منى عراقي لمتابعيها.. «اعذروني لو ما أقمت عزاء لوالدي»

"أبويا مشي خلاص وأصبحت متفرغة.. وها أمسح الأوساخ كلها من حياتي"

كتبت: هدى الفقى

ظهرت الإعلامية منى عراقي في بث مباشر لها من منزلها، تروى آخر أيام قضتها مع والدها قبل وفاته، وتتحدث عن عظمة الموت، وكيف وصلها خبر فصلها من الشركة التي تعمل بها منذ سنة ونصف، أثناء علاج والدها في المستشفى وعدم سداد راتبها، رغم الحاحها عليه لظروفها الطارئة.

وقالت منى في بداية البث لمتابعيها:

أول ليلة في القبر أول مرة أدفن حد من دمي، عرفت أن الموت عظيم وله مهابة، ومفيش رجوع.. الموت قاهر وهو سر الأسرار.

طالع المزيد: 

وتابعت جهزنا الموت منذ آن بلغ والدي سن الثمانين ووصل، حتى 86 سن،عاش فيها معى والدي 14 سنة مرض مرة واحدة، بدأ يقع ويصطدم وينجرح، وأخر خمسة أشهر بدأ يحتاج من يساعده في دخول الحمام، فأخذته شقيقتي نهى، وكنت يوميًا ازوره، ويطلب مني أخرجه لأنه رغم كبر سنه كان يتمتع بالطاقة وعقله مستيقظ.

وتابعت: طلب منى يخرج يومً وفي أثناء ذلك قال لي أنا مخنوق، اذهبي بي للمستشفى لأخد جلسة أكسجين.

اتحجز في المستشفى، دخل عناية ثم دخل غيبوبة، وكل هذا رسالة الموت بيقول “اجهزوا انا جاي”.

جائني اتصال من الشركة التي خدمتها بإخلاص بدون مقدمات يبلغوني أني انفصلت، ثم…. فجأة “بابا مات”.

وأضافت: صورت آخر نظرة في عيونه، وأنا قبل الوفاة بيومين “لمست يده، وهو ساند ع الكرسي بصلي، وشاور بيده الأخرى بإشارة “باي باي”.

وتابعت صورت لحظة موت أب دعا لي، وكنت مصابة في كتفي.

وسألت متابعيها وهى تحكي في دهشة: هل تصدقوا أن كتفي خف في نفس اللحظة !.. كنت مصابة بابا قالي كتير ربنا يكرمك، وكان أكبر معجب بشغلي وداعم لي.

وروت العراقي: برغم أن الموت مهد بكل الاشارات، و ملائكته حاضرة وبقوة كانت صدمة عظيمة.

وقالت: تلقيت خبر الوفاة، وكلموني أشوفه في التلاجة.. وقفت أمامه وقولت له: “أنت موت؟!”.. وسألت نفسى يعني أيه الكلمة دي ؟!

وتابعت: يوم الدفن شعرت بطاقته موجودة طول ما الجسمان موجود، لحظة الرعب حين نزل القبر، وما بقيت أشعر أنها معايا
نزلت الطاقة معه.. الموت جامع وكل الناس بتكلمني، وعايزة تعرف مكان العزاء.

وأوضحت عراقي أنها لا تريد عمل عزاء لسببين وقالت أولًا: ما عنديش طاقة أقابل ناس ولا أتكلم، والتاني كنت مرتبطة بوالدي، وإحساسي إنه عالق في احتياج الصدقة أكتر، وفلوس العزاء 14 ألف الأولى أن اتصدق بها.

وقالت العراقي وهي تبكي:  الله يرحمك يا بابا كلمة أول مرة أقولها، وطلبت من مشاهديها وزملائها المعذرة وقالت: اعذروني لو ما أقمت عزاء.. عزوني هنا على وسائل التواصل وطلبت منهم الدعاء لوالدها.. وفي النهاية ماليش غيركم.

وختمت العراقي قائلة: أبويا مشي خلاص وأصبحت متفرغة، و الشركة المحترمة الي فصلتني ومنعت مرتبي فجأة، والقنوات المحترمة الي ما دفعوا أجري من سنوات، أنا تفرعت وها اطلب حقي، وها أمسح الأوساخ كلها من حياتي.

زر الذهاب إلى الأعلى