أسماء خليل تكتب: ذلك الوحش.. لا تتبعوه

يستلهم البعض سخرية وإزداء حوارات “الكفار” فى أفلام الأسود والأبيض، فيرددون خلفهم “إنه دين جديد”.. وهو دينٌ بلا نبي ولا رسول ولا ديدن.. دِينٌ من نوعٍ آخر شئت اعتناقه أم أبيت سيقتحمكَ ببعضٍ من تهويماته المُزجاة، ليس عن حق، ولكن عن باطل.

إنَّ جنود ذلك الدين وتطبيقاته من “يوتيوب” و “تيك توك” و “واتس” و “فيس بوك” و “إيمو”…. إلخ، لا يكِّلُون ولا يملون حتى يزجوا بك للدخول به، إن قيام الليل في تلك العقيدة سيدفعك إلى النوم عن صلاة “الفجر”.

دينٌ يسهل الرذلة.. ويفرض على عباده إدمان اللذة الحرام.. لا متناهي المُتع.. فقط ليس عليك إلَّا أن تغرق في بحوره وسيُنسيك الدنيا والآخرة وتصبح عبدًا له؛ فبعد عبادة المال ظهرت تلك العبادة بمعبودها الذي لن يتقبل منك أي قرابين سوى وقتكَ وضياعه.

إنَّ “إله” ذلك الدين يدعو أربابه لإهمال بيوتهم وترك رعاية أبنائهم وقطع صلات الأرحام، وهجر الأصحاب والتقصير بالعمل، والسهر إهدارًا للصحة، ونهر الوالدين إذا قطعا خلوتك معه أو أضاعوا الطريق الموصل إليه ك“الشاحن” على سبيل المثال.

حينما كان “چُريَچ العابد” قاطن صومعته مُتهجدًا لله تعالى ليلًا نهارًا لا ينقطع عن العبادة، نادت عليه “أمه” : يا چُريَچ.. فلم يرد لانشغاله بالعبادة، فانصرفت ثم عاودت المجيء إليه مرة أخرى؛ فلم يرد.. فانصرفت عنه ولكن في تلك المرة دعت عليه؛ فاستجاب الله منها.. قال العلماء إن الله سبحانه استجاب الدعاء لأن چريچ كان يُصلِّي النافلة وليس الفرض وكان عليه أن يجيب نداء أمه.

الله سبحانه أجاز لعباده قطع صلاة السنة والاستجابة لنداء الأم؛ فما بال الأبناء – الآن – في أي مرحلة سنية لا يُعيرُون نداء أمهاتهم أي اهتمام في التو أو بعد حين، وربما كانت آذانهم أسيرة ال “الهاند فري” وهم في عالمهم الخاص بهم الذي لا يساعدون أنفسهم بالانفصال عنه.

ربما “الإنترنت” هو “المسيخ الدجال” الذي سيظهر في آخر الزمان ويقدم للبشر “جنة” في ظاهرها، وباطنها “النار”؟!.. وسيكون مُتبعيه بالملايين حول العالم وسيؤمن بدينه الناس مخدوعين، لكنه كان “ أعورًا”، إنَّني أدعو مُثقفي العالم لمحاولة التفكير العميق، هل الإنترنت أعور!!!..

انقذوا أنفسكم من براثن ذلك “الوحش”.. ذلك البئر العميق ذي الماء الواهي الذي لا يُسمن ولا يغني من جوع.. احذروا من اتباع ذلك الدين الجديد.. قوموا بإنقاذ أنفسكم وأهليكم من ضياع أعمارهم وصحتهم.. نظِّموا أوقاتكم..اعملوا فهناك “الله” سيرى أعمالنا ورسوله والمؤمنون.. صلُّوا واذكروا الله.. اصنعوا جسورًا من الأمل لأنفسكم ومن حولكم..وأيضًا روِّحوا عن أنفسكم.

اقرأ ايضا للكاتبة:

زر الذهاب إلى الأعلى