خبير علاقات دولية: أفريقيا.. ضحية التغيرات المناخية وازدواجية المعايير (1من2)

كتب: على طه

يتوقع المحللون أن تواجه أفريقيا زيادات كارثية في درجات الحرارة تصل إلى 3 درجات مئوية بحلول عام 2050، إذا لم يتحقق هدف الحدّ من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

ويؤكد د / إسلام جمال الدين شوقي، خبير العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد

د. إسلام جمال الدين
د. إسلام جمال الدين

السياسي، أن قارّة أفريقيا ستتحمل أكثر من غيرها من تبعات فيما يخص قضية التغيرات المناخية، على الرغم من عدم مساهمتها بشكل كبير فيها مقارنة بالدول المتقدمة.

الأقل تلويثا والأكثر دفعا للثمن

وأضاف د. شوقى فى تصريحات خاصة لـ “بيان” أن  أفريقيا تواجه ارتفاعا فى معدلات درجات الحرارة أسرع من باقي دول العالم، على الرغم من أنها مسئولة فقط عن 3,8% من غازات الاحتباس الحراري العالمي وهي أقل نسبة انبعاثات على مستوى العالم.

ويواصل د. شوقى قائلا إن هذا يأتى في الوقت الذي تدعو فيه مصر، إلى مواجهة الواقع والعمل سويًا من أجل تحقيق نتائج فيما يتعلّق بقضية تغيّر المناخ.

دور مصر

ومصر التي ستترأس مؤتمر المناخ السابع والعشرين للأمم المتحدة (كوب 27) في نوفمبر القادم، تؤكد فى كل مناسبة على ما تعهّدت به الدول في تعزيز طموحاتها المناخية بعد قمة المناخ الأخيرة (كوب 26) في جلاسكو 2021، ورغم التزامات الدول الموقّعة على “إتفاق باريس”، الذي ينصّ على حصر احترار المناخ بدرجتين مئويتين مقارنةً بعصر ما قبل الثورة الصناعية، وبـ1.5 درجة مئوية إذا أمكن، ما زالت هذه الإجراءات لم تتحقق على أرض الواقع.

الأزمة

وعلى الرغم من تعهّد الدول الغنية زيادة مساعداتها إلى 100 مليار دولار سنويًا، في عام 2020، للبلدان الفقيرة لتقليل انبعاثاتها والتكيّف مع آثار تغيّر المناخ، إلا أن هذه التعهدات مازالت موضع خلاف ولم تتحقق من الناحية العملية.

طالع المزيد:

علاوةً على تراجع قضية تغيرات المناخ على الساحة الدولية بسبب الوضع الجيوسياسي فالعمليات العسكرية في أوكرانيا والعقوبات التي تم فرضها على روسيا تسبّبت بأزمة اقتصادية وطاقة وغذاء عالمية.

التأثير على التنمية

وانعكست التغيرات المناخية على المشروعات التنموية في القارة الأفريقية، التي تضم نحو 1.2 مليار نسمة، نصفهم لا يحصلون على الكهرباء، وهم فى مجموعهم يعادلون مجموع سكان الاتحاد الأوروبي.

وبالرغم من إصدار الاتحاد الأفريقي توجيهاته للدول الأفريقية بزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2050، إلا أن عدد قليل جدًا من الدول مثل جنوب أفريقيا ومصر وإثيوبيا والمغرب، هى التي تملك قدرات عالية في مجال الطاقة المتجددة حاليًا، وفى المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى