إسلام كمال: الملاحظات الأولية على الحكومة الـ٣٧ في اسرائيل
بيان
تناول الكاتب الصحفى والمحلل السياسى إسلام كمال، الحكومة الإسرائيلية الجديدة التى تم إعلانها اليوم الخميس 29 ديسمبر بقيادة رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو.. وقال كمال فى عدد من الملاحظات:
– عدد الوزراء ٢٩ فقط، وأتصور سيزيدون، وهذا دليل على ضيق الوقت في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد نهاية مهلتى التشكيل وفق القانون الأساسى في اسرائيل الموازى للدستور، حيث أبلغ نتنياهو الرئيس الإسرائيلي هرتزوج إنه انتهى من تشكيل الحكومة، رغم إن الحقيقة لم تكن كذلك، لكن لم يكن أمامه سوى ١٢ دقيقة وتنتهى المهلة الثانية، ويفشل في أن يكون رئيسا للوزراء، ويختار هرتزوج أحد غيره، وكان هذا بمثابة الكابوس لنتنياهو، وفعل حيال عدم حدوث ذلك كل شئ ممكن وغير ممكن، حتى لا يكن مهددا بالسجن بسبب قضايا الفساد التى تلاحقه.
– هناك أسماء مهمة في الحزب المفروض أنه الحاكم، اليكود، لم يتولوا مناصب ومنهم القياديين أمسلم وبيتون، رغم تقسيم الولايات التى لجأ إليها نتنياهو لإرضاء الجميع، وهذا مؤشر لخلافات داخلية كبيرة في الليكود.
– الوزراء ذوو الصلاحيات المزدوجة عددهم غير اعتيادى بالمرة، وليس منهم بن جفير وسموطرتيش ودرعى وجولد فقط، بل هناك عدد آخر.
– هناك عدة وزراء بتعريف وزير بمكتب رئيس الوزراء او وزارات، وهذا ليس تعريف جديد لوزير بلا حقيبة، فهم لهم صلاحيات ومتداخلة مع وزارات أخرى، بخلاف الترضيات.
– آفي ماعوز، رئيس حركة نوعام المتشددة، وهو وزير بمكتب رئيس الوزراء لم يظهر أسمه بين أسماء الحكومة، هل هو خطأ إجرائي أم هناك حدث ما؟!، خاصة أنه عليه علامات استفهام كثيرة لعداءه للشواذ.
– بمناسبة الشواذ، كان مثيرا للانتباه أن من بين المتظاهرين أمام الكنيست خلال تنصيب الحكومة، قوى من الشواذ، رغم أن نتنياهو أكد عدة مرات على حمايتهم بكل قوة من استهدافات حلفاءه من الصهيونية الدينية، وجعل أحد قيادات الليكود أمير أوحانا الشاذ رئيسا للكنيست.
– تقسيم الولايات كان أمرا ظاهرا أيضا بشكل كبير غير اعتيادى لارضاء الجميع بين حلفاء الائتلاف وقيادات الليكود، ومنهم سموطتيرش ودرعى في المالية وكاتس وكوهين في الخارجية.
طالع المزيد:
– درعى و سموطرتيرش، كل منهما وزيرين لوزارتين ، درعى وزيرا للصحة والداخلية، رغم إنه كان من مسببات تأخير التنصيب لأنه متهم في قضايا فساد، وسن له قانون مخصوص ليمكنه من أن يكون وزيرا!!! .. وسموطتيرش وزيرا للمالية ووزيرا في الدفاع، وسيتم بينهما تقسيم ولاية بتبادل وزارة المالية في منتصف مدة الحكومة وفق الإتفاق الائتلافي الموقع..وهو الاتفاق الذي حل أزمة كبيرة بالائتلاف.
– بن جفير من أكبر الأحزاب في الائتلاف من حيث الصلاحيات والحقائب الوزارية مقارنة بعدد نوابه، حيث اهتم بن جفير رئيس حزب “قوة صهيونية” بحزبه، لكن رفيقه السابق سموطرتيش إتهم بنفسه فقط، ولم يهتم بحزبه.
– الليكود لا يسيطر على حقائب مهمة باستثناء الدفاع المتداخل مع الجنرال يوآف جالانت فيها سموطرتيش، والتعليم المتداخل فيها شاس أيضا، والخارجية والقضاء والشئون الاستراتيجية، والباقي وزارات خدمية متوسطة، مثل الطاقة والزراعة والمواصلات والبيئة.
– الظاهرة المثيرة والملفتة والمتسمة بها هذه الحكومة، هى الوزارات الكثيرة المستحدثة، وتم التغيير في القانون الأساسي الإسرائيلي المعادل للدستور، حيث لا تملك إسرائيل دستورا، لأنها كيان بلا حدود ثابتة ولأمور أخرى.. لتخليق صلاحيات جديدة لوزراء بأعينهم أبرزهم بن جفير وسموطرتيش، في وقائع أغضبت المعارضة وعدة مؤسسات أبرزهم الجيش.
– هناك عدة وزراء متداخلون في وزارات بأسماء متشابهة كلها تتعلق بالهوية اليهودية مما يعكس الصراع والخلاف بين فرقاء الائتلاف الحريدى الصهيونى واليمينى، وما يؤسس لقلاقل في المجتمع والمؤسسات بدأت بالفعل بمظاهرات ضد الحكومة أمام الكنيست وقت تنصيبها، وستمتد، والحديث هنا عن حوالى ستة وزارء للتراث والقدس والمهام القومية والأديان والعادات والهوية، كلهم من الأحزاب الحريدية والصهيونية الدينية.
– يبدو أن التعليم والقضاء والجيش والاستيطان والتهويد والعمل المتعلق بالهوية القومية والشواذ وفلسطينى الداخل وإدارة الأراضى المحتلة والسلام، سيكونوا مثار جدل كبير فى إطار الحديث المتجدد عن الهوية القومية والاحتلال والتطبيع على خلفية استهدافات الحكومة الجديدة.
– أصغر وزير بالحكومة في الثلاثين من عمره، والأكبر ٧٢، وهى الحكومة الأقل نساءا منذ فترة، ومتوسط الانجاب بينهم عالى جدا لأن أغلبهم من المتدينين، حيث يصل عدد أبناءهم حتى العشرة في أسرة واحدة.
– نتنياهو مصر على الاستمرار في التطبيع الابراهيمى، وأغلب حكومته ستفجر الأراضي المحتلة وتستهدف الأقصي، فكيف يتم ذلك؟!، حيث شعارهم سلام بلا تنازلات، فهل يقبل هؤلاء المطبعون؟!
هذه فقط ملاحظات سريعة، ولنا لقاء أخر بعد التمعن في الحدث.