القس بولا فؤاد رياض يكتب: قادرون باختلاف

نحتفل يوم 3 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لذوي الهمم، وفي هذا العام احتفلت مصر بقياده القائد والأب الحنون رئيسنا المحبوب عبد الفتاح السيسي تحت شعار “قادرون باختلاف”، حيث التقى مع أبناؤه من ذوي الهمم بقلب مليء بالحب والأبوة يستمع إليهم، ويلبي طلبتهم مباشرة مثل طلب الشاب أحمد طارق الذي طلب عضوية بالنادي الأهلي والطفلة بسملة أيضا، والذى لبى فخامه الرئيس أمنيتها بركوب الطائرة.

إنه فعلا الرئيس الإنسان الاب لكل المصريين بما تحمله الأبوة من مسئوليه وحب في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي يعتبر بحق العصر الذهبي لذوي الهمم فلم نرى إهتمام مثل اهتمام سيادته.

وأعطاهم كثير من الحقوق و على المسؤولين أن يعطوا هؤلاء حقوقهم بدون أى عقبات، أو عراقيل، بل لابد أن يحصلوا عليها بكل يسر و سلاسة.

والاهتمام بذوي الهمم ليس فقط من منطلق إنساني على أساس أن الإنسان هو القيمة العليا في الحياةن ولكن أيضا من منطلق تربوي ثقافي واقتصادي أيضا لم تعد النظرة لهم على أنهم مساكين يستحقون الرحمه والإحسان والعطف والمعرفة فقط إنما أصبحت النظرة اكثر انفتاحاً و وعيا بأن ذوي الهمم هو انسان على قدر ما . قد حرم من بعض الامكانيات الا انه ايضا على الجانب الاخر لديه امكانيات اخرى كثيره ربما لو اتيحت له الفرصه لصار من اعظم العلماء او المكتشفين او الفنانين……. إلخ
والامثله كثيره ومتنوعه مثل طه حسين عميد الادب العربي لقد اصبح المعاق في كل الدول المتقدمه إنساناً منتجا يشارك فى صنع الحياه وصنع قرارتها ونشكر ربنا ان بلادنا في عصر السيسي لحقت بها ولذلك نجد المؤسسات والهيئات الاجتماعيه لهم الدور و التربيه الدينيه ( الازهر – الكنيسة )الرائده فى هذا الفكر الجديد.
كيف اتعامل مع ذوي الهمم؟
بدايه لا يوجد انسان غير ذوي الهمم كلنا ذوي الهمم يا سيدي ولكن بنسب مختلفه أرواحنا في اماكن متباينه من اجسادنا ونفوسنا والاهم اهمس فى اذن كل مسئول الاباء والمعلمين والمسؤولين لكي تستطيع التغيير والتطوير والارتقاء باي انسان نعم اي انسان وليس ذوي الهمم فقط علينا بطاقه الحب داخلنا طاقه يمكن ان تتحدى الكون وتقهر كل حروب الدنيا والاحزان . إنها طاقه الحب حب الذات ليس جرعه ولكن عليك ان تتحرر منه لتوجهة الاخر محتاج ان ينمو ويرتقي بجوانب من جسده و سلوكه وشخصيته انه ذوي الهمم ( عزيزي كلنا ذوي الهمم) وهنا يوجد سؤال غايه في الاهميه وهو كيف يمكن تفعيل طاقه الحب عندي وتوجيهها من اجل الارتقاء بذوي الهمم بوجه خاص او باي انسان بوجه عام؟
ولتفعيل طاقه الحب لديك كمتعامل مع الفئات الخاصه
