مائدة إفطار إسلامية فى كنيسة إيطالية.. روما تحتفل بشهر رمضان فى إفطار الأخوة (صور)
رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم
يتميز شهر رمضان المبارك بعاداته وتقاليده وروحانياته التي تأصلت داخل نفوس المسلمين في شتي بقاع الأرض والتي ربما تختلف من بلد إلي بلد ولكن ما يتفق عليه الجميع هو، سُنة الموائد الرمضانية التي تبعث في النفس إحساس البهجة بالشهر الكريم، ولاسيما بين تجمعات المهاجرين الذين يعيشون خارج أوطانهم، وخاصة في البلاد الأوروبية ذات الأقلية العربية و الذين يجدون فى الشهر الكريم فرصة لممارسة عاداتهم و طقوسهم، والتعبير عن هويتهم الإسلامية وذلك حين يجتمعون علي مائدة إفطار رمضانية تعود بذاكرتهم إلي الأجواء الرمضانية في بلدانهم الأصلية .
وقبل ساعات احتضنت العاصمة الإيطالية روما أكبر مائدة رمضانية، كان قد دعت إليها و نظمتها إدارة مسجد الهدي بروما بالتعاون مع إحدي أكبر الكنائس بالمدينة كنيسة (سانتا فيليشي) تحت شعار “إفطار الأخوة”.
إفطار الأخوة جمع أبناء الجالية العربية والإسلامية في أمسية رمضانية حضرها مايقرب من 400 شخص من مختلف الجنسيات العربية والإسلامية بروما بمشاركة شخصيات إيطالية عديدة في إشارة إلي تضامنهم مع الجاليات الإسلامية المتواجدة في إيطاليا و القريبة منهم .
تميزت مائدة الإفطار باشتمالها على مختلف الأطباق العربية المعروفة والتي شارك في تناولها مع العرب الايطاليون، وأعربوا عن إعجابهم الكبير بمذاقها.
وتميز الحفل أيضا بحضور العديد من الشخصيات، ورموز الجاليات العربية و الإسلامية بروما، وفى المقدمة رئيس الجالية المصرية بروما المهندس عادل عامر الذي أعرب لـ “بيان” عن مشاعره تجاه تنظيم الإفطار الرمضاني في كنيسة سانتا فليشي، مؤكدا أنها “رسالة قوية للعالم عن أن الدين الإسلامي دين تعايش و سلام و تقبل للآخر” حسب قوله .
كما شهد الحفل حضور فضيلة الدكتور الرفاعي الشحات عبد ربه عيسي مبعوث الأزهر الشريف وإمام المركز الإسلامي بروما والذي ألقى كلمة أعرب فيها عن شكره لإدارة كنيسة سانتا فليشي عن مبادرتها التي تعكس روح المجتمع الإيطالي المتسامح، قائلا إنها “تأتى تجسيدا حيا لتبادل الثقافات والحوار بين الحضارات والأديان” مؤكدا توسيع أفق التعاون والأخوة أكثر بين مجتمع الجالية الإسلامية في إيطاليا والمجتمع الإيطالي .
الشئ نفسه أكده البروفيسور فؤاد عوده رئيس جالية العالم العربي في إيطاليا، والذى يري أن هذه المبادرة فرصة كبيرة للحديث بين الأديان ووسيلة لترابط قوي بين المجتمعات المسلمة في إيطاليا، وغيرها من مجتمعات غير المسلمين، مضيفا أن مشاركة جالية العالم العربي في إيطاليا في هذه المبادرة يأتي رغبة في تعريف المجتمع الإيطالي بالعادات العربية والإسلامية .
وفى ذات السياق قالت الإعلامية “سيلڤيا بولتوك” مديرة مجلة SpecialUrasis أحد حضور الحفل، فى تصريح خاص لـ “بيان” إن وجودها كإيطالية في هذا التجمع رسالة تعبير عن إحترامها للعادات الإسلامية وتقديرها لمجتمع الجاليات المسلمة بإيطاليا و قربها من أبناء تلك الجاليات.
