د. محمد إبراهيم بسيوني يكتب: طفلك واللقاح

اللقاحات هي مُنتجات تُعطى عادةً أثناء الطفولة لحماية الأطفال من أمراض خطيرة، وأحياناً فتاكة.

وتعمل اللقاحات على تحفيز الدفاعات الطبيعية في جسمك، مما يهيّئه لمكافحة الأمراض على نحو أسرع وأكثر فاعلية.

تساعد اللقاحات جهاز المناعة الموجود في جسمك على مكافحة الالتهابات بفاعلية أكبر من خلال إطلاق استجابات المناعة لديك ضد أمراض محددة.

طالع المزيد: 

• د. محمد إبراهيم بسيوني يوضح: تأثير «أوميكرون» وأعراضه.. عند الأطفال

• د. محمد إبراهيم بسيوني يوضح نتائج المزج بين لقاحات التطعيم ضد كورونا

وبعد ذلك إذا اجتاح الفيروس أو الجرثومة جسمك في المستقبل، سيكون جهاز المناعة لديك مدركاً لكيفية مكافحة هذا الفيروس أو الجرثومة.

اللقاحات مأمونة جداً، والاحتمال بأن يتضرر طفلك من جراء الأمراض التي يمكن منعها باللقاحات هو أكبر بكثير من أن يتضرر بفعل اللقاحات.

وتخضع جميع اللقاحات إلى اختبارات مشددة للتأكد من أنها مأمونة، بما في ذلك تجارب سريرية، وذلك قبل الموافقة على استخدامها من قبل الجمهور.

ولا تُسجِل البلدان أو توزع سوى اللقاحات التي تلبي معايير مشددة للجودة والأمان.

تحتوي اللقاحات الحية على نسخة من فيروس حي أو بكتيريا تم إضعافها حتى تعلّم جهاز المناعة كيفية محاربة الفيروسات والبكتيريا، لكن نظرًا لضعفها، لا تسبب المرض لدى الأشخاص الذين يتمتعون بجهاز مناعي سليم.

اللقاحات تُنقذ الأرواح، وفي الواقع يُقدّر أنها تنقذ من 2 إلى 3 ملايين روح في السنة.

وتساعد اللقاحات في حماية طفلك من أمراض يمكن أن تسبب ضرراً خطيراً أو الوفاة، خصوصاً بين الأشخاص الذين ما يزال جهاز المناعة لديهم في مرحلة التطور، مثل الأطفال الصغار.

من المهم أن تحصّن طفلك، وإذا لم تقم بذلك، فإن أمراضاً معدية بشدة من قبيل الحصبة والدفتريا وشلل الأطفال، والتي تم القضاء عليها في العديد من البلدان، ستعود من جديد.

يقلق العديد من الأهالي من أن اللقاحات المتعددة سترهق جهاز المناعة لدى الطفل، بيد أن الأطفال يتعرضون لمئات الجراثيم يومياً.

وفي الواقع، يؤدي الزكام والتهاب الحلق المعتادان إلى عبء على جهاز المناعة لدى الطفل يفوق ذاك الذي تتسبب به اللقاحات.

إذا حصل عدد كافٍ من الناس على التحصين ضد مرض معين في مجتمعك المحلي، فيمكن لهذا المجتمع أن يصل إلى ما يسمى بالمناعة المجتمعية.

وعندما يتحقق هذا الأمر، لا يُتاح للأمراض أن تنتقل بسهولة من شخص إلى آخر لأن معظم الناس محصنون، وهذا يوفر طبقة من الحماية ضد المرض حتى لأولئك الذين لا يتمكنون من الحصول على لقاح معين، من قبيل الأطفال الصغار.

وتَحول المناعة المجتمعية دون انتشار الأمراض أيضاً من خلال زيادة صعوبة انتشار المرض، مما يجعل وجود المرض نادراً بصفة مطردة، وهذا يؤدي أحياناً إلى اختفائه تماماً من المجتمع المحلي.

وتتسم اللقاحات بأنها مأمونة إلى حد كبير، وجميع ما يحدث تقريباً من أمراض أو ضيق بعد التحصين هي أمور ثانوية ومؤقتة، من قبيل الألم في مكان الحقن أو حدوث ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم.

ويمكن عادة السيطرة على هذه الأعراض من خلال تناول الأدوية المتوفرة لتخفيف الألم بعد تقديم اللقاحات كما ينصح الطبيب، أو وضع قطعة قماش باردة على مكان الحقن. إذا كان الوالدان قلقين، فيجب عليهم الاتصال بطبيب الأسرة أو مقدم الرعاية الصحية.

تحمي اللقاحات طفلك من أمراض خطيرة من قبيل شلل الأطفال الذي قد يؤدي إلى الشلل، والحصبة التي يمكن أن تتسبب بانتفاخ الدماغ والعمى، والكزاز الذي يمكن أن يتسبب بانقباضات مؤلمة في العضلات وصعوبة في البلع والتنفس، خصوصاً لدى المواليد الجدد. وللاطلاع على قائمة كاملة باللقاحات والأمراض التي تمنعها.

وإحدى أفضل الطرق التي تتيح لك حماية طفلك هي الالتزام بجدول اللقاحات المقترح في بلدك، وفي كل مرة تؤخر فيها اللقاح، فإنك تزيد من إمكانية تعرض طفلك للمرض.

رغم أن الحماق المعروف شعبيا باسم “الجدري المائي” هو مرض معتدل وربما يتذكره العديد من الوالدين بعد إصابتهم به فى طفولتهم، فقد تم استحداث اللقاح ضده في عام 1995، إلا أن بعض الأطفال قد يصابون بسببه بأعراض خطيرة تتضمن مضاعفات قد تودي بحياتهم أو تصيبهم بإعاقات دائمة.

ويقضي اللقاح على خطر حدوث المضاعفات من المرض، ويمنع الأطفال من نقل العدوى إلى أشقائهم وأصدقائهم وزملائهم في المدرسة.

وتختلف جداول اللقاحات بين بلد وآخر اعتماداً على نوع الأمراض الأكثر انتشاراً في البلد. ويمكنك العثور على لمحة عامة عن اللقاحات الموصى بها والمواعيد التقريبية لتقديمها، وذلك من مركز الرعاية الصحية المحلي أو من الطبيب أو من وزارة الصحة.

اللقاح هي عملية “خداع” الجهاز المناعي، ليقوم بإنتاج ذاكرة مناعية تجاه جسم معتدي دون الحاجة بأن يصاب الجسم بالعدوى أولاً كما هو الحال في الأحوال الطبيعية.

هناك العديد من الخواص التي يجب أن تتواجد في اللقاح ليكون مثالياً مثل:
‏- السلامة: خلو اللقاح من أية أعراض جانبية أو أخطار إجرائية في إنتاجها والتي قد تهدد حياة متلقي اللقاح.
– السعر: رخص اللقاح مهم، لتوفير اللقاح من دول العالم التي تعاني من تدهور اقتصادي، والتي تعيش في بيئة مليئة بالأمراض والأوبئة.
– الثبات: ليكون اللقاح مثالياً يجب أن نتمكّن من حفظه في درجات حرارة مختلفة، كي نتمكن من تخزينها في بيئات حارة أو باردة خاصة مع عدم توفر الثلاجات والحافظات في حالات كثيرة.
– سهولة إعطائها: الأطفال كما هو متوقع لا يفضلون الحقن، وبالتالي اللقاح عن طريق الفم يعتبر مناسب جداً.