د. بسيونى: فى هذا الوقت تتحول كورونا من «أزمة طارئة» إلى «مشكلة مزمنة»
أعداد الإصابات بمتحور أوميكرون حول العالم وصلت أرقام غير مسبوقة مقارنة بالموجات السابقة، لكن منحنى المضاعفات والوفيات العالمية في تناقص ولا يقارن بالموجات السابقة، هذا ما صرح به اليوم الثلاثاء د. محمد إبراهيم بسيوني، استاذ الطب بالمنيا لـ “بيان”.
وأضاف د. بسيونى أن ما سبق يأتى حسب البيانات الأولية، ومع هذا يجب علينا أن نتفاءل بحذر بسبب سرعة الإنتشار وأعداد المصابين التي قد تشكل ضغطا على المنظومة الصحية فى معظم دول العالم، ولا يزال خطير على الفئات عالية الخطورة.
وقال د. بسيونى إن سنة ٢٠٢٢ هي السنة التي يجب أن ننتقل فيها من التعامل مع كورونا كما لو كانت «أزمة طارئة» إلى «مشكلة مزمنة».
وواصل أنه يجب أن تتحول اللجان والوظائف والتوسعات المؤقتة، لحلول جذرية دائمة، مثل تعديلات على شروط بناء الفصول الدراسية والمجمعات الدراسية لتحسين جودة التهوية، ومراقبة نسب ثاني أكسيد الكربون كمؤشر للتزاحم وسوء التهوية والتعامل مع الأمر في حال ارتفعت النسبة.
طالع المزيد:
-
د. محمد إبراهيم بسيوني يكشف دور الخلايا التائية «T cells» فى حرب «اوميكرون»
-
د. محمد إبراهيم بسيوني يوضح نتائج المزج بين لقاحات التطعيم ضد كورونا
وهنالك تحديات مهمة أمام المنظومة الصحية، من أهمها حل مشاكل نقص الكفاءات المزمنة (خاصة في التمريض) التي تسبق الجائحة والتي أصبحت أسوأ أثناء الجائحة.
والحلول يجب أن تكون شاملة تمتد لتحسين ظروف عمل هذه المهن وتشجيع الناس على الإقبال عليها واستخدام التكنولوجيا لتقليل العبئ عليها.
الأمر الآخر الذي ستحتاجه المنظومة الصحية هو تحسين مرونتها، أي قدرتها على التكيف مع اختلاف الظروف.
وواصل د. بسيونى: قد تكون هنالك موجات قادمة تتطلب التكيف بسرعة بين وضعية التعامل مع موجة ثم العودة بسرعة للتعامل مع بقية الأمور غير المتعلقة بإصابات كورونا.
على سبيل المثال، يجب أن تكون هنالك بروتوكولات واضحة وناضجة للتعامل مع توقيت وكيفية إيقاف العمليات الجراحية غير المستعجلة ثم إعادة جدولتها بسرعة وسلاسة حين تسمح الظروف، والتعامل مع النقص الذي قد يحدث بسبب الإصابات بين الطاقم الطبي والحاجة للعزل.
وعلينا أن نفكر جديا بالقوانين المتعلقة بـ «الأونلاين»، يجب الاعتراف بالتعليم عن بعد – بضوابط، كما هو حال التعليم الحضوري- ووضع قوانين تخص «التوقيع الالكتروني» وقوانين بشأن الطبابة ووصف الأدوية وتنفيذ المعاملات عن بعد.
كل هذه الأمور اضطررنا للقيام بها أثناء الجائحة كـ «حل مؤقت».
على المستوى القيادي، «إدارة الأزمة» يجب أن تصبح أقل مركزية وتتوزع مهامها على الجميع، الممرض والوزير والطبيب وناظر المدرسة كلهم مسؤولون عن التعامل مع الأزمة في سياق أعمالهم اليومية، والوزير، ووكيل وزارة الصحة في أي محافظة يجب أن يعودا لمهامهم المعتادة والتي ستكون الكورونا جزءا منها فقط.
الكل ينتظر «انتهاء الجائحة» اعتقادا منهم بأننا سنصحو يوما وتكون المشكلة قد اختفت إلى الأبد، لكن الأكثر واقعية هو أننا سنصبح أكثر قدرة على التعامل مع المشكلة بالتدريج، هذا الأمر لن يحدث لوحده، يجب أن تكون هنالك ارادة سياسية لتحقيقه وهذا ما نأمله من القيادات السياسية في البلد.