طارق السيد متولى يكتب: يوميات زومبى (14) قواعد الطعام مع الزومبى

حان موعد العشاء فى الفندق ‘ نزلت أنا وأصدقائى إلى البوفية المفتوح بالمطعم حيث كان العشاء.

“بوفية المفتوح” فى الحقيقة، ومن حيث المبدأ، شىء أكرهه، فلا معنى لأن تدفع مبلغا ثابتا مقابل أن تأكل قدر ما تستطيع وبكميات كبيرة حسب شهيتك وقدرتك على الطعام.

طالع المزيد:

وقد يبدو الأمر مغريا لكثير من الناس ولكنه فى الحقيقة خدعة كبرى فالفنادق والمطاعم لن تخسر وتفضل ما يعود عليها بالربح دائما.

فمقابل كميات الطعام الكبيرة وتنوع الأطباق وأنواع اللحوم والطيور والأسماك، فأنت لا تختار وجبتك ولا طريقة عملها ولا حتى جودتها فجودة الطعام فى البوفية المفتوح أقل من جودة الطعام المطهو لك خصيصا.

الأمر الأخر أن معظم البوفيهات المفتوحة تضع أمامك أولا أصناف كثيرة ومزينة من السلاطات والمقبلات والأرز والمكرونة غير المكلفين لتأكل منها وتمتلىء معدتك سريعا.

كما أن الأطباق فى البوفية المفتوح غالبا ما تكون أصغر حجما من الأطباق فى المطاعم العادية حتى تستوعب كمية محددة من الطعام.

صحيح أنه من الممكن أن تذهب مرة أخرى للبوفيه، وملأ طبق ثان لكنهم هنا يعتمدون على نفسية الزبائن، فربما تكسل عن القيام مرة أخرى، أو تخجل من الذهاب مرة بعد أخرى لتعبئة الأطباق أمام الموجودين من النزلاء وعمال المطعم الذين يقفون خصيصا لمراقبة تصرفاتك والنظر إليك.

هذا الكلام على لسان خبيرة المطاعم الأمريكية بوبى ريك ويكفى أن تعرف أن البوفية المفتوح أول ما عرف عرف لنزلاء السجون والعمال.

لكن مع الزومبى لا يوجد قواعد وهو ما يشكل مشكلة لإدارة الفندق، تضطر معه لاتخاذ بعض الإجراءات الإستثنائية مثل أن تضع عامل مثلا على “سرفيس” اللحوم والطيور أكثر شىء كلفة فى البوفية ليقوم هو بإعطاء النزيل ما يحتاجه منها فيبدأ مثلا بوضع قطعة أو قطعتين فيتحرج النزيل من طلب المزيد.

كان غالبية النزلاء معنا من الزومبى فلم يخضعوا بالطبع لكل هذا الكلام وراحوا يعبأون الكثير من الأطباق بلا حدود وينقلونها لموائدهم خوفا من نفاذها من على البوفية.

حتى أن زومبى معه عائلة كبيرة نقل سرفيس الفاكهة كاملا من البوفية إلى مائدته حتى يضمن التحلية بعد الإنتهاء من الوجبة الرئيسية مما اضطر شخص طبيعى أن يذهب إليه ويطلب منه بعض الفاكهة.

امرأة زومبى، قررت أن تتذوق الشوربة من الإناء الكبير الموضوع على البوفية بالملعقة الكبيرة ( المغرفة ) وكأنها فى مطبخ بيتها ووضعتها مرة أخرى داخل الإناء .

فى النهاية كانت صالة الطعام اشبه بساحة معركة حربية، تتناثر فيها آثار الدمار وبقايا الطعام تنتشر على الموائد.

بعد العشاء خرجنا نتمشى قليلا خارج الفندق فوجدنا زومبى التاكسى وسيارات الليموزين فى انتظارنا وكأنهم عثروا على صيد ثمين وبدأوا يعترضون طريقنا ويعرضون علينا خدماتهم لتوصيلنا لأماكن التنزه والسهر بأسعار مبالغ فيها.

هؤلاء لديهم إنطباع أن نزلاء الفنادق لابد أن يكونوا أثرياء ويجب أن يدفعوا أكثر.

تخلصنا من كل ذلك وواصلنا السير فى الشارع الرئيس فى مدينة شرم الشيخ نتمتع بالهدوء والجمال نشاهد الفنادق والمنتجعات المختلفة على جانبى الطريق القريب من شاطىء البحر حتى وصلنا الى خليج نعمة فى وسط المدينة حيث المحلات والأسواق..
ونكمل فى يوم أخر من يوميات زومبى.. فإلى اللقاء .

زر الذهاب إلى الأعلى