لأول مرة: زيارة لبيت العائلة الإبراهيمية بأبو ظبى.. صور
كتب: عاطف عبد الغنى
الخميس الأول من شهر مارس الحالى 2023، بدأ بيت العائلة الإبراهيمية، فى أبو ظبى بدولة الإمارات، فى استقبال الزوار.
وكان، مجمّع الأديان الإبراهيمية الثلاثة قد تم تدشينه فى 18 فبراير الماضى، ويضم ثلاثة دور للعبادة، مسجداً إسلاميا، وكنيسة مسيحية، وكنيساً يهوديا.
الرؤية الرسمية لدولة الإمارات، عن هذا المشروع الروحى، تؤكد على أنه يعكس قيم الدولة الخليجية بشأن تلاقي الإنسانية وحوار الثقافات، والتنوع الذي تتسم به الإمارات، وأنه أيضا يكرّس الجهود لتعزيز التعايش السلمي للأجيال القادمة، ويستلهم مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في أبوظبي عام 2019.
وتتسق الرؤية الإماراتية أيضا مع التنوع الديموجرافى الذى تتسم به دولة الإمارات، حيث تحتضن اليوم أكثر من (200) جنسية من أنحاء العالم، المختلفة.
يضم بيت العائلة الإبراهيمية 3 دور للعبادة، مسجدا يحمل اسم فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وكنيسة قداسة البابا فرانسيس، وكنيس موسى بن ميمون (الفيلسوف اليهودى المشهور)، وتتيح هذه المرافق للزوار فرصة الاستفادة من الخدمات الدينية التي توفرها، وممارسة شعائرهم وعباداتهم.
وكما أسلفنا، بدأ قبل أيام قليلة، تم إتاحة عدد من الخدمات للزوار مثل: حجز الجولات الإرشادية، والمشاركة في الاحتفالات الدينية، والإطلاع على المعتقدات الإيمانية والدينية المختلفة.
متساوية الأحجام والمكانة
دور العبادة الثلاثة، التى يضمها البيت، أو المجمّع، متساوية الأحجام والمكانة، في رمزية تعكس الديانات الثلاث على اختلافها وقام بتصميممها المهندس المعماري العالمي، السير ديفيد أدجايي، لتجسد القواسم المشتركة بين الديانات الإبراهيمية الثلاث من خلال أبعادها الخارجية العامة، مع استخدام الرموز المعمارية، والخصوصية التي تميز كل نمط معماري لكل ديانة على حدة.
ويأخذ كل مبنى من مبانى دور العبادة شكل مكعب يبلغ عمقه (30) متراً، وعرضه (30) متراً وارتفاعه (30) متراً، يتجه المسجد باتجاه مكة، بينما تتجه الكنيسة نحو الشرق، أما الكنيس فيتجه نحو القدس، بينما تعكس الحديقة التي تربط المباني الثلاثة، رمزية الحدائق ودلالاتها الإيمانية التي تحفل بها الديانات الثلاث.
ملتقى ومعرضا وحديقة
كما يضم بيت العائلة الإبراهيمية ملتقى ومعرضا وحديقة حيث يوفر الملتقى منصة للحوار المفتوح وتبادل المعارف والخبرات والتجارب، كما يدعو المعرض العام إلى التأمل في عبادات ومعتقدات الديانات الإبراهيمية، بينما توفر الحديقة والملتقى منصة للقاءات الحوارية والندوات العامة ومبادرات الشباب حيث سيسهم برنامج الفعاليات الحافل في تعزيز تبادل المعرفة والتفاهم المشترك بين الأديان.
