أحمد جمال البنا يكتب: يوم الشهيد الذى لا أعرفه
كعادتى كل صباح أثناء ذهابى إلى عملى بينما نعانق الزحام في شوارع القاهرة، ألتقط بعض محطات الإذاعة لأستمع إلى الأخبار الهامة وبعض البرامج الصباحية.
لا شك أنها تعطينى مجملاً عما حدث في ساعات الليل أو تفصيلاً لبعض الأحداث اليومية من أحوال الطقس وأخبار المرور وغيرها .
وبما أن اليوم هو التاسع من مارس – يوم الشهيد – فكانت الحلقة عن ذلك اليوم وعن الجنرال الذهبى الذى سمى باسمه هذا اليوم .
اقرأ أيضا للكاتب:
-
أحمد جمال البنا يكتب: الصدق مفتاح القلوب .. المشير نموذجاً
-
أحمد جمال البنا يكتب: الأزهر .. بين د.مصطفى عبد الرازق و د.أسامة الأزهرى
سألت المذيعة الرجل المتصل : هل تعرف لماذا سمى يوم الشهيد بهذا الاسم ؟ ولماذا تم اختيار هذا اليوم ؟ فأجاب بالنفى !.
سألته ثانيةً : هل تعرف من هو الجنرال الذهبى ؟ فأجاب بالنفى !.
هنا أدركت كم نحن في مشكلة حقيقية.. فقد كان صوت الرجل يوحى بأنه لا يقل عن العقد الرابع من عمره.. وليست المشكلة وطنية فحسب وإنما هي مشكلة ثقافية عامة في الأساس .
أتذكر أننا في الصف الثالث الإبتدائى درسنا درساً كاملاً عن هذا اليوم.. التاسع من مارس، والذى استشهد فيه البطل الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية عام 1969 والذى لقى ربه حينما كان في وسط الميدان في وسط جنوده وأبنائه من القوات المسلحة متقدماً الصفوف ، وقد ضرب في ذلك المثل الأعلى للقيادة.
والقائد موقعه في الميدان، وذلك ما تعلمناه من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قالوا عنه: كنا إذا حمى الوطيس احتمينا برسول الله.. أي أن المعركة إذا اشتدت وطأتها تقدم النبى الصفوف لا يهاب الموت فهو القائد الحقيقى.
هكذا استشهد البطل الفريق عبد المنعم رياض حينما كان يزور جبهة القتال وبينما هو كذلك إذ قامت قوات العدو بضرب المدفعية التي أصابته فلقى ربه.. رحمه الله تعالى.
إننى أهيب بالسادة المسئولين عن الثقافة، والتعليم، ومنابر التنوير، في بلادنا أن يحافظوا على تراث هذا الوطن، فكلنا يعلم أدق التفاصيل عن لاعبى الكرة والفنانين في كافة دول العالم ولا اعترض على ذلك، لكن من الأولى أن يكون لنا دراية حقيقية بأبطال هذا البلد الذين صنعوا لنا تاريخاً نفتخر به وكانوا جزءا من استقلال هذه الأمة وسبباً في تحرير أرضها .