أمل محمد أمين تكتب: الملهم

ربما تكون المرة العشرين التي أشاهد فيها فيلم “فورست جامب” forrest jump وفي كل مرة أضحك وأبكي على نفس المشاهد وأشعر بالحماس والرغبة في الخروج للتعامل مع الحياة مهما كان حجم الاحباطات والتحديات.

الفيلم بطولة فنان كل العصور “توم هانكس” ويحكي الفيلم حياة فورست جامب منذ أن كان طفلا يعاني من شلل الأطفال وتأخر في التعلم، جعل معظم المدارس ترفض قبوله حتى قامت أمه بحيلة حتى يلتحق بفصل للطلاب العاديين على الرغم من صعوبة التعلم التي يعاني منها الا انها تحاول لأنها كانت مؤمنة بقدراته.

اقرأ أيضا للكاتبة:

في المدرسة يتعرف فورست على فتاة أحلامه وحبه الوحيد “جيني” لكنها تعيش وسط أسرة محطمة أم هاربة وأب يعتدي عليها بالضرب، كانت الطفلة هشة جدا وضعيفة لكن تأثيرها على فورست كان كبيرا وحبها جعله يتغلب على إعاقته الجسدية ويتمكن من المشي بطريقة طبيعية.

لكن حياة جيني الصعبة تجعلها تسافر بعيدًا ويفترق كل منهما وتبدأ رحلة فورست جامب الملهمة والأسطورية. ومع كل خطوة يتحركها فورست يعطي أفكارا مبدعة لكل من حوله وتظهر في الفيلم كيف ان العديد من المشاهير استلهموا نقاط نجاحهم منه مثل إلفيس بريسلي وغيره.

وعندما تأتي الحرب يتطوع فورست في الجيش ليقابل “بوبا” نصفه الروحي الثاني فيقضيان الوقت والتدريبات كلها معا، ويحكي بوبا عن حلمه لفورست في أن يصبح لديه قارب لصيد الجمبري مثل السادة في بلدته، وتزداد وتيرة الحرب اشتعالا وتدخل كتيبة فورست وبوبا في الأدغال وتنهال عليهم القذائف ويحاول فورست إنقاذ اصدقائه وخاصة بوبا الذي اصيب أصابة بالغة هو وقائد الكتيبة اللوتند تان تيلور.

ويخرجهما فورست من منطقة الخطر لكن بوبا يموت ويعيش اللوتند تيلور بعد أن يكون قد فقد رجليه مما يجعله ساخطا على حياته، وفي منتهى الغضب لدرجة أنه يحاول الانتحار وهو في المستشفى لكن فورست الذي كان يرقد بجواره بسبب الإصابة ينقذه مرة أخرى.

بعد أن يتعافي فورست من الإصابة يتم تسريحه من الجيش ويذهب إلى بلدة صديقه الحميم بوبا ليلتقي بعائلته ويتعلم أكثر عن صيد الجامبري ويشتري قارب ليحقق حلم بوبا، وهنا يراسل اللوتند تيلور ليشاركه في مشروع القارب وبالفعل يوافق تيلور على أمل أن يحدث شئ يجعله يموت وتنتهي حياته التعيسة، لكن يحدث العكس وينجح القارب نجاحا مبهرا ويتحول المشروع إلى تجارة مربحة، ويعطي فورست جزء من الأرباح لأسرة بوبا ويحقق حلمه في أن ينقل أسرته من الفقر للثراء.

وتستمر رحلة فورست فيترك مشروع الجمبري لتيلور ويعود إلى بلدته لأن أمه مريضة ويعتني بها لفترة لكنها تموت وتتركه وحيدا، حتى تصله رسالة من جيني حبيبته السابقة وتسأله أن يزروها، وبالفعل يذهب لتخبره بالمفاجأة التي ستغير حياته.. أنها لديها طفل منه، وعمره أربع سنوات ويغير هذا الطفل حياته ليعطي لها معنى جديد ويتزوج جيني التي كانت تعاني من مرض غامض يؤدي إلى وفاتها لكن يبقى فورست مع ابنه يربيه ويعتني به.

فورست جامب ليس مجرد فيلم عابر بل قصة متعددة الأبعاد لشخص يراه المجتمع معاق لكن الحقيقة أنه في منتهى القوة والطيبة والإخلاص لمن حوله، هذا الإخلاص جعله في منتهى النجاح والسعادة على الرغم من الألم، لم يكن فورست شخص عادي بل ملهم لقد أعطى لكل من حوله الرغبة في الاستمرار في الحياة ومنحهم الحب على الرغم من أنهم جميعا بما فيهم أصدقائه يرونه مختلف عنهم.

عندما أشاهد هذا الفيلم اتمنى أن أكون فورست غامب لا أشعر باليأس ولا أهتم بأراء المحبطين وأستمر في إعطاء الحب والأمل والحنان لكل من حولي، فليتنا جميعا نصبح فورست جامب.

زر الذهاب إلى الأعلى