التحطيب من مصر الفرعونية إلى منظمة اليونسكو

كتب: إسلام فليفل

التحطيب رياضة عرفها المصريون من قديم الزمان، وجدت قبل خمسة آلاف سنة ويزيد، حيث بدأت مع الحضارة المصرية القديمة، جاء اسمها من الحطب الذي كان يستخدمه القدماء في صنع العصا المستخدمه في اللعبه، وهي لعبه قتالية ثنائية تتكون من فردين يتنافسان أمام بعضهما بالعصا، فقديما كانوا يستخدمون عيدان الغاب الذي ينمو على شواطئ النيل، ثم لفافات البردي حرصا على ألا يتأذي المتنافسون، وبعد ذلك اصبحت تصنع لها عصا خاصة من الخيزران أو الخشب.

اقرأ أيضا.. 10 معلومات قد لا تعرفها عن أهرامات الجيزة

اهتم المصريون القدماء بهذه اللعبة، وبدأوا يستغلوها في الجيش للدفاع عن النفس، وانتقلت إلينا عن طريق الصور التي وجدت علي جدران المقابر والمعابد وخاصةً معبد الكرنك وغيره من المعابد على ضفاف النيل.

وتعتبر هذه اللعبة من الألعاب الرجالية، حيث تعتمد على الشجاعة والرجولة التى يتمتع بها الرجال.

تطور التحطيب بمرور الزمن ليصبح أحد أهم طقوس الاحتفالات المصرية على أنغام الموسيقى والمزمار البلدى.

يعتبر الصعيد المصري بمثابة الجندي غير المجهول الذي استطاع الحفاظ علي هذا التراث الحضاري حتي الآن، ليس هذا فقط، بل استطاع احيائه من جديد ليذيع صيت هذا الفن العتيق إلي أن وصل إلي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، حيث اقرت منظمة اليونسكو منذ سنوات لعبة التحطيب كلعبة من التراث الإنساني غير المادي، وتم تسجيلها باسم مصر لتصبح رسميًا لعبة رياضية مصرية عالمية لها قواعدها وأصولها التي تقوم على الاحترام المتبادل والشجاعة.

كان لأهالي الصعيد النصيب الأكبر من الفرحة بأدراج التحطيب على قوائم اليونسكو للتراث الانساني، لما تمثل هذه اللعبة لديهم من تجسيد لقيمة الإنسان المصري القديم لتتوج فرحتهم أخيرًا بهذا الانتصار.

وصف موقع اليونسكو على الإنترنت التحطيب قائلًا:” كان أحد أشكال الفنون القتالية في مصر القديمة، ويعد اليوم من الألعاب الاحتفالية التي حافظت على جزء من الرموز والقيم المتربطة بممارستها”.

وصرحت رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار إلهام صلاح، أن تسجيل لعبة التحطيب بقائمة التراث العالمي جاء خلال اجتماعات لجنة التراث الثقافى غير المادى التابعة لليونسكو المنعدة بأديس أبابا خلال الفترة من 28نوفمبر إلى 2ديسمبر 2019، وهو ما يعد خطوة مهمة على صعيد زيادة الوعى بعناصر التراث الثقافى غير المادى في المجتمع المصري، وأهمية تكثيف الجهود للحفاظ عليه، خاصة وأنه ليس لدى مصر سوى عنصر آخر مسجل على ذات القائمة وهو “السيرة الهلالية” وعقب إدراج التحطيب على قوائم التراث الانساني من قبل اليونسكو، بدأ عدد من المتطوعين لتأسيس مدارس لتعليم فن التحطيب في جنوب مصر، ونلاحظ أن معظم المقبلين على تعليم التحطيب هو الشاب المثقف الذي ينظر للتحطيب على أنه ثقافة وحضارة وفكر وليس فقط لعبة رياضية، كما نلاحظ حرص أهل الصعيد على تعليم هذه الللعبة للأطفال من صغرهم حتي يعتزوا بها، ولتستمر حضارة الأجداد محفوظة بأيدي الأبناء.

وكذا يثبت الشعب المصري دائما أنه منبع الأصالة والحضارة العريقة التي لا يمكن أن تضيع أو تتوه وسط الكم الهائل من التطورات الحالية، ويثبت أنه متمسك دائما بحضارة آبائه وأجداده إلي أمد الزمان.

زر الذهاب إلى الأعلى