د. محمد إبراهيم بسيوني يكشف دور الخلايا التائية «T cells» فى حرب «اوميكرون»

يكشف د. محمد ابراهيم بسيوني، أستاذ الطب بالمنيا فى الآتى عن تفاصيل دراسة مهمة تتناول دور الخلايا التائية «T cells» فى حرب «اوميكرون».

ويقول د. بسيونى فى تصريحات خاصة لـ “بيان”:

د. محمد إبراهيم بسيونى
د. محمد إبراهيم بسيونى

من المعروف اليوم أن اوميكرون لديه ٣٢ طفرة في السنبلة البروتيني (مفتاح ومكان دخول الفيروس إلى الخلية) وكان هذا مصدر القلق حيث أن اللقاحات تعمل ضد هذه السنبلة، والتي قد تجعل الاجسام المضادة (خط الدفاع الأول غير فعال).

وساعدت هذه الطفرات هذا المتحور فى تخطي أو الهرب من الأجسام المضادة.

وهناك نوعين من المناعة الخلايا البائية B cells – الأجسام المضادة – وهي خط الدفاع الأول (حرس الحدود).

‏والخلايا التائية T cells- الخلايا القاتلة – وتعمل عندما يفشل خط الدفاع الأول (قوات الخاصة أو الكوماندوز).

طالع المزيد:

وخرجت دراسة ركزت على أثر الخلايا التائية ضد أوميكرون، بهذه النتائج المذهلة:

‏٨٠٪ في من الخلايا التائية كانت فعالة ضد السنابل البروتينية لمتحور أوميكرون. وهذا يفسر:
‏- إصابة الناس بالفيروس بكثرة بسبب سرعة انتشاره وهروبه من الأجسام المضادة الخط الاول (الخلايا البائية).
‏- والاعراض الخفيفة لعدم قدرته على تخطي الخلايا التائية/ والذاكرة.

ويضيف د. بسيونى، هل سألت نفسك لماذا لقاح صُمم للفيروس الأساسي، ونستخدمه أيضا للمتحورات؟

هذه الدراسة أيضا تجيب على هذا السؤال، وقد وجدوا أن مستوى المناعة المتصالبة للخلايا التائية الناتجة من اللقاح متساوي مع الفيروس الأصلي ومتحور بيتا ودلتا وحتى الإصابة السابقة توفر هذا النوع من المناعة.

الأجمل من هذا كله، فقد اثبتوا في هذه الدراسة أنه حتى لو ظهرت متحورات جديدة مستقبلا ستكون هذه المناعة (الخلايا التائية) فعاله ضده، حيث أنها فعاله ضد السنبلة البروتينية كامله وليس جزء صغير منها.

ويسأل د. بسيونى متى ستكون مشكلة.. إذا ظهر فيروس جديد بخصائص جديدة، مثلا SARS-3 وهل هذا ممكن؟.. نعم ممكن.

وعن المناعة المتصالبة ضد زكام الكورونا حيث نُشر أن التعرض لمثل هذا النوع (زكام الكورونا) قد يسبب حماية لفيروس الكوفيد المستجد.

لا تزال هناك أسئلة مفتوحة مثل: هل الإصابة باوميكرون تسبب الكوفيد طويل الأمد؟.. الإجابة: ‏إلى الآن غير معروفة.

ولماذا يظهر على بعض مرضى الكوفيد-١٩ أعراضا خفيفة أو لا أعراض؟.. الإجابة: قد يكون هذا ليس فقط بسبب أن الشخص لديه مناعة قوية أو ضعيفة. هناك سبب آخر .. والدراسة التالية مثيرة للاهتمام، والتى نشرت في مجلة “Cell” تتكلم عن هذا الأمر، حيث تربط وجود مناعة مسبقة بطلتها الخلايا تائية الذاكرة، وهي المسؤولة عن حفظ الذاكرة المناعية النوعية والتي تلي الاستجابة المناعية الأولية.

سؤال أخر: كيف يتعرض الجسم لمناعة مسبقة وهذا فيروس مستجد؟

الإجابة: يوجد أربعة فيروسات من عائلة كورونا تسبب مرض يصيب الجهاز التنفسي العلوي وأعراضه مثل الزكام وهي شائعة جدا، وتقريبا ٦٠-٩٠ من البشر اصيبت بها.. وهذه الفيروسات هى:
‏HCov-229E
‏HCov-NL63
‏HCov-OC43
‏HCov-HK

في هذه الدراسة وجدوا لو أنك تعرضت لاحد هذه الفيروسات، تتكّون لديك ذاكرة مناعية ضد مرض الكوفيد-١٩، والسبب أنهم يتشاركون في شطر بروتيني مشابهة.

والمعنى أنه لو كان لديك مناعة قوية وذاكرة مناعية مسبقة لأحد هذه الفيروسات، وتعرضت لمرض الكوفيد-١٩ على الأغلب لن تصاب بأعراض، ولو كانت مناعتك ضعيفة، ولديك ذاكرة مناعية مسبقة وأصبت بالمرض فعلى الأغلب ستكون الأعراض التى تظهر عليك خفيفة، وهذا يفسر لماذا بعض الاشخاص ينتهي المطاف بها في العناية المركزة سواء كان كبير بالسن أو شابا، بسبب ضعف المناعة لديه مع عدم وجود ذاكرة مناعية مسبقة لديه.

الأجمل في هذه الدراسة هو أنه لو صحت فأننا لا نحتاج إلى إصابة ٧٠ ٪ من الناس لنصل إلى مناعة القطيع، بل نحتاج فقط إلى ٣٠٪ لأنه لدينا من ٦٠-٩٠٪ مناعة بسبب فيروسات الكورونا الأخرى.

وإضافة هذه الدراسة يمكننا أن نعرف مدى قوة هذه الخلايا التائية الذاكرة في تاثيرها على المناعة وأن الأمر لا يقتصر على الأجسام المضادة فقط..

وأخيرا فأن هذه الدراسة المثيرة جدا للاهتمام، تفتح آمالا جديدة لمحاربة هذا المرض، فكلما زادت الدراسات، كلما عرفنا عن هذا المرض. فالسلاح الذي نملكه ضد هذا المرض هو العلم ومواصلة البحث العلمي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى