طارق متولى يكتب عناوين (4): الهداية والغواية
بداية الهداية هى أن تدل شخص على الخير والعمل الصالح والغواية أن تدل شخص على الشر والعمل الفاسد.
ما يهمنا هنا هو الحديث عن الغواية لأنها خطر يحيط بالإنسان ويمنع عنه الهداية .
الغواية أحد أهم أسلحة الشياطين ضد بنى الإنسان والتى من خلالها يوقعونه فى الشر ويبعدونه عن الخير .
الغواية هى خداع ونوع من السحر يمارسه بعض الرجال على النساء وبعض النساء على الرجال، وأحيانا يمارسه مجموعة من الناس على المجتمع بأسره.
والغواية بداية عمل شيطانى كما ذكرنا فى أول الحديت والهدف الأساسى منها هو إفساد أكبر قدر ممكن من الناس ودعوتهم لترك الفضيلة والأخلاق والتحرر من قيود المجتمعات والانغماس فى الذات وتحقيق الملذات الخاصة بها.
والغواية لها أساليب ووسائل وخطط يتبعها المغوين أو الغاوين وهى ما تجعل لهم تأثيرا على الناس وهى تشمل الآن جميع مناحى الحياة يعتمدون عليها للإيقاع بضحاياهم سواء فى العلاقات أو العمل، والبيع والتسويق التجاري وحتى السياسة فالمطلوب إحداث التأثير على الضحية حتى يطيعك تماما فيما تطلبه منه .
الصوت من أهم وسائل الإغواء بنغمة صوت حانية حسية معينة مع اختيار كلمات إيحائية يستطيع المتكلم أن يأسر من يحدثه عن طريق احداث إضطراب عاطفى لديه وإصطراب هنا بمعنى حركة فبينما تكون مشاعر المتلقى فى حالة سكون وهدوء يأتى كلام الشخص الغاوى بنبرة صوت تحرك مشاعره الدفينة فيستمع فى لذة لهذا الشخص ويقع تحت تأثيره ولهذا يقال إن من الكلام لسحر .
لاحظ أن غالبية الشركات تستخدم الفتيات صاحبات الصوت الناعم فى مكالمة العملاء للتسويق والبيع .
تذكر أيضا لماذا نهى الله عز وجل عن خضوع المرأة بالقول أى ترقيق الكلام وتنعيمه حتى لا يطمع من فى قلبه مرض أى ضعف ويتأثر بها وذلك عند مخاطبة نساء النبى صلى الله عليه وسلم فى الآية الكريمة ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾ [ سورة الأحزاب: 32].
والصوت ليس مقصورا على المرأة بل هناك من الرجال من يستخدمه أيضا للتأثير على النساء بل إن الرجل يستخدم الصوت والكلمات للغواية أكثر من المرأة .
المظهر من أهم أساليب الغواية هو المظهر المبهر ويكون أكثر فى النساء التى تعتمدن على جمالهن ومفاتنهن وتظهرهن بشكل يغوى أى شخص ويستخدمه الرجال أيضا فى شكل حسن اختيار الملابس والماركات والحركة التى تنم عن الثقة حتى يكون له تأثير على من يتعامل معه .
وهنا تأتى ديناميكية مهمة فى الإغواء وهى الإخفاء فالشخص المغوى سواء رجل أو امرأة يعتمد على التشويق تشويق المتلقى فالمرأة مثلا لا تظهر مفاتنها بصورة كاملة وإلا فقدت عامل التشويق والإثارة لذا فهى كما نرى فى كثير من الدعاية والأفلام تظهر جزء بسيط من مفاتنها حتى يستمر الضحية تحت سيطرتها يتابعها ويطيعها فيما تدعوه إليه من ضلال .
يعتمد الغاوين أيضا على الجرأة والمغامرة وكسر الحواجز والقيود فيلعب بذلك على حاجة الناس إلى التخلص من قيود الفضيلة والأخلاق ليطلق العنان لنفسه التى تبحث عن المتعة والسعادة دائما فيجد من يقدمها له ويستميله لها.
وكلما كان الشخص المغوى له مكانة كبيرة أو شعبية واسعة كان تأثيره أكبر، فى الغواية مثل مشاهير الفن والمجتمع
فكم من نجم أو شخص مشهور أغوى كثير من الشباب وهذا حدث على مر التاريخ لهذا يحرص الغاوين من شياطين الجن والإنس على غواية الشخص صاحب النجومية والشعبية الكبيرة لأنه بمجرد غوايته سيغوى عدد كبير من الناس.
حياة البشر منذ بدأ الخلق لم تخلو من الغواية والغاوين بدءا من غواية سيدنا آدم عليه السلام من قبل أبليس ليأكل من الشجرة وحتى وقتنا هذا، وإلى يوم القيامة بطرق مختلفة شيطانية ليس لها حصر لإفساد الإنسان ودعوته إلى الانحراف عن الطريق الصحيح طريق الهداية .
أخيرا لكى تكون عصيا على الغواية والإغواء يجب أن يكون لديك حصانة وخطوط دفاع تفهم وتحلل طرق الغواية وأساليبها وأن تنظر جيدا إلى العواقب المترتبة عليها، ولا تسمح من البداية ومنذ أول خطوة لشخص أن يلقى عليك شباك الغواية والإغواء مهما كانت مكانته فإنك بمجرد وقوعك فى الشباك سوف يصبح من الصعب الفكاك منها أو قطعها .