للنساء: ماذا تفعلين إذا كان شريكك يُقلل من ثقتكِ بنفسكِ؟!.. أستاذ علم نفس تجيب

كتبت: أسماء خليل

لا شك أنَّ الثقة بالنفس شيءً يصاحب المرء منذ وجوده بالحياة، ككل الأشياء التي يولد بها الإنسان على الفطرة، ولكن طريقه التربية هي التي تنميها أو تقللها.

وإذا كنا بصدد الحديث عن المرأة بوجه خاص؛ فعليها أن تعلم كيف تنمي ثقتها بنفسها من خلال المكتسبات البيئية التي عرفتها بمرورها في الحياة.

ومن جانب أخر، نجد أن هناك بعض النساء تشتكينَ من محاولة شريكها زعزعة تلك الثقة أو ربما الإطاحة بها كلية، ومن المؤكد أنها تتساءل لماذا يحدث ذلك؟.

الإجابة عند الدكتورة “إيمان عبد الله” أستاذ علم النفس والإرشاد الأسرى، والتى تقول عن نلك الأسباب فى تصريحات خاصة لـ “بيان”:

لابد على المرأة أن تطرح فكرة أنَّ الشريك هو المُتعَمِّد ذلك في كل الأحوال؛ إذ ربما يكون ضعف الثقة بالنفس الذي اكتسبته الشريكة، هو السبب وجعل زوجها يعاملها كذلك انعكاسا لتصرفاتها وسلوكها..في الحين الذي تعتقد فيه المرأة اعتقادات مُغالطة تمامًا.

وتؤكد عبدالله أنه على كل امرأة تغيير تلك المفاهيم داخل نفسها وعدم ترك الانتقادات الهدامة تخترق شخصيتها فتؤثر عليها بالسلب، إذ أنه يجب عليها مجابهة التحديات العصرية ومواكبتها لتسير الحياة كما تتمناها هي وشريكها ..

مسؤولية المرأة أولًا

وتقول دكتورة إيمان، أنه لابد على المرأة أن تعي جيدا أنَّ ثقتها بنفسها هي مسؤوليتها بالمقام الأول، وهي التي تعكسها في عيون الرجل، كذلك تنبع من تواصل الزوجة مع زوجها وتوطيد علاقتهما، ومن الأولويات لتحقيق ذلك هو معرفتها كيفيه بناء ثقتها التامة بنفسها من خلال اهتمامها بشكل عام بمظهرها، و رؤية ما هي مقصرة به ومحاولة تفاديه.

طالع المزيد:

• كيف تحقق أحلامك في ٢٠٢٢ ؟.. استشاري علم نفس ترشدك عبر «بيان»

• د. إيمان عبد الله تكشف للوالدين.. الطريقة المثالية لعقاب الأبناء

وتستكمل خبيرة الإرشاد الأسري، بأن الثناء الحسن من أهم عوامل بناء الثقة بالنفس، ولكن قد يكون لدى المرأة قدر من عدم الاهتمام بمظهرها وشكلها، أو تعاني من سِمنَة بشكل ملحوظ، فكيف تنتظر من زوجها المدح والإطراء!!..ففي تلك الحالة لا تنتظر أن يغذي زوجها تلك الثقة داخلها، ولا سيما إذا كان شريكها صريحًا ..

النقد البنَّاء

وتؤكد أستاذ علم النفس على المرأة أن تتقبل النقد البنَّاء؛ لأنه المِعوَل الرئيسي لبناء الثقة بالنفس، وألا تعتقد أن كل ما يقوله لها الزوج من نقد هو سخرية أو إهانة، فربما كان صادقا ويريد تحسين علاقتكما بأن يلفت نظركِ إلى ما لاترين أنتِ..استفيدي وانتصحي..وكوني أنتِ المستمع الجيد، لأنَّ تفادي الأخطاء في المرات القادمة سيجعل الأمور أفضل بكثير.
كما يجب على المرأة تأصيل لغة الجسد بينها وبين زوجها، وتجعل بينهما كيمياء مشركة وترتدي أجمل ما يحبه زوجها من الملابس الجميلة والألوان المُبهجة..وتتحدث معه محاورةً إياه فيما يحب من أحاديث وعدم ثقله بالهموم.

التركيز على الإيجابيات

وتوضح أستاذ عبدالله أنه على المرأة التركيز على الإيجابيات التي تحويها شخصيتها وتجعلها ركيزة تظهرها للزوج، كي يشعر ببصمتها الجميلة بالحياة ويحاول أن يعطيها دفعة من الثقة بالنفس..فعلى كل امرأة أن تبحث داخلها عما تستطيع فعله وتنمي به مهاراتها في طريقها للوصول إلى النجاح الذي يدفعها للثقة بالنفس.
كما ترى أن تنمية المواهب وثِقل القدرات هو ما يجعل المرأة سعيدة، مما ينعكس على من حولها بالسعادة، فممارسة الهوايات والأنشطة واكتشاف بعض الأمور الإيجابية داخلها هو ما يجعلها ناجحة في كل شيء ..

تلقائيتكِ سر جمالكِ

وتنصح أستاذ علم النفس كل زوجة بضرورة تعاملها مع زوجها بتلقائية، فتلقائيتكِ سر جمالك، وتؤكد على الزوجة ضرورة استعادة الذكريات الجميلة المشتركة بينها وبين زوجها، وذلك ولو بالاحتفال البسيط وما يتبعه من مظاهر البهجة..
وتكمل أنه لابد على المرأة من استخدام ذكائها ودهائها العاطفي والاجتماعي في التعامل مع المواقف المحرج، التي تقلل من ثقتها، فتحاول أن ترتكز على الفكاهة لكي تمرر المواقف دون أن تترك أثرًا سيئًا داخل نفسها ..وتشعر الزوج بقوتها لكي تملك مفاتيح السعادة والثقة بالنفس، كي ينطبع ذلك بروح الزوج، وتؤكد تكرارا على ضرورة ممارسة الهوايات والأنشطة واكتشاف بعض الأمور الإيجابية داخل المرأة.

التكنولوجيا الحديثة وجلد الذات

وتنصح دكتورة إيمان المرأة بعدم جلد الذات لإرضاء الشريك بشكل مبالغ فيه، كي تنجح في جعله يثني عليها ليكسبها مزيدا من الثقة بالنفس، ولكن عليها تجميل ذاتها من الداخل وتنمية ثقافتها التي تتناسب طرديا وفهمها لزوجها؛ فكلما زادت ثقافة المرأة زادت قدرتها على فهمها للطرف الآخر، وبالتالي تقديره لها.
وكذلك عليها التجميل الخارجي، ولا سيما في ظل الطفرة الهائلة من التقدم التكنولوجي، الذي باستطاعته تجميل البشرة وأي جزء حدث به تغير مع الزمن.

وأخيرًا

كلما كان ارتكاز المرأة في اكتساب ثقتها بنفسها من خلال شخص؛ كلما كانت ثقتها يعوزها شيء.. فنظرة الأشخاص دائما قاصرة ينقصها الدقة، ولكن المرآة الحقيقية لأي شخص بالعالم هي نفسه، وحينما يرى نفسه بشكل رائع، حتما سيراهُ الآخرون بشكل أروع.