هل تتصاعد مواجهة الجيش وحكومة نتنياهو حول الهوية والصلاحيات.. ويأكل الكيان نفسه؟!

تقرير يكتبه: إسلام كمال

لا يتوقف الجدل العسكرى والمدنى بكل ألوانه في اسرائيل علي خلفية المكالمة النادرة التى تمت بين رئيس الأركان الإسرائيلي المنتهية ولايته “الجنرال آفيف كوخافي” ورئيس الوزراء الجديد القديم بنيامين نتنياهو، حيث كانت مخصصة لنقل قلق الجنرالات من تدخلات قيادات الصهيونية الدينية في الجيش الإسرائيلي بمؤسسته وصلاحياته.

ضغط كوخافى على نتنياهو بشأن الانباء المثيرة للجدل حول خطة لوضع أعضاء كنيست في قيادة وزارة الدفاع، في مقدمتهم الوزيرين بتسلئيل سموطرتيش وإيتمار بن جفير، المثيرين للجدل الداخلى والإقليمى والدولي.

اتفق قائد الجيش المنتهية ولايته أفيف كوخافي ورئيس الوزراء المقبل على تقديم التشريعات المرتبطة بالجيش، فقط بعد أن “يعرض الجيش الإسرائيلي عواقب وأهمية” مثل هذه القوانين

وكان قد أعرب قائد الجيش الإسرائيلي عن قلقه لنتنياهو بشأن مطالب التحالف التي تمس السلطة العسكرية، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي نفسه، تعليقا على التسريبات الإعلامية والسياسية حول المكالمة غير الاعتيادية.

طالع المزيد:

وكانت المكالمة الهاتفية الأسبوع الماضي حالة نادرة للغاية لتدخل قائد عسكري مباشرة في السياسة، مما يؤكد على القلق الشديد في عدد من المؤسسات الإسرائيلية فيما يتعلق بالتعديلا المخطط لها من قبل نتنياهو وشركائه في التحالف عند توليهم السلطة، والتى تبدأ اليوم الخميس.

ورداً على استفسار الإعلام الإسرائيلي، قال ناطق بإسم الجيش إن المكالمة جاءت بعد “تقارير عن تشريعات محتملة تتعلق بالجيش الإسرائيلي”.

وأضاف متحدث عسكري في بيان لاحق: “خلال المحادثة، تم الاتفاق على أن القرارات المرتبطة بالجيش الإسرائيلي لن تُتخذ إلا بعد أن يعرض الجيش الإسرائيلي عواقب مثل هذه القرارات وأهميتها”.

وتضمنت المخاوف التي أثارها كوخافي في المكالمة بحسب ما ورد خطة لتعيين رئيس حزب “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش كوزير مستقل جديد داخل وزارة الدفاع للإشراف على مناطق الضفة الغربية التي تسيطر عليها إسرائيل بالكامل، والمعروفة باسم المنطقة C، وهو أمر لم يحدث من قبل، مع العلم إن سموطرتيش لم يخدم في الجيش أساسا.

وبموجب شروط مسودة اتفاقيات الائتلاف، فإن دور سموتريتش كوزير داخل وزارة الدفاع سيسمح له بتعيين الجنرالات الذين يقودون مكتب منسق الأنشطة الحكومية في المناطق، الذي يشرف على العديد من قضايا الاستيطان، والإدارة المدنية.

حاليًا، يتم تعيين اللواء المسؤول عن مكتب منسق الأنشطة الحكومية من قبل وزير الدفاع بناءً على توصية من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ويتم تعيين العميد المشرف على الإدارة المدنية من قبل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.

وبحسب ما ورد، أثار كوخافي أيضا مسألة تولي زعيم “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف إيتمار بن غفير المخطط للسيطرة على شرطة حدود الضفة الغربية، كجزء من دوره الموسع الموعود كالوزير المسؤول عن الشرطة. الوحدة تابعة حاليا للجيش ووزارة الدفاع.

وبحسب ما ورد، أعرب قائد الجيش الإسرائيلي، الذي سيترك منصبه في 17 يناير، عن “قلقه العميق” بشأن مثل هذه الأنشطة التي تضر بالجيش.

ونقلت أخبار القناة 12 عن كوخافي قوله: “التغييرات المتفق عليها تكسر التسلسل القيادي وتقوض سيادة جنرال القيادة المركزية العامة ومسؤولية الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.

ويبدو أن كوخافي ونتنياهو لم يناقشا تقريراً يفيد بأن الحكومة القادمة تسعى لمنح الحاخامية الكبرى السيطرة على اختيار الحاخام الرئيسي للجيش الإسرائيلي، وإجباره على اتباع الأحكام الدينية للحاخامية. ولم يتم الإبلاغ عن هذه القضية على نطاق واسع إلا بعد إجراء المكالمة، وهى ما تعتبر خديعة من قبل نتنياهو لكوخافي.

وذكرت القناة الإسرائيلية أن وزير الدفاع بيني جانتس كان قد وافق على مكالمة كوخافي الاستثنائية مع نتنياهو..وقد نسبت وسائل إعلام عبرية التسريبات التي بدت منسقة حول المكالمة إلى مصدر مطلع على الأمر، دون تحديد ما إذا كان من الجيش أو شخص مقرب من نتنياهو.

ونفى الجيش الإسرائيلي أنه بادر إلى نشر المكالمة، وألقى باللوم على ما يبدو على مصدر سياسي، وقال إنه ليس المسؤول عن “الاقتباسات الكاذبة” المنسوبة إلى كوخافي.

وأضاف الجيش: “يجب إبعاد الجيش الإسرائيلي عن الخطاب السياسي”.

وأصدر مكتب نتنياهو ردا على التقارير قائلا إنه “لا يرد على استفسارات حول محادثات بين رئيس الوزراء المكلف وكبار مسؤولي الدفاع”، في محاولة جديدة للهروب منه، أو اختيار وقت مناسب أكثر للمواجهة بينه وبين جنرالات الجيش، خاصة إنه عين أحدهم وزيرا للدفاع، حتى يهدأوا، لكن الكنيست أقر كل التعديلات المقلقة للجيش، من تدخلات بن جفير وسموطرتيش، فهل نحن على شفا تصعيد أكبر، بالطبع سيكون لرئيس الأركان المقبل دورا، وهو لا يختلف كثيرا عن دماغ كوخافي، حيث كان نائبه، أو هكذا يظهر حتى الآن..لنترقب، لكنها مواجهة هى الأولى من نوعها في تاريخ الكيان الإسرائيلي، خاصة إنها ترفع لواء المواجهة بين الصهيونية الدينية والصهيونية السياسية..وتستهدف الجيش نفسه بخلاف هوية المجتمع الإسرائيلي، فهل يأكل الكيان نفسه؟!

زر الذهاب إلى الأعلى