القس بولا فؤاد رياض يكتب: ما هي نظرة المسيحية للشذوذ الجنسي (المثلية) ؟

اجتمع رؤساء وممثلي الكنائس المسيحية في مصر بكافة طوائفها برئاسة صاحب القداسة مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث بالمقر البابوي بدير الأنبا رويس بالقاهرة مساء يوم الاثنين الموافق 8/9/2003م وأصدروا البيان التالي:
“بعد أن تدارس الحاضرون محاولات بعض الكنائس في الغرب تقنين الجنسية المثلية (الشذوذ الجنسي)، وزواج اثنين من نفس الجنس، وسيامة هؤلاء في الرتب الرعوية المتنوعة (رجالاً ونساءً) في كنائسهم، والسعي في سيامة أسقف من هذا النوع بالكنيسة الأسقفية في New Hampshire بالولايات المتحدة الأمريكية. قرر الحاضرون- بالإجماع-:
– رفض وإدانة الشذوذ الجنسي، وسياماته استنادًا إلى تعاليم السيد المسيح ونصوص الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وذلك انطلاقا من مسئولياتهم في الشهادة لحق الإنجيل.
فالسيد المسيح أدان هذا الأمر بوضوح حينما تحدث عن هلاك سدوم وعمورة “وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَكُونُ لِسَدُومَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالًا مِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ” (لو12:10)، “فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ” (تك24:19)، وفي رسالة يهوذا “كمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيق مِثْلِهِمَا، وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ” (يه 1: 7).
كذلك الكتاب المقدس يحذر قائلاً:
“أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُور، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ الله” (1 كو 10،9:6)، “لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ، لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ، وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ. وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُتقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ. مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَشَرّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلًا وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا، نَمَّامِينَ مُفْتَرِينَ، مُبْغِضِينَ للهِ، ثَالِبِينَ مُتَعَظِّمِينَ مُدَّعِينَ، مُبْتَدِعِينَ شُرُورًا، غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ، بِلاَ فَهْمٍ وَلاَ عَهْدٍ وَلاَ حُنُوٍّ وَلاَ رِضىً وَلاَ رَحْمَةٍ. الَّذِينَ إِذْ عَرَفُوا حُكْمَ اللهِ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذِهِ يَسْتَوْجِبُونَ الْمَوْتَ، لاَ يَفْعَلُونَهَا فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا يُسَرُّونَ بِالَّذِينَ يَعْمَلُونَ ” ( رو1: 26-32)
وما ورد في توراة موسىى:
“وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَرًا مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ.” (لا 18: 22)، “وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا” (لا 13:20).
إن زواج الشذوذ هو ضد الخطة الإلهية في الزواج والخلقة إذ يقول السيد المسيح: “من بدء الخليقة ذكراً وأنثى خلقهما لله من أجل هذا يترك الرجل اباه وأمه ويلتصق بامرأته ” (مرقس 10 :6-7)، وكما ورد أيضاً في إنجيل متى ” فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟” (مت 19: 4 و5)، وَقَالَ: “مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ”. (متى19: 4-6)، “من أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا” (أفسس 31:5)، “فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ” (تك 27:1): “لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.” (تك 2: 24)
