د. ناجح إبراهيم: أحبك يا رسول الله
كتب د. ناجح إبراهيم مقالاً بعنوان: “أحبك يا رسول الله” وتم نشره في جريدة الوطن وهذا هو نص المقال:
• لست من أهل قيام الليل ولا عذر لي في ذلك رغم مشاغلي الكثيرة التي تجتاح ليلي ونهاري فلا تبقي لي وقتاً للراحة أو الرفاهية أو أي نزهة كما تحلو للآخرين بين الحين والآخر.
• ولست من أهل صيام النوافل إلا فترة في شبابي حيث صحتي وصداعي النصفي يحولان بيني وبين صيام النوافل.
• ولست من العباد مثل والدتي وشقيقتي الكبرى وزوجتي وإن كنت أحب ذكر الله إلا أن شواغلي تصرفني عنه كثيراً .
• وكم كنت أتوق أن أكون مثل والدي أسبح بالليل وأصلي علي رسول الله آلاف المرات ولكن حب الكتابة غلب عليَّ وأخذ ما تبقي من ليلي بعد فترة النهار في عملي الطبي بالعيادة وسياسة المرضى والرد علي طلباتهم التي لا تنتهي.
• وليس لي حسنة أرجوها عند الله سوى محبته سبحانه ومحبة نبيه”صلي الله عليه وسلم”فقد أحببت الرسل جميعاً وعشت بقلبي ومشاعري مع قصص حياتهم وكفاحهم.
• وأحببت الرسول محمد”ص”حباً خاصاً يليق بهذا النبي الكريم والرسول العظيم الذي لولاه ما عرفت البشرية الهداية, بضاعتي مزجاة ومغشوشة سوى حب النبي وأدعو دوماً بدعاء أنس بن مالك “وأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بعملهم”, فأملي في الآخرة أن ألقي الله فيرضى عني بهذا الحب الكبير الذي يملأ شغاف قلبي.
• وقد بحثت عن شعر يعبر عن مدى ذنبي وعصياني مع حبي الكبير للنبي العظيم – الذي كتبت عنه مئات المقالات – سوى قصيدة “أحبك يا رسول الله فهل تقبل” للشاعر المصري الكبير عبد العزيز جويده, ووالله ما قرأت قصيدة تعبر عن شخصيتي الدينية مثل هذه القصيدة وكلما قرأتها أعيد قراءتها بتأثر شديد مع تفاؤل كبير أن أنجو يوم القيامة بهذا الحب الذي يملأ جنبات قلبي ويضييء روحي ونفسي ويبدد خوفي وذنبي وتقصيري.
• وإليكم هذه القصيدة الرائعة لتعيشوا معي لحظات رائعة من الحب الصافي لهذا النبي الكريم الذي أحب عباد الله جميعاً وضحى بكل شيء من أجل هدايتهم: ” أُحبُّكَ يا رسولَ اللهْ, صحيحٌ ما رأيتُ النورَ من وجهِكْ, ولا يومًا سمعتُ العذبَ من صوتِكْ, ولا يومًا حملتُ السيفَ في رَكبِكْ, ولا يومًا تطايرَ من هنا غضبي, كجمرِ النارْ, ولا حاربتُ في أُحُدٍ, ولا قَتَّلتُ في بدر, صناديدًا من الكفَّارْ, وما هاجرتُ في يومٍ, ولا كنتُ, من الأنصارْ, ولا يومًا حملتُ الزادَ والتقوى, لبابِ الغارْ, ولكنْ يا نبيَّ اللهْ, أنا واللهِ أحببتُكْ, لهيبُ الحبِّ في قلبي, كما الإعصارْ, فهل تَقبلْ؟, حبيبي يا رسولَ اللهِ, هل تقبلْ؟