريماً للمصريين الذين قاموا بحفرها بدمائهم و من ضحوا بحياتهم من أجل حفرها.

اقرأ أيضا للكاتب:

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى