أحمد عاطف آدم يكتب: السلعة معلومة والسعر غامض
“ليه أدخلك خاص عشان تقولي السعر احنا مش أصدقاء، ولا معارف حتي!”.. أنا مُواطن يرغب في شراء سلعة، ليه الغموض و “تم الرد عالخاص” يحسسك إنه بيديلك نتيجة تحليل الإيدز (!!)”.
“ليه مش قدام عباد ربنا تريح نفسك وتريحنا، فين الفكرة التسويقية في الموضوع، وهل بكدا ممكن تكون بائع متعدد الذمم، بتبيع لكل زبون بسعر معين، على حسب صورة بروفايله مثلا!؟”.
” احنا بنروح لمحلات كبيرة بيكونوا كاتبين السعر على اي منتج، عمرك دخلت محل مثلا وسألته على السعر، وقالك تعال ندخل للمخزن اقولك علي السعر،، فبلاش تخلف تسويقي!!”.
كل تلك العبارات السابقة “الكوميدية” كتبها أحد رواد الفيس بوك، تعليقًا علي نوعية مستفزة من الإعلانات، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ فيه.
وكما نعلم جميعًا أن معظمها يكون ممولا من قبل أصحابها، ويتم عرضها على مئات الآلاف حسب التقسيم الجغرافي المستهدف لوصول الإعلان.
لكن الغريب أن هذا النوع من الإعلان الضال غير موجود في العالم بأسره، إلا عندنا وبشكل حصري، ولا توجد دولة على مستوى العالم يتبع معلنيها هذا النوع من التشويق الركيك إلا عندنا.
وكي نتحلى بالموضوعية يجب أن نعترف بأن بائعنا الألكتروني يفتقد للأمانة بطبيعته، ويميل للخداع بانتقائه السعر المناسب للمشتري المناسب وليس السلعة المناسبة لكل الزبائن وبنفس الثمن.
ومما لا شك فيه أن التحكم في هذا النمط من السلوك الإعلاني على تلك المنصات، والمواقع العالمية المختلفة، هو أمر مستحيل بكل تأكيد، لأنها وسائل خارجة عن السيطرة من جهة.
ومن جهة أخري لا يهمها صورتها الخداعة أمام روادها – قدر المكاسب المهولة التى تجنيها من تقديم تلك الخدمات،، في الوقت ذاته يبقى بإمكانك عزيزي المستهلك تغيير قناعاتك الشرائية أثناء التعرض لمثل هذه الرسائل الغامضة، بتجاهلك التجاوب معها وقطع الطريق أمامها..
وكى أزيدك من الشعر بيتًا فإن الأمر المثير الذي لا يعلمه كثيرون، هو أن هناك بعض الشركات الدعائية الأخرى، مهمتها ترويج هذه الإعلانات المطاطة بمقابل إضافي غير المدفوع للمواقع المُعلنة، نظير صبغ رسالتها بالثقة اللازمة في بضاعتها، إذ بإمكانها فعل ذلك عن طريق سيل من التعليقات التحفيزية المتنوعة لصبغ تلك الإعلانات بالمصداقية، فيكتب أحدهم مثلًا “أنا جربتها فعلًا والنتيجة ررررائعة تسلم ايديكم”.