منال هيكل رئيس «صوت العرب»: تم بث رسائل مشفرة عن طريق الإذاعة فى ظروف معينة
حوار: شيماء وائل
إذاعة صوت العرب ليست شبكة إذاعية عادية، بل كانت ومازالت شبكة تحمل رسالة قومية عروبية، وكانت وستظل سلاح مصر وذراعها الإعلامى الذي وجهته نحو أعدائها وأعداء الأمة العربية، ووحدت حولها العرب، كانت ومازالت صوت الشعوب العربية، ومنبر قومى عربى.
ومنذ نشأتها فى عام 1953 وحتى اليوم تولى رئاسة الإذاعة التى أصبحت فيما بعد شبكة “صوت العرب” عدد من رواد الإعلام، كان أولهم الإعلامى القدير والمشهور أحمد سعيد، أما أحدث رئيس للشبكة فهى الإذاعية الكبيرة منال هيكل، صاحبة هذا الحوار الذى أجرته معها “بيان”، والذى تكشف فيه للقراء بعض أسرار “صوت العرب” ودورها الحالى، ومدى تأثيرها على المحيط العربي وأهم برامجها، ورؤيتها للتطوير.
التأثير
فى البداية أكدت منال هيكل على تأثير “صوت العرب” عبر تاريخها على الجمهور العربي والوطن العربي، م المحيط إلى الخليج، موضحة أن الإذاعة منذ بداية نشأتها فى عام ١٩٥٣ ، وحتى الآن مرت بمراحل كثيرة جدا وكل مرحلة لها تأثير مختلف.
واوضحت “رئيس شبكة صوت العرب” أن الهدف في 1953، كان التأثير السياسي؛ لتوصيل صوت ثورة ٢٣ يوليو 1952، إلى الشعوب العربية، وتأثير مصر على باقي أجزاء الوطن العربي والدول الأفريقية في إطار مساعدتها للتحرر من من الاستعمار في هذا الوقت.
كان هذا هو الهدف الأساسي منذ نشأة صوت العرب، بما يتزامن مع وصول صوت العرب برسالتها للكثير من الدول العربية كالجزائر واليمن والمغرب فكان لها تأثير كبير على الدول العربية لمساعدتها في الحصول على الحرية والاستقلال وإنهاء الفتره الاستعمارية في هذا الوقت وتكوين أوطان مستقلة واستمر هذا لفترة طويلة.
ولفتت “هيكل” إلى أن مراحل تأثير صوت العرب على محيطها بدأ يختلف باختلاف المتغيرات والظروف وطبيعة الأحداث التي تمر بها الدول العربية والإفريقية.
ولفترات طويله كانت الإذاعة تدعم الدول العربية في عمليات التنمية والبناء ونشأة الدول بشكل مختلف وأن يكون لها صوت في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتكوين الإذاعات.
المرحلة الثانية فى عمر “صوت العرب”
وأضافت “هيكل” أن “الفترة الثانية من وجهة نظري كانت الإذاعة صوتا للتعبير عن الدول العربية والإفريقية وحلقة وصل بينها، وذلك من خلال نقل كل الأنشطة والتظاهرات السياسية والثقافية والاقتصادية وكل مجالات الحياة المختلفة فعندما تسمع صوت العرب يصل إليك صوت 22 دولة عربية بكل تفاصيلها من خلال مراسلين صوت العرب الذين انتشروا في كل الدول العربية”.
واستكملت حديثها قائلة إن “اهتمام إذاعة صوت العرب لم يقتصر على الوطن العربي فقط بل امتد لدول العالم أيضاً لأننا جزء من العالم الخارجي، وذلك من خلال متابعة الأحداث والفعاليات المختلفة وهذا أهم ما يميز صوت العرب، وهو التواصل مع كل الأحداث بقدر الإمكان على مستوى العالم العربي والإسلامي والأفريقي ودول العالم مع الاهتمام بشكل أساسي بالقضايا السياسية التي تخص المنطقة العربية وخاصة القضية الفلسطينية.
تأثير الفضائيات والتكنولوجيا الحديثة
وفيما يتعلق باختلاف التأثير مع ظهور الفضائيات والتكنولوجيا الحديثة، أكدت “هيكل” على اختلاف التأثير باختلاف الظروف، مضيفة أن انتشار الفضائيات والتكنولوجيا كان له تأثير كبير ، واستدركت قائلة إن “هناك تتفق مع مقولة إنه “ليس هناك وسيلة إعلامية تلغي وسيلة أخرى”.
وواصلت أن إذاعة صوت العرب ما زال لديها نسبة استماع عالية والتميز في القدرة على الاستماع إليها في أي مكان وفي أي ظرف، بالإضافة إلى أن تغطية التفاصيل المختلفة في الدول العربية والإفريقية والإسلامية ودول العالم يخلق نوع من التواصل بين العاملين بالإذاعة وضيوفهم المنتشرين في جميع أنحاء العالم.
ووجود وسائل التواصل الاجتماعي سهّل الوصول لضيوف أكثر في أي مكان وساعد على وجود الأخبار المتجددة والمختلفة من كل أنحاء العالم بالإضافة إلى الأفكار الإذاعية المختلفة.
تردد البث
وبسؤالها عن الترددات الخاصة ببث إذاعة صوت العرب، ذكرت أن البث يكون على تردد FM 106.3، والتردد على الموجه المتوسطة أصبح أضعف؛ نظراً لطبيعة بعض محطات الإرسال التي أصابها القدم ولكن يحل محله الموقع الإلكتروني أو “الابلكيشن” الخاص بـ مصر المحلية أو من خلال موقع البحث “جوجل”، أو المحطة الفضائية تردد 766 على القمر الصناعي نايل سات فهي لها أكثر من مجال يمكن الاستماع إليها من خلاله.