١- عليك ان تضع في اعتبارك مثل تعاملك مع ذوي الهمم ان تنسى قليلا “الذات” و تتذكر “هو” الانسان ذوي الهمم فثق انه مهما كانت كفاءتك لن تنجح في التعامل مع كل ذوي الهمم وبالتالي من الامانه ان تعتذر عن اي حاله لن تستطيع تقبلها شكلا وموضوعا فذلك لن يقلل منك بل بالعكس سوف يزيد من تقديرك على الاقل لنفسك فالتعامل مع ذوي الهمم عقليا ليس عملا لجلب مال وانما هو عمل انساني في المقام الاول.
٢- من الخطا التعجل في طلب التحسن من الحاله او انتظاره بشكل سريع.
٣- اننا جميعا في خدمه هؤلاء علينا ان نعمل بروح الفريق الواحد.
٤- خطا نقع فيه وهو اعتقدنا ان هؤلاء غير مدركين وبالعكس تماما هؤلاء مدركين تماما لانهم يملكون اصدق احساس انساني وهو احساس الطفوله البريئه فهو يشعر بالحب الصادق او تاديه المهمه او العطف عليه او تقدير ذاته
“أن الانسان الذي يحكم على الناس تبع لما مظهرهم او شكلهم عليه ان يبحث عن صفه اخرى لنفسه غير ان يكون انسانا.
لماذا اعطاني الله طفلا ذوي الهمم ؟
هذا السؤال كثيرا من يسأله الاباء والامهات بل كثيرا ما نسمعه من الاخوه ذوي الهمم و ذوات الهمم .لماذا خلقني الله هكذا؟ او لماذا سمح الله لي ان اكون هكذا؟
اذ أحيانا يولد الانسان سليما وبعد فتره من الزمن يصاب باحدى صور ذوي الهمم المتنوعه لاي سبب
اسباب الإعاقة:-
غالبا لا تخرج اسباب الإعاقة سواء الحركة (الجسدية) او العقليه عن الاسباب الاربعة الاتية
١- التعوق الوراثي
٢- التعوق الخلقي ( او الفطري) نتيجه الصحة العامة للام خلال فتره الحمل او بسبب نوع التغذية و هذان عاملان هامان يتوقف عليهما ماذا اذا كان الطفل يولد سويا او غير سويا
ج- التعوق بسبب الولادة مثلا اذا كان حجم المولود كبيرا او نتيجه اهمال الطبيب او اذا كانت الولادة قبل الاوان واحيانا يصاب المولود بنزيف في المخ لان اوعيته الدموية تكون عرضه للتمزق بسهولة او نتيجة استعمال المخدرات لتخفيف آلام الأم
د- التعوق بعد الولادة اما بسبب الحوادث او الامراض الشديده او البيئة المنزلية غير الصالحة او سوء تغذية وغالبا بالنسبة للاطفال يكون الوالدان مسئولين ولو عن غير قصد واحيانا لا يتم تكوين الطفل تكوينا كاملا علينا ان نذكر الحقيقة ونؤكد عليها وهي اننا ذوي الهمم باى صوره من الصور فنحن نذكر الحقيقة حتى نحتمل ونشفق على ذوي الهمم من اولادنا مهما كانت صور ذوي الهمم اذا البعض يصاب باكثر من صورة ويسمونهم متعددي ذوي الهمم منها صوره ذوي الهمم التي نصاب بها كثيرا
١-الاعاقة الروحية كلنا غير كاملين….” الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله”
٢-الاعاقة النفسية امراض نفسية شقوق قلق ظنون….. إلخ
٣- الاعاقة الاجتماعية
البيئه الاسرة و المجتمع انحراف في استخدام الحرية

