إسلام كمال يكتب: إلى زملائي الصحفيين.. قبل أن تصوتوا في انتخاباتنا
للمرة المليون، أتمنى على أصدقائي وزملائي المرشحين في موقع النقيب والاعضاء بانتخابات نقابة الصحفيين المرتقبة آلا يتواصلوا معى في هذا الشأن.. لأنى مقاطع تماما، وكل من أقدرهم تواصلت معهم واعتذرت لهم عن هذه المقاطعة المضطر لها، وسط هذه الأجواء، وتمنيت لهم النجاح ودعوت لهم بالعون.
أهلا بهم في أى شأن آخر، فكلهم مقدرون لدى، من أعرفه ومن لا أعرفه ، إنما هذه الملهاة السخيفة فشكرا جزيلا، عندما تكون هناك صحافة وبالتالى نقابة نتكلم مرة أخرى.
كل التوفيق والتقدير لكل زملائي المرشحين، وأغلبهم متيقنون بالطبع إن موقفي هذا ليس موقفا منهم بالمرة، وإن شاء الله يمر يوم الجمعة المقبل على خير وللخير للجميع.
وهذا لا يعنى بالمرة إنى لا أتمنى أن تربح أسماء بأعينها في موقع النقيب والأعضاء، وسأتأثر جدا لو وصلت أسماء أخرى، حتى لا يزيد المشهد تعقدا.
ولا تعنى مقاطعتى الإجرائية إنى بعيدا عن تفاصيل وكواليس المشهد وتفاعلاته، ولى العديد من التساؤلات حيال ذلك:
– الكثير من المرشحين خارج نسق المشهد، ويتصورون أنفسهم إننا في أجواء طبيعية لا مصيرية، ويعتقدون أن القصة كراسي وجولات وتصريحات، وهذا في حد ذاته أمر في غاية الإحباط.
– كان من الغريب أن تساند صحيفة قومية رئيس تحريرها على صفحاتها،وكأنه غريبا عنها، والأغرب إن المرشح المنافس تذكر زميلا ودفع له الكفالة في قضية منظورة، والسؤال الآن هل لو كنت غير مرشح كنت ستتذكره، وهل تفعل مع كل الصحفيين المأزومين ذلك، وهل الحل أساسا، هو دفع كفالة في قضية منظورة؟!
– ماذا يريد نائب من مقعد عضو مجلس النقابة الذي استقال منه أساسا مؤخرا، ولماذا تأخر إنجاز واجهة النقابة طوال هذه السنوات، طالما كان من الممكن إنجازها في وقت وجيز، كما حدث بالفعل، وهل هذا الشكل الجديد مناسب للرونق التاريخى لمبنى نقابة الصحفيين ووسط البلد؟!
– قضايا كثيرة أثيرت خلال الجدالات التى سبقت الانتخابات، وأهمها الأجور والبدل والتشريعات وحقوق الصحفيين لدى السوشيال ميديا وسقف النشر والصحفيون والصحفيات الموجودون بالسجون..لكنها للأسف حلقة مفرغة، فأغلب البارزين في الصورة كانوا قيادات في مجالس سابقة ولم يفعلوا شيئا في الغالب، فما الفارق الآن حتى يغيروا شيئا بالفعل؟!
*هناك مرشحون كانوا أعضاء في مجالس يتمتعون بشعبية هائلة، من معسكرهم وأغلب الجمعية العمومية، للأسف لم يستفيدوا من استثمار هذه القوة لتقديم خطط ومشروعات قانونية وتبصيرية تخدم النقابة والمهنة، تكتب أسماءهم في التاريخ، ولذلك لا انتظر منهم خيرا، وهم فائزون قبل بداية الانتخابات أساسا بالمناسبة..وأتمنى أن يستفيدوا من اخطاء الماضي، ولا يضيعوا الفرصة.
– في إطار التغييرات المتوقعة في قوانين الصحافة، أتمنى زيادة مقاعد مجالس النقابة، وللأسف سأدعو لتمييز إيجابي كما هو في البرلمان، لأننى كنت أحسب الصحفيين مختلفين، وللأسف هم ليسوا كذلك، والتمييز سيكون لصالح المرآة وذوى الهمم والصحافة الإلكترونية، وأتمنى حماية المؤسسات القومية والحزبية والإلكترونية.
– من ضمن إيجابيات هذا المشهد القليلة للأسف، بروز دورا مهما للعديد من المواقع الإلكترونية في توصيل أصوات المرشحين، وهى كانت دعايا متبادلة ومقايضة ما، لتحقيق شهرة أوسع لهذه المواقع، وهى فكرة ذكية من مسؤوليها.
