روسيا تذكّر الأمريكان والعالم بمأساة غزو العراق.. وهزيمة الأسلحة الأمريكية فى الحرب
كتب: على طه
نشر موقع “mr.ww2facts.net” المتخصص فى الاستيراتيجيات العسكرية تقريرا، يذكر فيه العالم، والشعب الأمريكى بمأساة حرب غزو أمريكا للعراق، واحتلالها، وما تمخض عن ذلك من كواراث إنسانية، واقتصادية، لم تطل العراق فقط، ولكن امتدت إلى العالم، والشعب الأمريكى نفسه الذى فقد الكثير من أبنائه، فى هذه الحرب الجائرة.
وقال التقرير إن الحرب علي العراق بدأت عام 2003، على الرغم من ادعاءات الولايات المتحدة بالنصر السريع، لكن الأعمال العدائية مستمرة حتى يومنا هذا.
طالع المزيد:
-
هل يكشف مؤسس «ويكيليكس» عن جرائم أمريكية جديدة غير التى وقعت فى العراق؟
-
أمريكا تقرر إغلاق سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف
وأضاف أنه خلال سنوات الحرب، فقد الأمريكيون 4.5 ألف قتيل ، وحوالي 35 ألف جريح، ومع ذلك، وفقًا للتحقيق الذي أجرته شبكة “سي بي إس”، فقد تجاوزت خسائر الجيش الأمريكي 15 ألف شخص، ويشمل هذا العدد هؤلاء العسكريين الذين انتحروا قبل وبعد الخدمة في العراق.
وحددت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” رسميا رقم 2200 جندي انتحروا في الفترة من 1995 إلى 2007، ومع ذلك، أجرى الصحفيون تحقيقاتهم الخاصة التى كشفت عن أرقام مختلفة تمامًا ووفقا لها، فقد وقع فقط في عام 2005 عدد 6256 حالة انتحار.
واتهم الإعلام البنتاجون بإخفاء أرقام حقيقية عن عمد، ولكن نظرًا لأن الصحفيين لم يعودوا يقدمون أي أرقام محددة، فإن وزارة الدفاع الأمريكية هى الأخرى صمتت أيضًا.
أما بالنسبة للسكان المدنيين، فإن عدد الضحايا تصيب بالصدمة، ووفقًا للتقديرات الأكثر تحفظًا، فهناك أكثر من مليون شخص ضحايا الحرب بين السكان المدنيين العراقيين، وفقًا للباحثين في جامعة جونز هوبكنز، بلغ عدد الضحايا في عام 2006 فقط 625 ألفًا.
وفي العديد من المدن العراقية، دمرت البنية التحتية بالكامل، وكان هناك نقص في مياه الشرب، لكن بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك اشتباكات طفيفة على أسس سياسية ودينية يوميًا تقريبًا، وكثف العديد من الناشطين المتطرفين أنشطتهم الإرهابية، وكلك التنظيمات، وأصبح البلد كله في حالة فقر.
وبناءً على نتائج حرب العراق، يمكن استخلاص عدد من الاستنتاجات:
1- تقلص دور المنظمات الدولية في حل القضايا العالمية المثيرة للجدل إلى الصفر، وكمثال صارخ – اتبعت الولايات المتحدة سياسة خارجية تقوم على مصالحها الشخصية، على الرغم من تصريحات الأمم المتحدة المتكررة حول منع الحرب.
2- كما أظهرت الحرب نقاط ضعف الجيش الأمريكى، وصار من الضروري تطوير جميع أنواع القوات وتنسيقها بطريقة تحقق أقصى قدر من التفاعل.
3- يجب أن يكون الدعم المالي عالياً بما فيه الكفاية، وإلا فإن الجندي، ويمكن لموظفي القيادة الرشوة بسهولة.
4- كان المدنيون العراقيون من السكان مستعدين جيدًا لاندلاع الأعمال القتالية (ألحق المدنيون أضرارًا أكبر بكثير بالقوات الأمريكية من الجيش العراقي).
5- صار من الضروري مواجهة ليس فقط ساحة المعركة، ولكن أيضًا في وسائل الإعلام (نتذكر كيف بعد اندلاع الحرب أدان المجتمع العالمي بشدة تصرفات الولايات المتحدة).
بالإضافة إلى ما سبق، فمن الضروري أن نتحدث بإيجاز عن تقييم الأسلحة ومستوى تدريب القوات الأمريكية.
وفيما يتعلق بالتكنولوجيا، فقد واجهت القيادة الأمريكية مشكلة عدم كفاية حماية المركبات والمركبات المدرعة، لذا ، فإن “المطرقة” الأمريكية كانت وسيلة النقل الرئيسية للأمريكيين.
ولم يكن الأمر قلقًا بشأن إنشاء بعض الحماية على الأقل، وتم تطويق السيارة نفسها بإطار من الألومنيوم ، ولم تكن السيارات المفتوحة محمية على الإطلاق، وكانت السيارات التي تستخدم في دوريات متنقلة “محمية” بألواح من الصلب.
لم يتم توفير الحماية ضد الرصاص على الإطلاق ، ويمكن لأي بندقية هجومية من طراز كلاشينكوف أن تخرق الجيب من مسافة قريبة، ولكن أكثر الأسلحة فظاعة بالنسبة لـ “المطارق” كان الصاروخ RPG-7 السوفيتي، الذي دمر بسهولة السيارة والطاقم بأكمله، لذلك، بدأ الجنود الأمريكيون بإزالة الأبواب من سياراتهم، حيث إن القنبلة يمكن أن تطير عبر المقصورة دون التسبب في أي ضرر لأي شخص.
على الرغم من حقيقة أن الأميركيين أخفوا بعناية مشاكلهم بالسيارات، فإن عمليات التسليم الكبيرة لمركبات المطرقة إلى العراق تشهد على الخسائر الكبيرة في المعدات، وكان عددها يساوي عشرات الآلاف.
وهكذا، من بين 25300 مركبة مدرعة تابعة للجيش الأمريكي ، كان 6 آلاف فقط تتمتع بالحماية في البداية.
أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الانسحاب الكامل للقوات من العراق بحلول نهاية عام 2011. لكن هذا لا يعني أن العراق سوف يستطيع أن يحرر نفسه تمامًا من الوجود الأمريكي.
ويخطط البنتاجون الرسمي لترك حوالي 5 آلاف عسكري يتم تكليفهم بمهمة حماية الدبلوماسيين الأمريكيين وأفراد أسرهم، بالإضافة إلى ذلك ما يزال هناك حوالي 50 ألف جندي أمريكي في الشرق الأدنى والشرق الأوسط.
وقرار مماثل من قبل الرئيس الأمريكي يغير الوضع بشكل كبير، على الرغم من حصول العراق على استقلال نسبى عن أمريكا، إلا أنه في الوقت نفسه يتحول إلى موضوع للتنافس النشط بين إيران والسعودية، كما تضعف تأثير الولايات المتحدة على إيران.
وفي الآونة الأخيرة، كشفت وكالات الاستخبارات الأمريكية عن مؤامرة إيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، وهو ما يعكس أن الصراع الإيراني السعودي يتفاقم، وكنتيجة للنضال من أجل التفوق في المنطقة، وحتى لا تفقد الولايات المتحدة الأمريكية احتياطيات نفطية كبيرة فحسب، بل تفقد أيضًا معها استيراتيجياتها بالنسبة للمنطقة، والتي تحمل إشارات عديدة للاستمرار فى الحرب.
شاهدوا نتائج الغزو الأمريكى على أطفال العراق، فى الفيديو التالى:
https://www.youtube.com/watch?v=nHqLysr2QBM