باسم صلاح يكتب: «دربا تلك اللعوب»

عزيزي الإنسان الذي يحيا على هذا الكوكب ويتفاعل مع معطياته الآنية ويستمتع بكل تقنياته الحديثة وينظر للأقدمين مبتسما وهو يردد في داخله جملا مفادها أن الأجداد لم يواكبوا هذا التطور الذي نعيشه، فقديما كانوا يذوقون الأمرين حتى يقوموا بعمل مكالمة تليفونية أما أنت الآن عزيزي الإنسان (المتقدم) فبضغطة زر واحدة تستطيع التواصل مع آخر نقطة على ظهر الكوكب، وتستطيع التواصل مع أصحاب اللغات الأخرى والثقافات الأخرى بالصوت والصورة أيضا..!

لكن عزيزى الإنسان (المتقدم والمتطور) والمستخدم لكل هذه التقنيات التى تسارع بشرائها والانصياع لأوامرها الملزمة لك للوصول إلى تشغيلها، هل سألت نفسك من صنعها؟ ولماذا صنعها؟ وماذا تقدم أنت له حتى يوافق على منحك رخصة استخدامها؟!.

طالع المزيد:

عبد الغني يكشف خطورة الإرهاب الألكتروني و الـ «ميتافيرس».. والقادم المرعب | شاهد

إن السواد الأعظم من البشر لم يهتموا للوصول لإجابات ولم يسألوا أنفسهم تلك الأسئلة من الأساس..! وأنا في هذا الصدد لن أقدم لحضراتكم إجابات جاهزة، ولكنني سأضع بين أيديكم بعض المعلومات( الموثقة) علها تصل بكم للإجابات.

وبداية هل سمعتم عن (داربا)؟ إنها الوكالة التي أنشأتها (أميركا) بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدًا عام 1958، وهي فرع من وزارة الدفاع الأميركية، ويخصص لها سنويًا مليارات الدولارات، ومهمتها الابتكارات التي تمنح أميركا السيطرة على العالم.

إن (داربا) هي الممول الرئيس للعديد من التقنيات الحديثة العالمية، فهي صاحبة شبكات الحاسب الآلي، وهي مؤسسة العديد من الأنظمة على الإنترنت التي من أهمها نظام الربط التشعيبي (HTTP)، والذي كان بداية انتشار الإنترنت الذي نستخدمه اليوم وكذلك نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأيضًا أنظمة واجهات المستخدم للمبرمجين.

وتعرف الوكالة بأنها المسؤولة عن تطوير التقنيات العسكرية الحديثة ، ولديها تاريخ طويل في هذا الصدد. ففي العقد الأخير، ومع انتشار الكثير من تقنيات الذكاء الاصطناعي، أعلنت (داربا) ذات (السرية والغموض) عن الكثير من برامجها الخطيرة بشكل غير مبرر، ولكن في اعتقادي أنهم رأوا أنه آن الآوان ليعلم العالم بوجود ديناصور ضخم دون الإفصاح عما قد ينال أعداءه إن أضمروا له العداء..!.

وفي ظل سباق التسلح التكنولوجي بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى، عملت (داربا) على استخدام الذكاء الاصطناعي لفهم الأحداث العالمية والتحكم فيها بشكل أفضل في ظل التعقيدات العالمية، فخططت داربا لاستثمار نحو مليارى دولار في تطوير ما يسمى بمشاريع الذكاء الاصطناعي (الموجة الجديدة) على مدار السنوات الخمس القادمة.

وتهدف (داربا) إلى بناء واجهات عصبية تعمل على الذكاء الاصطناعي تسمح للبشر بالتحكم في الآلات من خلال أفكارهم فقط .. ! ولكن الكارثة أنه قد يحدث العكس فتتحكم الآلات في أفكار البشر وهذا ما يخشاه الجميع…!.

وتدير الوكالة حاليا أكثر من 20 برنامجا تحاول أن تدفع بالآلات نحو جيل جديد من الذكاء والتفكير المنطقي المقارب لذكاء البشر، وقد ركزت (داربا) في العديد من أبحاثها على الدماغ البشري بغية بناء واجهة عبارة عن (دماغ + كمبيوتر) مثل التي أعلن عنها (إيلون ماسك) مؤسس شركة تسلا وسبيس إكس، الذي يحاول زرع شرائح في أدمغة الناس متصلة بالإنترنت بهدف برمجتها بالمعلومات والوصول إلى مستويات خارقة من الذكاء!.

