منال قاسم تكتب: أنثى تحت قوامة رجل

“القوامة” في الإسلام من أعقد القضايا في الفكر الإسلامي تاريخياً، والتي أخذت سجالاً واسعاً بين المفكرين في سياق نقاش مكانة المرأة وموقعها الطبيعي في الإسلام، وكيف ينظر الإسلام الى المرأة ودورها في المجتمع. وقد تم التركيز على مسألة القوامة بشكل خاص؛ ذلك أن القوامة تمثل الجذور الأساسية في التأسيس لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة في الفكر الإسلامي، حيث تصبح مختلف القضايا متفرعة بطريقة أو بأخرى من قضية القوامة.
وقد اتخذ فهم مسألة القوامة أوجهاً عدة بين المفكرين الإسلاميين وغير الإسلاميين، فمن ناحية اتخذت قضية القوامة كذريعة لاتهام الإسلام باضطهاد المراه وسلب حريتها، وجعلها عنصراً ثانوياً خاضعاً لسلطة الرجل. ومن ناحية أخرى تتجسد في مستوى الخلاف في الفكر الإسلامي نفسه في تناول مسألة “القوامة” وفهم طبيعة علاقة الرجل بالمرأة ونظرة الإسلام إليها بصورة شاملة.

اقرأ أيضا..  منال قاسم تكتب: هل أنت حرامي؟!

وتعددت أوجه الخلاف بين فكر يجعل من حرفية النص محدداته الأساسية في التفسير والتأويل للغاية التي يريدها الإسلام، وبالتالي لا يعطي مجالاً لتفسير السياقات المختلفة للنص القرآني.
وفي المقابل من ذلك توجه أخر يسعى إلى البحث في مقصدية النصوص والغايات الكبرى التي يريد الإسلام تحقيقها من خلال هذه التشريعات، وهذا الفكر يتجه نحو دراسة كل العناصر والمتغيرات المختلفه وعنى انا “أحبُّ القوامة، أحبُّ فكرة القوامة نفسها، أن يُنَزَّل أمر ربَّانيّ مُخصَّص لأجلي، مُقتضاهُ القيام على شؤوني، رعايتي، حمايتي، تأميني ماديًا ومعنويًا.
‏أحبُّ كَوْني امرأة مُسلمة، مَحفوظة تحت مظلَّة الإسلام، لم أُترَك مُفرَدة لأعبث في الدنيا كما أشاء، وأتخبطُ بين جنباتها بلا دليل ولا هُوية، بلا مُرشد أو مُوجِّه.. بلا أب أو أخ أو زوج.
‏أحبُّ معنى اللجوء، الاحتماء، الاستتار، التلحُّف بأحدهم، أن أسير في حِماهُ راغبة مُختارة، غير مقهورةٍ ولا مجبورة، وُجداني مُطمئن أنني أُعوِّل على سند إن مالت الدنيا لا يميل لأنه موثوق.. وإن مَلَّت الدُنيا لا يَمَل لأنه مسؤول، وأنا مسؤوليته.. أحبُّ فكرة أنني مسؤولية أحدهم.
‏وأحبُّ للأنثى أن تستمتع بكونها أنثى تحت قوامة (رجل)”. فالقوامة هي ولاية شرعية تعتمد علي التوجيه والرعاية والمسئولية من جانب من له حق ممارسة هذه القوامة وهو الزوج علي الزوجة, ولا تتضمن الولاية التحكم أو التعسف من جانب الزوج علي الزوجة, وإنما تفسير القوامة في ضوء منظومة النصوص التي تحدد العلاقة بين الرجل والمرأة وتستهدف صالح الأسرة كوحدة أساسية في المجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى