عاطف عبد الغنى يكتب: .. هكذا ركّعوا بايدن فى إسرائيل
كان لابد أن يركع الرئيس الأمريكى فى إسرائيل.. وتعبير يركع ليس من عندى، ولكنه وصف صحيفة “جويش كرونيكل” اليهودية اليمنية المتطرفة، التى نشرت على موقعها الأليكترونى صورة للرئيس الأمريكى جو بايدن الذى تخلى عن إجراءات التباعد الاجتماعي ووضع على رأسه طاقية المتدينين السوداء، التى تسمى (الكيباه) مستسلما للابتزاز العاطفى اليهودى، وراكعا أمام امرأتين قالوا له إنهما من الناجين من المحرقة وذلك أثناء زيارته لمتحف “ياد فاشيم”.
و “ياد فاشيم” ومعناها اليد السوداء، بدأ كنصب (اقرأها بالفتحة على النون أو بالضم) تذكاري في إسرائيل، عام 1953، هو أول نصب يُكرس لما يسمونه محرقة هتلر النازى، ويسمونها “الهولوكوست”، ويعرفّون المتحف أيضا بأنه يكرّس للاعتراف بالأشخاص الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ الآخرين من الاضطهاد، إلى أن أصبح اليوم حسب تعريفهم له : “مركز عالمي توثيقي وبحثي وتعليمي لتخليد ذكرى الهولوكوست، وملتقىً دولي للأجيال، حيث يأتي كل عام مئات الألوف من الزوار من جميع أصقاع الأرض والمنتسبين إلى كافة الطبقات والمناشئ والديانات والمعتقدات لزيارة مجمّع “ياد فاشيم” المترامي الأطراف الذي يضم المتاحف والمعارض والأنصبة التذكارية والمراكز البحثية والتعليمية والأراشيف والمكتبات”.
ولا يزور إسرائيل واحد من المتنفذين على مستوى العالم، زعيم، رئيس، قائد، موظف ذو حيثية فى بلاده، إلا ويسحبوه فى جولة الابتزاز العاطفى تلك، و “يا ويله ويا سواد ليله” من يرفض، وخاصة من الغربيين، سوف يغتالونه إن لميكن ماديا، فمعنويا، ويطاردونه حتى يكره حياته، وقد ينتهى به الأمر للانتحار، أو الاختفاء من الحياة العامة والانزواء والمطاردة.
ويفتخر وزير خارجية مصر عمرو موسى أنه رفض وضع الطاقية اليهودية السوداء على رأسه، وكان ذلك أثناء زيارة موسى لإسرائيل في أغسطس عام 1994، ووضع الإسرائيليون له فى برنامج الزيارة متحف “ياد فاشيم”، لكن موسى أخبر الإسرائليين أن هذا لا يروقه، وأنه لن يزور المتحف إدراكا منه أنه أكذوبة، حسبما اتصور، ورفض أن يضع الـ “كيباه” على رأسه وهو ما اعتبرته إسرائيل صفعة على وجهها.
وبعد مداولات وافق موسى زيارة جزء صغير من المتحف، قالوا له إنه الخاص بالقتلى الأطفال ممن ماتوا في المعسكرات النازية فقط، غير أنه رفض تماما وضع أكاليل من الزهور عند هذا المتحف، ولو فعلها موسى وقتها بالتأكيد كانت ستدمر أي مستقبل سياسى له، وأهم من ذلك سيسقط فى عيون المصريين، وبسبب هذا الموقف غنى شعبان عبد الرحيم “بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل”.
ونعود لبايدن ونقول إنهم فى إسرائيل أحضروا له امرأتين طاعنيتين فى السن، وقالوا له إنهما من الناجين من المحرقة، فـ “جثا بايدن على ركبته أمامهما، وبعدها أعاد إشعال الشعلة الأبدية ، ووضع إكليل من الزهور في المكان الذي يتم فيه دفن رماد ضحايا معسكر الاعتقال ، بينما غنت جوقة أغنية “ A Walk to Caesarea ” التي كتبها مقاتلة المقاومة اليهودية المجرية في الحرب العالمية الثانية هانا سزينيس” حسب صحيفة “جويش كرونيكل”.
وأمام هذا المشهد (إذا كنت فاهم الفولة) لا تملك إلا أن تهتف: “يالها من تمثيلية رائعة”.. نحن أمام كذابين أحفاد أكبر كذابين فى التاريخ، يروجون باحترافية عالية جدا لأكبر كذبة فى التاريخ “المحرقة أو الهولوكوست”، لكن للأسف ضحايا المصدقين لهذه الكذبة يزدادون فى مجتمعاتنا عن جهالة وتسطيح، وأيضا عن عمل دؤوب ومتقن من الدعايات الموجهة لأجيال العرب، وأباءهم الذين يسقطون فى فخ الاتفاقات الإبراهيمية .. للأسف.
وقبل ساعات قليلة قلتها فى برنامج تليفزيونى وأنا أحلل زيارة الرئيس الأمريكى بايدن للمنطقة وأعيدها : ما لم تأخذه إسرائيل من العرب بالحرب، تأخذه الآن بالسلامز
عزيزى شعبان عبد الرحيم كم نفتقدك الآن بشدة.. عندما غنيت “أنا بكره إسرائيل” رقصنا عليها فى أفراحنا.. ربنا يجعلها فى ميزان حسناتك يا “شعبولا”.