إن من يُختَارون لرتب الرعاية الكنسية يجب أن يلتزموا بتعاليم الكتاب المقدس وأن يكون “الأسقف بلا لوم.. صاحياً، عاقلاً، محتشماً، صالحاً للتعليم “(رسالة تيموثاوس الأولى 3: 2)، وعليه نُدين ونُعارض بشدة زواج الشذوذ جنسيًا بصفة عامة، وبصفة أخص وأخطر سيامتهم في رتب الكهنوت والرعاية.
كما يعلم الحاضرون:
– أن هذه البدع والانحرافات تتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس، كما انها تهدد استقرار الزواج الطبيعي، وطبيعة تكوين الاسرة، واخلاقيات المجتمع وكرامة الانسان ونقاء الكنيسة، ومستقبل محاولات الوحدة الكنسية والحركات المسكونية.
– وأن من يستندون إلى دعاوي حقوق الانسان في تشجيع الشذوذ الجنسي يتجاهلون أنه ليس من حقوق الانسان أن يُفسد نفسه أو ان يُفسد غيره. فالحرية الحقيقية لا تُدمر طبيعة الانسان، ولا تتعارض مع الوصايا الإلهية والأخلاقيات العامة.
– كما نؤيد ونساند الأصوات الجريئة داخل وخارج هذه الكنائس التي تعارض خطيئة زواج الشواذ أو ممارسته خارج الزواج أو سيامة الشواذ في رتب الكهنوت أو الرعاية داعين مثل هذه الكنائس إلى الالتزام بكل تعاليم الكتاب المقدس دون تغيير أو تنازلات. فليس مقبولاً أن تخضع الوصايا الإلهية المُوصى بها من الله للتصويب البشري.
– هذه الممارسة الشاذة تعتبر عثرة للأخرين، وقدوة سيئة، وسوء سمعة وهي خطرة على مستقبل هذه الكنائس نفسها وتعرضها للانقسام والتفكك.
– ونحن إذ ندين الشذوذ الجنسي ندعو هؤلاء أن يتوبوا عن هذه الخطية حرصًا على مصيرهم الأبدي، كما نطالب الكنائس المعنية خارج مصر باتخاذ موقف حاسم ومعلن ضد هذه الانحرافات.
– وقد رحب الحاضرون بما أعلنته الكنيسة الأسقفية المصرية برفضها القاطع للشذوذ الجنسي واعتباره خطيئة شنيعة، ورفضها لسيامة مثل هؤلاء في الرتب الكهنوتية، وقد قرر المجتمعون اعلان هذا البيان في كافة وسائل الاعلام المتاحة داخل مصر وخارجها، وارساله إلى كل المجالس المسكونية مثل مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجالس كنائس كلا من امريكا واوروبا واستراليا وكندا وافريقيا.
ورأي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ممثلاً في قداسة البابا تواضروس الثاني، والمُعلن في عظته يوم الأربعاء الموافق 10/2/2016م حيث قال بوضوح:
“المثلية الجنسية ليست “حرية”، وتتناقض مع الحق الإلهي، ويوجد الكثير من آيات الكتاب المقدس التي تحرمها بشكل قاطع كما جاء في العهد القديم في سفر اللاويين الذي حدد عقوبة الرجم للمثليين جنسيًا، وكذلك من يضاجع الحيوانات “وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا” بالإضافة إلى اعتبارها رجس “وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَرًا مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ.” (لا 18: 22)
أما العهد الجديد فقد أوضح بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية عن المثلية الجنسية قائلاً:
” وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ. وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُتقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ. مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَشَرّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلًا وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا، نَمَّامِينَ مُفْتَرِينَ، مُبْغِضِينَ للهِ، ثَالِبِينَ مُتَعَظِّمِينَ مُدَّعِينَ، مُبْتَدِعِينَ شُرُورًا، غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ، بِلاَ فَهْمٍ وَلاَ عَهْدٍ وَلاَ حُنُوٍّ وَلاَ رِضىً وَلاَ رَحْمَةٍ. الَّذِينَ إِذْ عَرَفُوا حُكْمَ اللهِ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذِهِ يَسْتَوْجِبُونَ الْمَوْتَ، لاَ يَفْعَلُونَهَا فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا يُسَرُّونَ بِالَّذِينَ يَعْمَلُونَ “.