البرامج
وعن أهم البرامج التي تبثها شبكة صوت العرب، أوضحت أن صوت العرب تقدم برامج كثيرة جدا لأن إرسالها على مدار 24 ساعة، مضيفة “على سبيل المثال وليس الحصر، برنامج “صباح الخير يا عرب”، “العرب هذا المساء”، “أنا في انتظارك”، “أسرتي” ، بالإضافة إلى إطلاق برنامج جديد بعنوان “هاتريك”، وهناك الفترات الإخبارية الممتدة على مدار اليوم، غير البرامج السياسية والإخبارية بجانب النشرات الاخبارية، وعرض الأنباء والعناوين الإخبارية، بجانب التعليقات السياسية والتحليلات الإخبارية والبرامج المختلفة مثل “حوار مع مستمع” وأيضاً “تليفون وميكروفون” وهذه فتره مفتوحة.
وفى تفاصيل أخرى عن البرامج المختلفة، قالت “هيكل” هناك من برامج التوك شو برنامج “بالعربي” يذاع على مدار 5 أيام في الأسبوع، وسيتم إذاعة برنامج جديد وهو “ما وراء التريند”؛ ليتواءم مع وسائل التواصل المتواجدة وفكرة “التريند” وكيف يتم صناعته ويتم وصوله لمراحل معينة وماذا ينتج عند وصوله لتلك المراحل، هذا بالإضافة إلى برامج تخص تراث صوت العرب.
طالع المزيد:
– أهمها إطلاق حوار سورى – سورى.. 6 توصيات لمواجهة التغيير الديموغرافى ووحدة الدولة السورية
– د. أيمن الرقب لـ«بيان»: مطلوب سحب الاعتراف بإسرائيل ووقف العمل بمخرجات أوسلو
يأتى هذا بجانب برنامج مهم جدا (والكلام لهيكل) والبرنامج اسمه “ياسادة يا كرام” وهو يتناول الحياة الثقافية في مصر وفي المنطقة العربية وأحيانا يصل لتفاصيل العالم الخارجي وهناك برامج قصيرة مثل برنامج “كل يوم كتاب” الذي يستعرض كل يوم كتاب مختلف سواء كان المؤلف مصري أو عربي أو أجنبي، ووجهت الشكر لجميع الزملاء على هذا المجهود وهذه المسئولية لتنوع الأفكار الإذاعية لديهم.
التوظيف
وبسؤالها عن حقيقة معلومة أن صوت العرب، تم توظيفها فى بعض المهمات الوطنية، كما شاهدنا في فيلم الطريق إلى إيلات، أكدت منال هيكل هذه المعلومة مشيرة إلى أنه يتم استخدام الاذاعة بشكل خاص عن طريق الشفرات؛ لإيصال رسائل معينة في ظروف معينة والفيلم وضح جزء كبير منها.
وبسؤالها: هل هناك تنافس بين إذاعة صوت العرب والإذاعات الخاصة أم أن هناك تكامل بينهما، أجابت “هيكل” أن لكل إذاعة الشكل الخاص بها ومضمون خاص وهناك قدر من المنافسة لأن كل إذاعة سواء رسمية أو خاصة فتمتلك مضمون مختلف وهدف معين وإذا افترضنا أن هناك نسبة تكامل فجمهور الإذاعة الخاصة يختلف عن جمهور الإذاعة الحكومية.
المشوار المهنى والوظيفى
وعن مشوار منال هيكل المهنى والوظيفى، وقصة انشضمامها لـ “صوت العرب”، وهل كانت “صوت العرب” هي هدفها الأول أم جاء انضمامها لها بمحض الصدفة، أوضحت أن الصدفة والظروف، لعبا دور فى هذا، إضافة إلى أن طبيعة الإذاعة في “صوت العرب” ساعدت أن تكون مناسبة لتفاصيل كثيرة بالنسبة لها فهناك جمع مابين الصدفه وبعض الظروف التي أتاحت عملها في الإذاعة ولم يكن هناك مايتعارض مع طبيعة عملها.
وعن التحديات التي واجهتها بعد توليها منصب رئيس شبكة صوت العرب، أكدت أن مجال الإعلام لا يخلو من التحديات، مضيفة أن هناك الكثير من التحديات والظروف المختلفة عن السابق سواء في طبيعة القضايا المطروحة التي يتم تناولها، والتي تختلف من زمن لزمن، وإلى طبيعة الأدوات المستخدمة في العمل الإذاعي وطبيعة العاملين بالإذاعة، وكل هذا يعتبر من التحديات التي يجب عمل حالة من المواءمة؛ ليتم تقديم برامج تناسب كل الظروف والتحديات الموجودة وتناسب طبيعة العاملين بالإذاعة.
خطة النهوض
وبسؤالها عن خطتها للنهوض بشبكة صوت العرب، أجابت أن إذاعة صوت العرب في حالة تطوير مستمر سواء في وجودها أو مع الرؤساء الذين سبقوها في نفس المنصب.
واختتمت مستدركة: “لكن حالة التطوير تختلف من فترة زمنية لفترة أخرى فكل فتره لها حالة التطوير الخاصة بها ومع كل من سبقوني كان هناك حالة من النهوض بصوت العرب ولكن بشكل ملائم للظروف والوقت الزمني الذي تولى فيه هؤلاء الأساتذة العظماء هذا المنصب”.