طارق السيد متولى يكتب «يوميات زومبى»: (15) ناقد فنى زومبى
مضطر اقطع حديثى عن رحلة شرم الشيخ لإحدثكم عن موضوع أخر استفزنى، عندما قرأت خبرا، عن زومبى مصر الفنى الأوحد الذى أراه منذ سنوات صباى محتل جميع الشاشات يقدم نقد فنى للافلام والمسلسلات والفن عموما وكأن مصر لم تلد غيره فى هذا المجال.
الناقد يهاجم فيه الفنان هانى شاكر بسبب طلب الأخير من مطربى المهرجانات تغيير أسماءهم الزومبى العجيبة بيكا وكزبرة وصامولة وشطة وبلطة إلى أسماء طبيعية تتناسب مع الذوق العام للمجتمع فراح سيادة مسؤول أول النقد الفنى فى مصر ينتقد قرار الفنان نقيب الموسيقيين ويطلق عليه لقب أمير الغناء والورع والتقوى.
ولست أعرف ما علاقة الورع والتقوى بهذا الموضوع، الرجل يتكلم فى الذوق العام ما دخل الدين هنا.
ثم أكمل بسخرية واستخفاف دم بحسد عليها فقال، لو كان فريد الأطرش موجود كان سيادة النقيب طلب منه يغير اسمه لفريد عبد السميع.. وأكاد انفجر من الضحك من هذه المزحة المغطاة بالصمغ.
ما وجه المقارنة بين اسم الأطرش وهو لقب عائلة معروفة قديم وبين بيكا وسيكا وأبو الليف وخيشة؟! .
مسألة الأسماء التى يبذل فيها الأباء والأمهات جهدا كبيرا من اول معرفتهم بقدوم مولود جديد ليختاروا اسم حميدا له يأتى الزومبى المتحولون ليحولوا هذه الأسماء إلى أسماء زومبى مثلهم مثل زيزو نتانة وعبده تلوث واخر هذه الأسماء المقززة.
وأذكر ذات أننى كنت مع بعض السائحين الأجانب فى الأقصر وهناك ينتشر اسم أبو القمصان فعندما سألونى عن معنى الاسم حاولت أن أشرح لهم بالإنجليزية فقلت لهم father of shirts وهى ترجمة كلمة أبو القمصان، ظنوا أننى أمزح فى البداية حتى أكدت لهم فنظروا إلي بإندهاش.
بعدها مباشرة وجدت نفس الزومبى يدافع عن فيلم لا يجوز أن نطلق عليه اسم فيلم فى الحقيقة فهو خالى من كل فنون الفيلم السينمائي من قصة وأحداث وصراع ودراما ورؤية وهدف.
ماعدا بعض التوابل الجنسية وبعض المفردات من لغة الزومبى الإباحية لمجموعة من الأصدقاء يجلسون جلسة سمر فى بيت أحدهم.
هذا هو كل الفيلم لن اتكلم عن الفضيلة والأخلاق التى تصيب الزومبى غالبا بالحساسية الشديدة و (الهرش) ولكن أين الفيلم الذى تتحدث عنه أيها الزومبى.
قد صدعوا رؤوسنا بأن الفن رسالة وقوى ناعمة وله دور فى المجتمع فما هى فحوى الرسالة من هذا الفيلم؟ وماهو الدور وهل هو دور جيد أو دور سىء ؟.
سوف يقول قائل أنه يسلط الضوء على مشاكل موجودة فى المجتمع فأقول لهم ما هى رؤية فريق العمل من هذه المشاكل هل هم معها أو ضدها ؟ مرة أخرى ماهى الرسالة التى يريدون أن يمرروها للمشاهدين ؟ على الرغم من أن الفيلم أو الجلسة المصورة مأخوذ من فيلم اجنبى إلا أنه لا يحمل اى فكر ولا اى إبداع فليس كل فيلم اجنبى عظيم أو جيد هناك عشرات الأفلام الأمريكية سقطت وفشلت رغم الأمكانات الهائلة .
ولدينا فى مصر مفكرين ومبدعين يفوقون مفكرى الغرب والشرق لكن للأسف لا يسمح لهم بالظهور فى زمن الزومبى .
مشكلة الزومبى المتحولون أنهم يريدوا ان يحولوا الناس كلهم إلى زومبى مثلهم يعيش مثلما يعيشوا ويؤمن بما يؤمنوا به حتى نتحول جميعا إلى زومبى فى النهاية .
وإلى لقاء اخر فى يوم من يوميات زومبى.