وفي الرسالة الأولى لأهل كورنثوس ذكر أن الذين يُمارسون المثلية الجنسية لا يدخلون ملكوت الله “أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ” (1 كو 6: 9).
الكنائس المسيحية غالبيتها تتخذ موقفًا معاديًا من المثلية، فتمنع الكاثوليكية دخولهم سلك الرهبنة أو منحهم سر الكهنوت، وكذلك الكنائس الأرثوذكسية الشرقية منها والغربية.
ويُعد البابا فرانسيس مدافعًا عن تعليم كنيسة الكاثوليك بخصوص المثلية الجنسية ويقول: أن الله خلق الانسان رجلاً وامرأة، وأعدهما جسديًا الواحد للآخر في نظام قائم على العلاقة المتساوية، ويثمر في وهب الحياة للأولاد. لهذا السبب لا توافق الكنيسة الكاثوليكية على الممارسات المثلية لكن المسيحيين مدينون لجميع البشر والاحترام والمحبة بغض النظر عن توجههم الجنسي لأن جميع البشر هم موضع اهتمام الله ومحبته.
ويرى الأنبا أنطونيوس مطران الجيزة للأقباط الكاثوليك:
أن الكنيسة الكاثوليكية تعتبر الشذوذ الجنسي خطية كالزنا ولا جدال في ذلك لكنها تترك العصيان للدولة والقانون، والكنيسة ليست مكان للعصيان، وليس لديها قوانين تعاقب من يرتكب الخطية فتترك الأمر للقانون العام. والكنيسة طريق للرحمة والعون والعودة إلى الله، وعلى كل من يتوب أن يتوقف عن الممارسة، وأن يعوض الضرر الذي لحقه بالآخرين.
ويرى القس رفعت فكري راعي الكنيسة الإنجيلية، ورئيس لجنة الاعلام الإنجيلي عن موقف الكنيسة الانجيلية من المثلية الجنسية التي تراها خطيئة ولكنها في الوقت نفسه لا تعاقب المثليين بالحرمان الكنسي، وترى أن أفضل وسيلة للتعامل مع الامر هي علاجه والتعامل مع المثليين كبشر.
إلا أن الكنيسة اللوثرية بالسويد أتاحت زواج المثليين ولم تعارضه، بينما امتنعت عن ذلك الكنيسة اللوثرية في الشرق احتراما لتقاليد المجتمع وذلك طبقا ما صرح به القس منيب يونان مطران الكنيسة اللوثرية بالقدس وهيئه الاتحاد اللوثري العالمي.
هناك نوع آخر وخطير من الشذوذ آلا وهو الشذوذ الفكري، وهو الخروج عن مسار التفكير المعقول والمتعارف عليه بين الغالبية العظمى للبشر الذين يعيشون في مجتمع ما. ويُعرف الشذوذ الفكري أيضًا بأنه هو الانزلاق والانحطاط والانحراف بالتفكير الذي يقود هذا المجتمع او ذاك الى السقوط في الهاوية، فالمحصلة النهائية تدمير المجتمع الذي ولد به هذا الفكر الشاذ.
والشاذ فكريا يطلق كذبة ويصدقها ويقضي حياته مدافعا عنها.
والشذوذ الفكري أخطر وأسوأ على البشرية من الشذوذ الجنسي لأن صاحب الفكر الشاذ ينشر أفكاره غير السليمة، وقد يؤثر على العديد من الأسوياء خاصة اذا اعتقد هذا الشاذ فكريًا بأنه على حق، وبأن الآخرين على خطأ، وانه يمتلك الحقيقة المُطلقة، وان الآخرين بعيدين كل البعد عن ظل هذه الحقيقة.
وقد أطلق بعض الكتاب والمفكرين على الشذوذ الفكري اسم (اللواط الفكري)
واخيرا نرفع قلوبنا ونصلي إلى الله أن يرجع مثل هؤلاء عن شذوذهم الجنسي والفكري ويتوبوا إلى الله، فالله رؤوف رحيم، كثير الرحمة، لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا، من اجل خلاصهم.

………………………………………………………………………

الكاتب: كاهن كنيسة مارجرجس المطرية القاهرة

اقرأ ايضا للكاتب:

 

زر الذهاب إلى الأعلى