, نعم جئت, هنا متأخرًا جدًّا, ولكنْ ليس لي حيلةْ, ولو كان, قدومُ المرءِ حينَ يشاءْ, لكنتُ رجوتُ تعجيلَهْ, وعندي دائمًا شيءٌ من الحيرةْ, فمَن سأكونْ, أمامَ الصَّحْبِ والخِيرةْ, فما كنت, أنا “أنسَ” الذي خدمَكْ, ولا “عُمرَ” الذي سندَكْ, وما كنتُ, “أبا بكرٍ” وقد صدَقَكْ, وما كنتُ, “عليًّا” عندما حَفِظَكْ, ولا “عثمانَ” حينَ نراهُ قد نصرَكْ, وما كنتُ, أنا “حمزةْ” ولا عَمْرًا, ولا “خالدْ”, وإسلامي, أنا قد نِلتُهُ شرفًا, من الوالِدْ, ولم أسمعْ “بلالاً” لحظةَ التكبيرْ, ولا جسمي انشوى حيًا, بصحراءٍ بكلِّ هجيرْ, وما حطَّمتُ أصنامًا, ولا قاتلْتُ في يومٍ, جنودَ الكفرِ والتكفيرْ, وما قُطِعَتْ يدي في الحربْ, ولم يدخلْ هنا رمحٌ, إلى صدري, يَشُقُّ القلبْ, ولم أُقدِمْ على شيءٍ ،, ولم أهربْ, ولا يومًا حَملْتُ لواءْ, ولا واجهتُ في شَممٍ, هنا الأعداءْ, ولا يومًا رفعتُ الرايَ خفَّاقةْ, أنا طفلٌ يُداري فيكَ إخفاقَهْ, ولكنْ يا رسولَ اللهْ, أنا نفسي, لحبِّكَ يا رسولَ اللهْ, وحبِّ اللهِ تَوَّاقَةْ, أحبُّكَ يا رسولَ اللهْ, أحبُّ محمدَ الإنسانْ, أحبُّ محمدَ العدلَ, طليقَ الوجهِ إذْ يعفو, أحبُّ محمدَ الصادقْ, إذا ما قالْ, أحبُّ محمدَ البرَّ,ب كلِّ الناسِ, يُعطيهم بغيرِ سؤالْ,أحبُّ محمدَ الأخلاقْ,أحبُّ محمدَ الإشفاقْ,أحبُّ محمدَ الجارَ الذي يُكرِمْ,أحبُّ محمدَ الأبَّ الذي يحنو, أحبُّ محمدَ الميثاقْ, أحبُّ محمدَ الزوجَ الذي يَعدِلْ, كما الميزانْ, إذا قَسَّمْ, أحبُّ محمدَ الصدقَ, إذا قالَ, وإن أقسَمْ, أحبُّ محمدَ الواثقْ, أحبُّ محمدَ المكسورَ للخالقْ, أحبُّ محمدَ الطاهرْ, أحبُّ محمدَ الصابرْ, أحبُّ محمدَ القائدْ, أحبُّ محمدَ الزاهدْ, أحبُّ محمدَ الرحمةْ, أحبُّ محمدَ الطِيبَ الذي يَنضحْ, أحبُّ محمدَ الإنسانَ, إذْ يأسَى،وإذْ يفرحْ”.
• ويعد الشاعر عبد العزيز جويدة من أعظم شعراء مصر ولكنه تعرض للظلم ولم يحصل علي جائزة الدولة التشجيعية التي رشح لها في حين حصل علي التقديرية أقزام لا يستحقونها,وذلك لأن جويدة كان ينتقد نظام مبارك في قصائده.
• وهو من الشعراء أصحاب الإنتاج الغزير, وله قرابة 13 ديواناً,وكان يقول إن جوائز الدولة تتم بنظام “شيلني وأشيلك”, وأجمل شيء أن قصائده ترجمت إلي الإنجليزية.
• وهو من حوش عيسي من جيل السبعينات وهو شقيق الشاعر فاروق جويدة وبدأ كتابة الشعر في الرابعة الابتدائية وكان يكتب وقتها تحت قصائده الشاعر/عبد العزيز جويدة.
• ويرجع الفضل في نبوغه “للكُتاب” ووالده العالم الأزهري وشقيقه الأكبر الشاعر فاروق جويدة”.