خريطة إسرائيل الكبري التى أشعل بها سموطرتيش المشهد

كتب: إسلام كمال

بعد ساعات من اجتماع شرم الشيخ الأمنى، الذي هدف للتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فجرت تصريحات وزير المالية الإسرائيلية والوزير بوزارة الدفاع الإسرائيلى، بتسلئيل سموتريتش الصهيونية الصريحة، الذي أنكر فيها وجود دولة فلسطينية وشعب فلسطينى من الأساس، خلال اجتماع صهيوني كبير بباريس، المشهد من جديد، وكأن شئ لم يكن، فأفشل اجتماع شرم الشيخ، كما أفشل اجتماع العقبة هو وائتلافه.

صهيونى خطير

هذا الاجتماع الصهيونى الخطير، الذي لم يهتم الإعلام العربي والمصري بتغطيته وتحليل ابعاده المعقدة كالعادة، رغم مساسه بالأمن القومى العربي والسيادة العربية، كان شعاره خريطة ما تسمى بـ “إسرائيل الكبرى”، لكن بدون الجزء المصري، وسط تساؤلات عديدة في هذا الشان، نعود لها في مساحة خاصة قادمة.. لكن الخريطة المشار لها، تمس سيادة باقي الاراضي الفلسطينية المحتلة، بخلاف مساحات من الأردن والسعودية .

انتقادات واسعة

ولاقت تصريحات هذا الوزير المستوطن، انتقادات واسعة عربية ودولية، بالذات من الجانب الأردني ومن وراءه الأمريكى والأوروبي، لكن لم تتحرك الدبلوماسية السعودية ولا الفرنسية حيالها.

واستدعت الخارجية الأردنية السفير الإسرائيلي بعمان، للاحتجاج على تصريحات وممارسات سموتريتش بعد أن تم تصويره وهو يتحدث بجوار منبر يحتوي على خريطة لإسرائيل بحدود موسعة تضم المملكة كجزء من الدولة اليهودية المزعومة.

طالع المزيد:

بن جفير الإسرائيلى اليمينى المتطرف يهدد بمحو السلطة الفلسطينية

مصر ترد على تصريحات وزير إسرائيلي أنكر وجود الشعب الفلسطيني

وكانت الخريطة تشير إلى الحدود التاريخية لفلسطين التي كانت تحت سيطرة البريطانيين خلال الانتداب، وعندما كانت الحركات الصهيونية تأمل في منح اليهود احتلال كل تلك المنطقة، لكن في النهاية، أعطت بريطانيا الجزء الشرقي للحكام الهاشميين، بينما استولت إسرائيل على فلسطين الجزء الغربي من نهر الأردن وشنت عمليات قتل وتهجير لسكانها الفلسطينيين.

لا تزال قيد الاستخدام

وأشارت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية المقربة من نتنياهو إلى أن الخريطة لا تزال قيد الاستخدام من قبل

 سموتريتش
سموتريتش

بعض الدوائر اليمينية بإسرائيل، على الرغم من أن إسرائيل لم تتبنى أبدًا الرغبة في السيطرة على الأردن.

ونددت عمان بخطوة سموتريتش اليمينية المتشددة، قائلة إنها خطوة استفزازية لوزير “متطرف” و “عنصري” انتهك الأعراف الدولية ومعاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل.

وتصدر الخطاب الذي ألقاه سموتريتش في باريس، عناوين الصحف الإسرائيلية بسبب تصريحاته ضد مطالبة الفلسطينيين بأن تكون لهم دولة، مدعيا أنه “لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، ولا يوجد له تاريخ أو ثقافة أو عملة.

فى ذات اليوم

وألقى سموتريتش، الذي يرأس حزبًا صهيونيا دينيًا قوميًا في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليميني المتشدد، الخطاب في نفس اليوم الذي التقى فيه مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون في منتجع شرم الشيخ المصري لإجراء محادثات لوقف التصعيد في الضفة قبل شهر رمضان المبارك.

وندد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بتصريحات سموتريتش، قائلا إنها ترقى إلى مستوى التحريض على العنف.

غضب الأردن

كما عبّر الأردن عن غضبه، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية سنان المجالي: “إنه سلوك استفزازي غير مسؤول من قبل وزير شاغل المنصب وبمثابة خرق للأعراف الدولية ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، وهذا السلوك المتطرف يدفع باتجاه التصعيد”.

وقال المجالي: “إن الأردن دعا الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ موقف واضح وصريح”.

محاولة للهروب

وكتبت وزارة الخارجية الإسرائيلية في وقت لاحق على تويتر: “إسرائيل ملتزمة باتفاقية السلام مع الأردن لعام 1994، ولم يطرأ أي تغيير على موقف إسرائيل التي تعترف بوحدة أراضي المملكة الهاشمية”.

وفى محاولة للهروب زعم متحدث باسم سموتريتش إن منظمي المؤتمر وضعوا المنصة وأن الوزير كان ضيفًا.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الفلسطينية: “إن إنكار القادة الإسرائيليين وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة في وطنه يعزز بيئة تغذي التطرف اليهودي والإرهاب ضد شعبنا”.

مجلس الأمن القومي الأمريكي

كما انتقد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي تصريحات سموتريتش، قائلا: “نحن نعترض بشدة على هذا النوع من اللغة، ولا نريد أن نرى أي خطاب يمكن أن يقف في الطريق أو يصبح عقبة أمام حل الدولتين القابل للحياة”.

الاتحاد الأوروبى

أما الاتحاد الأوروبي؛ فقال، إنه “يأسف بشدة لتعليق آخر غير مقبول من الوزير سموتريتش”، واصفا إياه بالخطير وسيأتي بنتائج عكسية.

موقف مصر

ورفضت مصر تصريحات سموتريتش، والذي أثار غضبًا عالميًا عندما قال إنه يجب “محو حوارة”، لكنه بعد إدانة دولية ادعى أنه “أخطأ في الكلام”، لكن لم يعتذر.. فهل هى زلة لسان أخرى من هذا الوزير الصهيونى المختل، أم إنها صراحة يجب أن نشكره عليها لأنه يفضح مخططات الصهاينة الحقيقية، التى تتطلب الوقت المناسب فقط لتنفيذها.

زر الذهاب إلى الأعلى