وقد نجحت (داربا) بتصنيع رصاصة موجهة يمكن تغيير مسارها بعد إطلاقها..! متغلبةً بذلك على نسبة الخطأ التي قد تنجم بسبب الظروف الجوية وسرعة الرياح.

كما قامت بإنشاء غواصة مسيرة يبلغ وزنها 140 طنًا قادرة على رصد غواصات العدو وكشف الألغام البحرية، تلك السفينة التي أطلقت “داربا” عليها اسم “Sea Hunter” و نجحت في التجارب الأولى بالتحرك لمدة تصل إلى 90 يومًا دون تدخل بشري…!!.

ومؤخرا طورت (داربا) نوعا جديدا من طائرات الشحن وهي عبارة عن مناطيد عملاقة، المنطاد الواحد منها قادر على نقل حمولة تصل إلى 1000 طن، ويسير بسرعة 120 ميلا، وسوف تحقق هذه المناطيد نقلة كبيرة لمستخدميها في الحروب، إذ توفر هذه الطاقة الكبيرة لها نقل عدد كبير من الجنود مع معداتهم دفعة واحدة.

وبعد سنوات من الأبحاث على أدمغة بعض الحشرات مثل الخنافس، توصلت (داربا) لطريقة لتحفيز أدمغة هذه الحشرات والسيطرة عليها أثناء الطيران.

وفي نهاية المطاف يمكن استخدام هذه الحشرات للوصول إلى المناطق التي لا يمكن للبشر أو الروبوتات الوصول إليها بسهولة.

وتريد (داربا) تزويد الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى بأجهزة (استشعار) لتتبع حركة مركبات العدو المأهولة وغير المأهولة تحت الماء فالوكالة ترغب في مراقبة تحركات العدو تحت الماء باستخدام مجسات متصلة بالأسماك والكائنات البحرية الأخرى، نظرًا لأن الأسماك تسبح طوال النهار والليل، ولن يضطر الجيش الأميركي لمراقبة المنطقة بأكملها على مدار الساعة وبمعنى آخر، يحاول الجيش تكوين جواسيس فعالة تحت الماء.

كما تقوم (داربا) بتطوير برنامج يدعى “Advanced Plant” يقوم على استخدام النباتات لمراقبة نشاط الأسلحة في منطقة معينة فالنباتات تتوافق بدرجة كبيرة مع بيئاتها وتتجلى بشكل طبيعي في الاستجابات الفسيولوجية للمحفزات الأساسية مثل الضوء ودرجة الحرارة، ولكن أيضًا في بعض الحالات للمس والمواد الكيميائية والآفات ومسببات الأمراض، وقد يكون هناك نباتات تم تطويرها “لاستنشاق” المتفجرات، ويحتمل أن يتغير لونها أو ذبولها في حالة وجود بعض المواد الكيميائية في الهواء، ويمكن استخدامها لتنبيه القوات العسكرية في أثناء السير بمناطق الغابات…!.

وأخيرًا.. لا حدود لما يمكن لهذه (اللعوب) التي تسمى (داربا) أن تصله في تطوير أنظمة ذات طابع (عسكري أو مدني) بالخصوص مع تصاعد وتيرة الابتكار في مختلف قطاعات التكنولوجيا، والنمو المتسارع لسرعات شبكات الإنترنت وعتاد الأجهزة الأكثر تطورا، فضلًا عن تنامي تكنولوجيا الاتصالات والتي قطعوا فيها شوطا كبيرا جعل الفرد (طواعية) يضع كل بياناته الشخصية تحت أيديهم بل ويضع (بصمة يده) عن طيب خاطر تحت تصرفهم..!

وهكذا يتضح أن (دارب) تعمل في المجمل على تفعيل سيطرة أميركا على العالم كله من خلال التحكم في (أدمغة الأفراد) وتسعي تلك الوكالة إلى تحويل البشر إلى مجسمات تحمل شرائح معلوماتية يتم من خلالها التحكم في كل فرد على حده ومن ثم يصبح ترسا في آلة تكنولوجية عظمى تتحكم فيها وتديرها أميركا..!.

والمفاجأة أن أميركا ذاتها هي مجرد آلة تحكمها وتديرها أياد خفية تسمى مجازا (الماسونية) بيد أنها في الحقيقة مجموعة من (الحيتان الضخمة) يتحكمون في العالم من وراء ستار.

زر الذهاب إلى الأعلى