ومن أبرز الشخصيات العربية التى شاركت في حفل الإفطار، تأتى سهام زريلي رئيسة جمعية بالما سود وهى تونسية الأصل، وقالت لـ “بيان” : “إن تلك المبادرة تمهد الطريق للأجيال الجديدة و القادمة من أبناء الجاليات العربية والإسلامية في إيطاليا للحياة في مجتمع يتقبلهم أكثر كما أنها فرصة لغرس الثقافة و الهوية العربية و الإسلامية في نفوسهم” .
ومن المشاركين أيضا فى الحفل أحمد مبروك أحد رجال الأعمال المصريين بروما، والذى أعرب فى حديثه لـ “بيان” عن تقديره للدور الذي تقوم به إدارة مسجد الهدي في تنظيم تلك المناسبات، التي تخرج دائما بشكل مميز، مشيرا إلي أن تجمع هذا العام يأتي متزامنا مع ذكري العاشر من رمضان التي تحيي ذكري الإنتصارات العربية و فرصة لتجمع أبناء الجاليات الإسلامية والعربية من مختلف جنسياتهم .
شهد الحفل أيضا حضور عدد من شخصيات المجتمع و الإعلاميين، حيث حضر رئيس “تحالف الإعلاميين العرب” والمتحدث باسمه بروما الإعلامي محمد يوسف، وحضر مراسل “بيان” في إيطاليا الإعلامي إكرامي هاشم، وكذا عضو “التحالف” الكاتب الصحفي طلال خريس.
ومن المبدعين العرب بإيطاليا حضرت الشاعرة والأديبة الدكتورة منال سري وحضر ممثلون عن الجمعيات والجاليات العربية المختلفة و علي رأسهم السيد كامل بلعيطوش الأمين العام، ونائب رئيس جالية العالم العربي في إيطاليا، والداودي تلواني المتحدث باسم الجالية وفاطمة بن لاله رئيسة جمعية المهاجر بإيطاليا .
كان في استقبال الحضور أعضاء مجلس إدارة مسجد الهدي وعلي رأسهم فضيلة الشيخ محمد بن محمد إمام المسجد و ومحمد الحلو الشهير بأبو عمر رئيس جمعية مناصرة الشعب الفليسطيني، وزينب محمد رئيسة المسجد والملقبة “بالمرأة الحديدية بروما”.
وقد رحب الشيخ بن محمد باسادة الحضور في كلمة، أشاد فيها بالتجمع العربي و الإسلامي، مؤكدا حرص أبناء الجاليات العربية على ترسيخ العادات و التقاليد العربية في نفوس أبناءهم في المجتمعات الغربية، ومضيفا أن مبادرة إفطار الأخوة في رحاب كنيسة سانتا فيلشي هي دليل علي رغبة أبناء الجاليات الإسلامية في إيطاليا في الإندماج في المجتمع الإيطالي مع حفاظهم علي هويتهم العربية .
وفي تصريحات خاصة لـ “بيان” قالت زينب محمد رئيس مسجد الهدي إن حفل إفطار الأخوة الذي يقيمه المسجد بالتعاون مع الكنيسة كل عام هو تأكيد علي انفتاح المسلمين علي المجتمعات الأخري، وفرصة لإظهار الوجه الإيجابي للإسلام والمسلمين.
وأضافت “رئيس مسجد الهدي” أنها من خلال إدارتها للمسجد تحاول التأكيد علي ضرورة التواصل مع جميع أطياف المجتمع الإيطالي من أجل مد جسور التعاون والتبادل مشترك لصالح أبناء الجيل الجديد من الجاليات الإسلامية في إيطاليا.
وأجمل ما ميز الفاعلية هو رفع آذان المغرب في ساحة الكنيسة واصطفاف المصليين لأداء صلاة المغرب في ساحتها في مشهد أثار إعجاب الحاضرين، وأعلى من مشاعر الإخوة والاندماج الإنسانى والاجتماعي، الذي يعكس مدي احتواء إيطاليا لجميع الديانات و الأجناس علي أراضيها في إطار أجواء المحبة والإخاء والاحترام المشترك للقيم الدينية والإنسانية.