توريط أمريكا لروسيا فى المستنقع الأوكراني.. سيناريو أخر يناقشه عاطف عبدالغنى
كتبت: هدى الفقى
حول إعلان روسيا استقلال جمهوريتي “دونيتسك” و”لوجانسك”.. وما هى الرؤية المستقبلية لهذه الخطوة، التي تم الإعلان عنها بعدما انطلق الغزو الروسي على أوكرانيا.
قال الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني خلال الفترة المفتوحة أمس الجمعة على قناة النيل الإخبارية، إنه يجب أن ننظر للمشهد بنظرية “عين طائر” وهى الدراية الكاملة بالتاريخ السياسي؛ حتى نصل لنقطة المستقبل التي وضعها “فلادمير بوتين” منذ أن تولى الحكم.
طالع المزيد:
-
عبدالغنى: هكذا واجهت مصر حرب إسرائيل النفسية وحققت المفاجأة الكاملة فى حرب أكتوبر
-
عبد الغني يكشف خطورة الإرهاب الألكتروني و الـ «ميتافيرس».. والقادم المرعب | شاهد
وأوضح عبد الغني أهمية موقع الجمهوريتين الواقعتين فى أقليم دونباس، مؤكدا أن هذه المناطق تمثل بوابة روسيا، للغرب، وأيضًا تمثل المجال الحيوي الروسي في صراعه مع الغرب، مشيرًا إلى أنهما مناطق متنازع عليها منذ فترة، ومنذ تفكيك “الاتحاد السوفيتي” الذى ورثه “الاتحاد الروسي”، كما تعد أيضًا هذه المناطق مجال حيوي للصراع الممتد منذ بداية الحرب الباردة.
وأشار عبد الغني إلى أن بوتين عاصر كل الصراعات ويعرف مخطط الغرب جيدًا لبلاده من قبل توليه السلطة، وكان في قلب الأزمة حين تفكك “الاتحاد السوفيتي” بسبب قربه من الرئيس “يالتسين”، وأيضًا بحكم عمله في المخابرات الحربية في ذلك الوقت.
وتابع عبد الغني أن بوتين بحكم معرفته بالمخطط الأمريكي ركز في الانتقام والتخطيط المستقبلي، لتأمين روسيا، خصوصًا بعد اقتراب أمريكا منها، وتعديها كل الخطوط الحمراء في التدخل في شؤنها، حتى لا يكون هناك عرضة لتفكك الإتحاد الروسي مثل الإتحاد السوفيتي من قبل.
وعما إذا كانت روسيا تطمح للعودة بقوة لشكلها الإمبراطوري أو الهيمنة، قال عبد الغني إن روسيا تطمح للإمبراطورية، وليس من أجل الغاز والاقتصاد، فقط وهنا لابد من النظر على الصراع من عل، وبـ “عين طائر”، وتوضيح المشهد من خلال الجوانب التاريخيه، لأنه جزء مكمل هنا للحرب الباردة التي تم استئنافها الآن.
وتابع بوصول بوتين للسلطة كان لديه أحلام ومخاوف يتجنبها، فعلى المستوى الشخصي، ومن وازع النزعة الانتقامية بداخله، بعد التفكك السوفيتي كان بوتين فرد من أفراد الجيش، الذي كان قادته يأخذون رواتبهم مواد غذائية، وانقطع راتب بوتين تمامًا، ووصل به الأمر للعمل كسائق تاكسى، ليعول أسرته، وكان التدهور الاقتصادي مؤذيا نفسيًا له ولم ينساه.
وعلى المستوى العام يسعى بوتين إلى تدمير مخططات الغرب ورفض نظرياته، ومخططات “النيوليبرالية” التي يتبعوها في المخططات والاستعداد القوي لها.
واشار عبد الغني إلى أن روسيا لها حق في أن تكون قطب ثالث والغرب عمل على إسقاط كل الايديولوجيات، من الشيوعية إلى الإسلام الذى تعاملوا معه على أنه أيدلوجية وليس دينا سماويا، ومن هنا عملوا على إشعال الثورات الملونة للتغيير في دول شرق أوروبا المنفصلة عن الاتحاد السوفيتى، ومن بعده عملوا على الشرق الأوسط، والمنطقة العربية.
وأكد عبد الغني أن الحرب العالمية بدأت منذ أعوام في شكل جديد غير الشكل الكلاسيكي الذي نعرفه وبظهور “العولمة” وهى الشكل الجديد للاستعمار،، المدعم بالأفكار “الصهيونية” وهدفها هو السيطرة على العالم.
“كيف تنظر لإعادة توازن القوة على المشهد؟”، سألت مفدمة البرنامج، وأجاب عبد الغني أن من يتحدث في السياسة يجب أن يقرأ التاريخ جيدًا، موضحًا بأن أمريكا لن تتدخل في المشهد بطريقة مباشرة، وإلا سوف تصل الحرب بالأسلحة النووية وينتهي العالم بأكمله.
ونبه الكاتب الصحفى إلى أن هناك سيناريو أخر يجب أن ننتبه إليه، وفى هذا الصدد قال:
في التاريخ أمريكا ورطت الاتحاد السوفيتي فى غزو أفغانستان واستغلت الوضع، عن طريق وكلاء حتى تفكك ووقفت تشاهد من بعيد، والآن سوف يتم السيطرة على مدينة “كييف” ثم تضع حكومة وشروط للغرب يبعد بها عن أوكرانيا ولو استقلوا يضعوا قواتهم، وستظل الجمهوريتان مناطق صراع ونفوذ يؤمنون بهم أنفسهم.
وهل هناك مدلول على أن آمريكا سوف تستفيد من الدرس.. سألت مقدمة البرنامج، وأجاب عبد الغنى: “روسيا يمكن أن يكون بوتين فرد يحكم وله رأي يأخذ به وينفذ، أما أمريكا فلا يحكمها فرد في اتخاذ القرارات، فهناك جماعات مصالح وضغط وعقول ضليعه في رسم الخطط وسياسة القرارات، ودراستها وتنفيذها مثلما تم في مخطط تفكك الاتحاد السوفيتي، ومخطط الربيع العربي.
ملحوظ: حديث عاطف عبد الغنى عند الدقيقة 12.