منال قاسم تكتب: فوق رؤوس مدعي الشرف
في واقعة انتحار بسنت 17 سنة بسبب صور فبركها لها شابان بالقرية حين رفضت عمل علاقة مع أحدهما، ونشراها علي صفحة شباب القرية.
قالت أختها: “بسنت أما راحت المستشفي خالتها سألتها:
ليه يا بنتي عملتي كدا؟!، أنا وأمك وكلنا مصدقينك.
.. قالت بسنت: أنا مكنتش عايزة أموت، بس الصور خلتني أعمل كدا”.
.. وأكملت أخت بسنت، “كانت الصور بقالها فترة بس أحنا مش عارفين، وكانت بسنت حاسة بكلام زمايلها ومدرسيها.. يعني بسنت انتحرت خوفا من كلام المجتمع”.
يا رب يا بنتي كلامي يوصل لروحك.. ولكل بنت تعرضت أو يمكن أن تتعرض لمواقف مشابهه.
.. مجتمع أيه دا اللي حسبتي حسابه وخايفة منه؟! .. المجتمع اللي بيصلي الجمعة وياخد رشوة.. المجتمع اللى فيه مظاهر تدين ويكذب كما يتنفس.. المجتمع اللي فيه رجل كبير شحط بيستغل مراهق بالشارع ويعرض عليه فلوس ليمارس معه الشذوذ في القطار.. المجتمع اللى فيه راجل لابس بدلة وآخر شياكة واحترام بيتحرش بطفلة فى مدخل عمارة لو لم تكشفه كاميرات لاستمر فى فعلته؟!!!.
المجتمع الفاضي اللي بيحسب فستان المشاهير بكام وشنطهم بكام وأفراحهم بكام ويشتم فيهم علشان مش طايل يبقي زيهم؟!.
.. المجتمع اللي التنمر وجرح الناس عنده خفة دم؟!.. المجتمع اللي عنده ازدواجية وشيزوفرينيا؟!.
.. دا المجتمع الليأنت تخلصتي من حياتك خوفا من كلامه؟!.. المجتمع دا يا بنتي المحترمين اللي فيه يعرفوا ربنا بجد ما بيتكلموش علي حد.. إن رأوا المذنب ستروه .. الناس “الكويسة” لا تسيء لاحد يا بنتي..
الذين بيتكلمون ويخوضون في أعراض الناس هم أسوا خلق الله
وفي خلوتهم وبعيدا عن عيون الناس بيعملوا أكثر مما اتفبرك لك في الصور، وأكثر منه ألف مرة، وأمام الناس يمثلون الفضيلة.
وزميلتك تكلمت عليك وهى تعرف أنك محترمة، ومتربية، لكن غيرانة منك.. هذه لا تستحق أن تعملي حساب لكلامها.
والشابان اللذان “فبركا” الصور يعرفان أنهما سيلاقيان صدي وسط هذا المجتمع المريض.. المجتمع الذى أفرز هذه الأشكال، أدني كثيرا كثيرا كثيرا من روحك الطاهرة..
ماهو فيه ناس تخاف من ناس ولا تخاف ربنا، مع أن الصور اللى عند ربنا تحت حساب الستر والرحمة والعفو، لكن البشر تخاف من بعضها وتنسى ربنا.
.. وزاد تهديد الناس لبعض وآخرهم المجرم الذى هددك بصور مفبركة، ولم يثبت تزويرها إلا بعد انتحار المسكينة، بلا ذنب وبلا رحمة من إنسان لا يمت للإنسانية بأى صلة.
عارفة أنت لو بنتي يا بسنت كنت هدافع عنك بروحي حتي لو غلطانة، وأواجه بك المجتمع المزيف هذا المجتمع الذى لا يستححق أن نعمل له حساب طالما لا يحفظ حقك وحريتك.
وردة في عمر الزهور مثلك كانت محتاجة دعما نفسيا كبيرا لتخطي أزمتها.
كان نفسي تكوني أبنتي ليوم واحد، وعهد علي أمام الله كنت عبرت بك بر الأمان فوق رؤوس مدعي الشرف.
.. يأمهات.. يا أباء كونوا عونا لبناتكم،
وكفاكم خوفا من كلام الناس.