المعماري صاحب التصميم
وفى مقابلة أجراها موقع “جويش إنسايدر jewish insider ” اليهودى، مع المهندس ديفيد أدجاي، المعماري الذى يحمل الجنسيتين الغانية، والبريطانية، والذى قام بتصميم منزل العائلة الإبراهيمة، تم سؤاله عن مصدر الإلهام الذى أنتج تصميمه لبيوت العبادة الثلاثة التي صممها – كنيسة كاثوليكية، ومسجد إسلامى، وكنيس يهودي قائمة
طالع المزيد:
– إسرائيل: 4 دول عربية وإسلامية مرشحة للانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية
– شاهد بالفيديو| دين الماسونية.. عبد الغنى يواصل فضح مخطط «الإبراهيمية الصهيونية»
جنبًا إلى جنب في مجمع ضخم متعدد الأديان في جزيرة السعديات، المركز الثقافي في أبو ظبي.
قال أدجاى إن “التاريخ العميق لجميع الأديان” كان مصدر إلهام للكنيس اليهودى، الذي سمي على اسم الفيلسوف الحاخامي في القرن الثاني عشر موسى بن ميمون ، وكنيسة قداسة البابا فرنسيس ، التي سميت على اسم القديس فرنسيس الأسيزي ، والإمام الطيب، مسجد سمي على اسم الإمام الأكبر للجامع الأزهر في القاهرة.
وحسب الموقع الأليكترونى اليهودى، قال أدجاي إن مصدر إلهامه للكنيس الموجه نحو القدس هو يوم العيد اليهودي “سكوت” أحد الأعياد المركزية في اليهودية، ويُعرف بالعبرية “سوكوت” أي “المظال” أو “العُرش”، مضيفا أن العوارض المتقاطعة التي ترتفع إلى السطح، تسمح للضوء بالمرور من خلال الفجوات، وتمثل سعف النخيل أو النباتات التي تغطي السكة، وتسمح للمصلين بالتطلع “إلى السماء”.
ويحتوي كل من دور العبادة المكعبة الشكل في المجمع الذي تبلغ مساحته 6500 متر مربع على فناء به خاصية مائية ومساحات ملحقة خاصة بتقاليدهم وممارساتهم الدينية. ترتبط المنازل بحديقة مرتفعة.
فى سيرة أدجاى أنه قام بأعمال المتحف الوطني للتاريخ والثقافة الأمريكية الأفريقية في واشنطن العاصمة ، والكاتدرائية الوطنية في غانا.
وراعى أدجاى فى تصميمه لمنزل العائلة الإبراهيمية أن يشمل خيمة شبكية من البرونز – ترمز إلى المسكن الأصلي، وتسمح بتدفق شلالات الضوء من كوة في السقف، مما يسمح بدخول شمس الظهيرة ويخلق تأثير الضوء الخافت، وهو موضوع ينتقل عبر دور العبادة الثلاثة.
كما راعى أدجاى في تصميم الكنيسة، على أن يضع عوارض خشبية عمودية بأطوال مختلفة تتدلى من السقف، مما يسمح بالاستفادة من الضوء الطبيعي، للشمس، حيث تتجه الكنيسة إلى الشرق، موضع شروق الشمس ، حيث يعتبر النور رمزا للألوهية فى المسيحية.
يقول أدجاى إن “فكرة العهد الجديد هي أن روح الرب معك، إذن فالأمر يتعلق بقوة الرب ، بما في ذلك الحجرة بأكملها، وليس المذبح فقط. لذا وضعت بهذه الأعمدة لتقسم الضوء،ويتسلل الضوء الخافت من بينها ليغمر المصلين”.
وفي المسجد ، الموجه نحو “الكعبة” قبلة المسلمين، سلط أدجاي الضوء على الشبكة الداخلية المكونة من أربعة أعمدة والتي تخلق تسعة أقبية صاعدة توجه الزوار نحو المحراب، الذى يتجه نحو الكعبة.
وتشير الأعمدة الأربعة، وفقًا لشروحات عن الموقع المقدس، إلى “المفهوم الإسلامي للاستقرار والنظام والامتلاء المنسوب إلى الرقم أربعة”.