أمل محمد أمين تكتب: عيد الحب
مع اقتراب عيد الحب تنتشر الورود الحمراء في كل مكان وتبدأ النكات، أيضا، على مواقع التواصل تظهر لتسخر من كل عازب وعزباء.
لا أعرف السبب في ارتباط مفهوم الحب بالعلاقة بين الرجل والمرأة.
مع أن الحب له أشكال لا نهاية لها، فالأولى أن يأتي حب الله في المقام الأول، ومن يحتل حب الله قلبه يكون ضميره حي، فلا يسرق، ولا يغش، ولا يخدع، ويعمل كل شئ بإتقان، مهما كلفه من وقت وجهد.
ومن حب الله ينمو حب الوطن والتضحية في سبيله والكفاح للحفاظ على أمنه وممتلاكته والدفاع ضد كل من يحاول المساس به او بشعبه.
أما حب العائلة فهو أمر يولد الإنسان به، فكلنا يرغب أن يكون لديه عائلة يعيش معها ويهديها جل اهتمامه وحنانه ووقته، ولا ينكر فضل أمه وأبوه إلا جاحد، أو ناكر للجميل، فمنهما انبثقت الحياة ولهما كل التقدير والحب والإجلال.
ثم يأتي حب العمل وفيه تقدير الذات وبناء المجتمع، ثم حب الأصدقاء والأقارب.
وهناك حب الطبيعة بكل أشكالها، فالإنسان خلقه الله ليتأمل في إبداع الخالق من سماء وبحار وأشجار وكائنات حية.
دون شك أن الحب هو أرقى وأسمى المشاعر التي يهبها الله للبشر ومنها تنبثق التضحية والرغبة في العطاء والمنح.
ونجد ان أكثر الناس إبداعا هم أكثرهم حبا لعملهم ولوطنهم ولأسرهم وكل من يحيط بهم.
فكيف للكراهية أن تولد الحياة؟!.
وكيف للغاضب أو الحاقد أن يساعد نفسه، أو غيره على النمو والتطور، بل هو أداة للهدم ونشر الدمار.
ختاما من الجيد أن يكون هناك عيد للحب، وأتمنى أن تكون كل أيامنا حب، لكن علينا أن نفكر في المعنى الحقيقي للورود والهدايا ألا وهي التعبير عن إمتناننا لوجود من نحب في حياتنا، فلماذا لا نفكر في إهدائهم هدايا حقيقة كالاهتمام والرعاية وتقديم المزيد من الوقت بل أحيانا دعوة صادقة بظهر الغيب قد تكون أكثر روعة من باقة كاملة من الأزهار.