– كان من الملاحظ إنضمام المواقع الجديدة والجرائد الصغيرة القديمة وحتى مدينة الإنتاج الإعلامى وصحفيى الأقاليم لجولات أغلب المرشحين، مما أبرزهم بشكل أو آخر، وهذا مفيد جدا لإثراء الساحة.
– هناك زملاء مرشحون، لم أرى لهم مقالا واحدا منذ فترة، لكنهم منذ بداية الحملات الانتخابية أدهشونا بكم الآراء والمواقف والتصريحات.
– من ضمن مفارقات هذه الانتخابات، الفقرات الافتتاحية التى يستهل بها المرشحون بوستاتهم بالسوشيال ميديا على صور جولاتهم بالصحف والمواقع، وطبعا تكون كلها إطراءات ولم يشر أحدهم لأزمة أو أمر ما فى هذه الصحف والمواقع، فمتى يتكلمون ويتحركون إذا؟!
– لاتزال آفة الاستقطاب السياسي وخلافه متصاعدة بين معسكرى أغلب المرشحين، وهى آفة مجتمع كنت أحسب أن الصحفيين يختلفون عنه، لكن للأسف لا اختلاف.
– العبارات الحنجورية من مدعى البطولة، الذين يبحثون لهم عن دور، من نوعية إنهم لو وصلوا سيتم فرض الحراسة على النقابة، مناورات مكشوفة والصحفيون أرقي من اللعب عليهم بهذه الطرق، والغريب إنه هو نفسه ناقض نفسه بعد ذلك، وقال إنه ليس صداميا، بل وله دور في زيادة البدل لألف جنيه تماشيا مع قرارات الرئيس الأخيرة، وفق ترويجات فريقه.
– أقول للزملاء المرشحين أن الصحفيين مهما تعقدت تحدياتهم هم أسمى من العروض الساذجة التى يقدمها بعضهم، من نوعية خمسين في المائة على تذاكر المواصلات العامة بالقاهرة وبكارنيه خاص، ونوعية التعاقد مع شركة حانوتى.. أين الفكر ياسادة وأين التعاون فيما بينكم، كل بعلاقاته لتقديم أفخم وأرفع الخدمات للصحفيين، أو البعد عن هذه المساحة أساسا، والاكتفاء بالأفكار، كما فعل الكثيرون.
– أخيرا، بالنسبة للتعازى، التى قدمها أغلب المرشحين على زملاء فقدناهم خلال فترة الحملات الانتخابية..هل كنتم ستفعلون ذلك في الأيام العادية؟!..ترفعوا يرحمكم الله..ولا تفعلوا كمرشحى البرلمان الذين يذهبوا للمآتم والأفراح خلال الحملات الانتخابية.
– لا يمكن أن أنهى تعليقاتى عن المشهد الانتخابي الصحفي، دون أن أعبر عن قلقي من دخول جمعيات التمويل الأجنبية للنقابة من خلال بعض من يعرفهم الكثيرين، وأيضا تساؤلات البعض عن تدخلات ما من جهات ما في الانتخابات من اختيار المرشحين وحتى التجييش وخلافه..والأمر في حاجة لردود حاسمة.
– الجميع يعرف اختلافاتى مع أستاذ يحى قلاش نقيب الصحفيين السابق، وأيضا اختلافاتى مع دكتور ضياء رشوان نقيب الصحفيين، حتى الآن، لكن جميعنا نرفض أى تطاول اخلاقي أو شخصي، المساحة مفتوحة فقط للانتقادات المحترفة في سياقات مهنية لا شخصية، ولا أعرف كيف يقبل الكبار بما فيهم مرشحون هذا التجاوز؟!، وموقفى هذا لا يعنى عدم اختلافي الشديد مع من يدعمه أ قلاش، لكن لكل حدث حديث.
– استقبالات بعض رؤساء التحرير لكل المرشحين، وفي المقابل استقبال رؤساء تحرير أخرين لمرشحين بأعينهم ورفض مرشحين آخرين، كان موقفا مستفزا، ويكشف قدر كل رئيس تحرير، فالصحف والمواقع مفتوحة للجميع خلال الانتخابات مهما كانت الاختلافات، أقول ذلك مع اختلافي الشديد مع بعض المرشحين بين النقيب والعضوية، لكن الاحترافية والمهنية توجب ذلك.
– نهاية.. زملائي المقربون دعونى لأكمل مقاطعتى وآلا أعلق بأمور تحدث سوء تفاهم لدى البعض، لكن يعلم الله نيتى، ومن يعرفنى يدرك هدفى، كل التقدير والتحية والخير للجميع، وأعان الله الصحفيين المهنيين وتحيا مصرنا.