وضع أسرة مصرية في إيطاليا تحت الإقامة الجبرية.. والسبب !

إكرامى هاشم

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

تم وضع أسرة مصرية مقيمة في مدينة ميلانو الإيطالية رهن الإقامة الجبرية ونزع ابنتهم البالغة من العمر 16 عاما ووضعها في أحد دور الرعاية الإجتماعية التابعة لمكتب الشؤون الاجتماعية لبلدية ميلانو.

وتم اتخاذ هذا القرار وتنفيذه، بسبب إبلاغ الفتاة لمدرسيها في مدرستها الثانوية التي تدرس بها عن تعرضها للعنف الجسدي واللفظي من قبل أسرتها المكونة من الأب والأم و شقيق يكبرها بعدة أعوام .

وبحسب القانون الإيطالي يتم إستبعاد القصّر عن أسرهم في حال ثبوت تعرضهم لأي نوع من أنواع العنف أو الأضطهاد أو التضييق علي حريتهم من قبل الأسرة أو أحد أطرافها.

وبعد إعتراف الفتاة لمعلميها بالمدرسة قامت إدارة المدرسة بدورها بإبلاغ مكتب الشؤون الإجتماعية بالبلدية التابعة لها والذي قام علي الفور بالتحرك وتحري الأمر، وعقد جلسات إستماع للفتاة التي أخبرتهم بالقصة حيث أن الفتاة، والمولودة في إيطاليا علي علاقة عاطفية مع شاب إيطالي الأمر الذي ترفضه الأسرة لتعارضه مع الثقافة والتقاليد العربية الأمر الذي دفعهم لتعنيفها علي مدار بضعة أشهر دون جدوي إلي أن تطور الأمر بتدخل شقيقها الذي يكبرها، وقيامه بالإعتداء عليها بالضرب.

ولاحظ معلمو الفتاة بالمدرسة، آثار الاعتداء على الفتاة، حيث بدت متعبة في وجهها مع بعض الكدمات على وجهها وبعض الخدوش على ذراعيها وصدرها، وكذلك خائفة وصامتة للغاية و بدورها قام مكتب الشؤون بعمل بلاغ في الشرطة التي قامت بإستجواب أفراد الأسرة.

طالع المزيد:

ولم يتوقف الأمر عند حد الإعتداء علي الفتاة فحسب بل تطور بقيام الأسرة بالإعتداء أيضا علي الشاب صديق الفتاة و علي الفور قامت السلطات بتطبيق الإجراءات المتبعة في مثل تلك الحالات و قامت بنزع الفتاة من أسرتها ووضعها داخل إحدي دور الرعاية تحت إشراف مكتب الشؤون الإجتماعية بالبلدية وفرض الإقامة الجبرية علي أفراد الأسرة .

الواقعة، تفتح ملفا شائكا عن اختلاف العادات والتقاليد، والثقافة بين الشرق والغرب، حيث أن هناك العديد من الأسر ذات الأصول العربية المقيمة في إيطاليا تعاني كثيرا بسبب تعارض العادات و الثقافة الغربية مع العادات و التقاليد الغربية، لاسيما مع أبناء تلك الأسر الذين وجدوا أنفسهم بين شقي رحي و في معادلة صعبة علي الكثير من أبناء الجيل الجديد من العرب في إيطاليا، وتكمن صعوبتها فى تعارض رغبتهم في الحياة علي الطريقة الغربية أسوة بأقرانهم من أبناء البلد الأصليين ورغبة أسرهم في تربيتهم علي الطريقة الشرقية و العادات العربية.

وبسبب اختلاف المفاهيم والروىء، يحدث الصدام بين الأبناء وعائليهم، يحدث الصراع، وتسقط المعادلة.

وكنا قد نشرنا من قبل فى “بيان” قصة الفتاة الباكستانية سامان عباس و التي قتلت علي يد أسرتها بسبب علاقتها بشاب في إيطاليا و رفضها الزواج من أحد أبناء عمومتها العام الماضي .

اقرأ أيضا:

وجدير بالذكر أن مشكلة الفتاة المصرية ليست الأولي و لن تكون الأخيرة، بل هي حلقة جديدة من حلقات الصراع بين الإندماج في المجتماعات الغربية مع الحفاظ علي الهوية العربية والشرقية.

زر الذهاب إلى الأعلى