تتحكم فيه التركيبة الجينية.. اسم المرض يختلف أحيانا عن اسم الفيروس المسبب له
يقول د. محمد ابراهيم بسيوني، أستاذ الطب بالمنيا إن اسم المرض الفيروسي، قد يختلف عن اسم الفيروس المسبب لهذا المرض.
ويضف د. بسيونى فى تصريحات خاصة لـ “بيان” أنه مثلاً مرض كوفيد-١٩ يسببه فيروس المتلازمة التنفسية الحادة التاجي الثاني SARS-CoV2.
ومرض الايدز يسببه فيروس نقص المناعة المكتسب HIV (ويوجد منه نوعان).
ومرض الجدري المائي أو العنقز يسببه فيروس VSV.
طالع المزيد:
-
د. محمد إبراهيم بسيوني يكشف خطورة موجة الأمراض التنفسية Omicron Flu
-
د. محمد إبراهيم بسيوني يوضح: تأثير «أوميكرون» وأعراضه.. عند الأطفال
ويوضح أنه أحياناً قد يتظافر فيروسان ليظهر مرض مختلف عن الأمراض الأساسية التي يسببها كل فيروس مستقلاً، مثل الحزام الناري ويسمى ايضاً الهربس النطاقي يسببه تظافر فيروس الهربس من النوع الأول HSV1 مع استعادة نشاط الفيروس المسبب لمرض الجدري المائي واسمه VSV.
وفي المقابل مرض الأنفلونزا يسببه فيروس الانفلونزا وهو ثلاثة أنواع:
فهناك بعض الفيروسات تسبب أعراضاً شبيهة بأعراض مرض الأنفلونزا، ولكن عند فحص العينة نجد أنها خالية من فيروسات الانفلونزا وقد نجد فيروسات أخرى أو مسببات مرضية أخرى.
وقد تلتبس أعراض الانفلونزا مع أعراض البرد العادي common cold الذي يسببه عدد من فيروسات الجهاز التنفسي. بعض تلك الفيروسات يبقى نشاطها محصوراً على الجهاز التنفسي العلوي وبعضها يمتد الى الجهاز التنفسي السفلي مسبباً اصابات ثانوية.
ومن الثابت علمياً ان المريض قد يحمل عدداً من الفيروسات التنفسية وتكون لديه مجموعة من الأعراض المتشابهة.
وفي هذه الحالة يصعب تحديد أي من تلك الفيروسات المرصودة هو السبب في ظهور الأعراض.
وقد ثبت رصد فيروسات كورونا (بما فيهم مسبب كوفيد) مع فيروسات اخرى تنفسية.
ورصد فيروسي كورونا والأنفلونزا لا يسبب مرضاً جديداً بأعراض مختلفة وفريدة لنبرر تسميته بإسم مستقل وانما هو مجرد تزامن في الاصابة بالفيروسين الذين يسببان نفس الاعراض.
ويشير د. بسيونى إلى أنه تم إعلان الاسم الرسمي لكل من مرض كوفيد -19 والفيروس المسبب لهذا المرض (وكان يُعرف سابقا باسم فيروس كورونا المستجد 2019)، على النحو التالي:
المرض:
مرض فيروس كورونا
(كوفيد-19)
الفيروس
فيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة
(SARS-CoV-2)
ويضيف أستاذ الطب أنه تختلف أسماء الفيروسات عادة عن أسماء الأمراض التي تسببها. ومن الأمثلة على ذلك فيروس العوز المناعي البشري المسبب لمرض الأيدز. والأشخاص عادة يعرفون اسم المرض، مثل الحصبة، دون معرفة اسم الفيروس الذي يسبب المرض.
وتتفاوت إجراءات تسمية الفيروسات والأمراض وأغراضها.
وتستند تسمية الفيروسات إلى تركيبتها الجينية لتسهيل تطوير الاختبارات التشخيصية واللقاحات والأدوية. وهو العمل الذي يضطلع به أخصائيو الفيروسات والمجتمع العلمي الأوسع نطاقاً، حيث تحدد أسماء الفيروسات اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات (ICTV).
وتهدف تسمية الأمراض إلى تيسير النقاش بشأن الوقاية من المرض ومدى انتشاره وسهولة انتقاله وحدّته وعلاجه. ويتمثل دور منظمة الصحة العالمية في التأهب للأمراض البشرية والاستجابة لها، لذلك فهي من تحدد رسمياً أسماء هذه الأمراض في مرجع “التصنيف الدولي للأمراض” (ICD).
وقد أعلنت اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات تسمية ” فيروس كورونا 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم ” (SARS-CoV-2) اسماً رسمياً للفيروس الجديد في فبراير 2020. واختير هذا الاسم لارتباط الفيروس جينياً بفيروس كورونا الذي سبب فاشية متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس) في عام 2003. غير أن الفيروسين مختلفان رغم ارتباطهما الجيني.
وأعلنت المنظمة بدورها أن “كوفيد-19” هو الاسم الرسمي لهذا المرض الجديد في فبراير 2020، عملاً بالإرشادات التي وضعتها سابقاً المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
وكان الاتصال قائماً بين المنظمة واللجنة الدولية بشأن تسمية الفيروس والمرض على السواء.
ويقول د. بسيونى إنه من منظور متعلق بالمخاطر، قد ينطوي استخدام اسم “سارس” على تداعيات غير مقصودة من حيث التسبب بخوف لا داعي له لدى بعض الشرائح السكانية، لا سيما في آسيا التي شهدت أسوأ فاشية لمرض سارس في عام 2003.
ولهذا السبب وغيره، تشير المنظمة إلى الفيروس باسم “الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19” أو “فيروس مرض كوفيد-19” عند مخاطبة الجمهور. ولا يُقصد بأي من هاتين التسميتين أن تحل محلّ الاسم الرسمي للفيروس الذي اعتمدته اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات.
أما المواد التي نُشرت قبل تسمية الفيروس رسمياً فلن يتم تحديثها إلا عندما تقتضي الضرورة ذلك لتفادي اللبس.