٤-التعوق العقلي ( الذهني) لا يوجد انسان يستطيع ان يحفظ عقله التفاوت في درجات التعوق نسبي وهكذا في التعوق العقلي
٥-التعوق العملي مهما كانت درجة تعليمنا او ثقافتنا فهي ناقصة
٦-الاعاقة في العمل ايضا بدرجات متفاوتة
٧-الاعاقه في استخدام الوقت او عدم الامانه في استخدام الوقت
٨- الاعاقه في اقتناء الفضائل من منا كامل في المحبه في الرجاء في الاتضاع في الصلاه
٩- الاعاقه الجسديه وهي محور حديثنا (مع الاعاقه العقليه) لايوجد انسان يخلو جسده من الامراض كلنا معوقون سواء في اي حاسه او اي عضو او اكثر يمكن ان نقول ان كل صور ذوي الهمم هي اما بارادتنا او بغير إرادتنا فمثلا شخص مهمل في صحته او يشرب سجاير او مكيفات او يدمن المخدرات ويتلف صحته وجسده بارادته
ان ذوي الهمم ليست تجربه او عقاب من الله وانما هي تدبير الهي ما لله لا يريد ان يعاقبنا فهو ليس بعقليتنا البشريه المحدوده حاشا كي ينتهز فرصه ليعاقبك على خطيه او ذنبا اقترفته يوما كل ما في الامر فهو تدبيره الخاص جدا ومنطقه الفريد والذي قد لا ندركه في وقتا قصيرا فالوقت الذي وصلني فيه رساله الله لي بان ما يرغبه لي افضل مما كنت اريده انا في وقت ما ليس ايام بل سنوات لا تتعجل و هذا التدبير الالهي له منطق قد لا تفهمه الآن ولكن سوف تفهمه حتما جيدا فيما بعد اذا كان البعض يعتبر ان ذوي الهمم هي تجربه او عقاب من الله فعليهم ان يعلموا ان التجارب هي امتحان للايمان ولا تكون فوق طاقتنا وكما يقول الكتاب المقدس
” لكي تكون تذكيه ايمانكم هي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار “(رساله بطرس الاولى ٧ : ١ ) ويقول ايضا “لم تصبكم تجربه الا بشريه ولكن الله امين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربه ايضا المنفذ لتستطيعوا ان تحتملوا”(١كو ١٠ : ١٣) فاذا كنت تشعر بسلام فلا تنسي انه قد نقشنا على كفه من يمسنا يمس حدقة عينه فكيف يمسنا هو بسوء فاذا قلت انك لست تراه فالدعوى قدامه فاصبر له
علينا ان نشفق على ذوي الهمم ونعطيهم الحب والاهتمام” لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى” و يجب علينا ان نقبلهم كما هم ونتذكر انه ممكن لاي شخص منا ان يكون هكذا في اي لحظه ونحن جميعا نؤمن ان الله صانع الخيرات لذا علينا ان نشكر الله في كل حين وعلى كل حال فالشكر فضيله ولكن البعض منا لم يقتنيها او بمعنى اصح معوقا في حياه الشكر من اجل هذا يتذمر ولا يحتمل ويشكو يسال الله هذا السؤال لماذا اعطاني الله ابنا ذوي الهمم؟
نحن نؤمن ان الله رحيم وحنان وليس قاسيا او منتقما وان كان يؤدبنا كأب رحيم شفوق قد يكون ابنك ذوي الهمم قديسا مثل القديس ديدموس الضرير الذي اصبح مديرا للكليه اللاهوتيه بالاسكندريه ومن اشهر علمائها او قد يكون مثل القديس سمعان الخراز الذي نقل الجبل المقطم في عهد القديس الانبا ابرام البابا 92 وهنا نتذكر قول القديس الانبا انطونيوس للقديس ديدموس الضرير
“لا تحزن يا اخي لانه ليس لك عينان جسديتان تشترك منها مع الحيوانات بل افرح لان الله اعطاك بصيرة روحيه ”
علينا ان نعلم اولادنا الاصحاء كيف يتعاملون مع اخواتهم واصدقائهم من ذوي الهمم بكل الحب و يخدمونهم بفرح ولا يهملونهم ويقدرون مشاعرهم وحالتهم فاذا لم نستطيع ان نقبل هؤلاء هكذا او نتعامل معهم هكذا فلنحكم على انفسنا اننا نحن ذوي الهمم اكثر منهم ربنا يرحمنا.

اقرأ أيضا للكاتب:

……………………………………………………..

الكاتب: كاهن كنيسه مارجرجس المطريه

زر الذهاب إلى الأعلى