د. محمد ابراهيم بسيوني: دخان البخور يسبب سرطان الرئة
كتب: على طه
البخور عادة اجتماعية منتشرة وعادة يُستنشق بشدة ويتجاهل الكثير من الناس أضراره المؤثرة أكثر من غيره في بعض الحالات.
هو أحد العادات التي يتميز بها المصريين والعرب، إذ أن الدول العربية تعتبر أكثر دول العالم استهلاكا للبخور حيث يحرقون حسب بعض التقديرات لأكثر من 75 % من العود في العالم.
ويحذر د. محمد إبراهيم بسيوني، الأستاذ الزائر بطب المنيا من أن دخان البخور المستخدم في المنازل أو الأماكن العامة يحتوي على مواد يمكن أن تسبب سرطان الرئة.
ويوضح د. بسيونى فى تصريحات خاصة لـ “بيان” أن عملية حرق البخور ينتج عنها انطلاق كمية كبيرة من الغازات والمواد، والتي قد يكون بعضها ضار بصحة الإنسان.
ووفقا لدراسات علمية تم إجراؤها، تبين أن حرق البخور يطلق غاز أول أكسيد الكربون، وهو غاز سام عند زيادة تركيزه في الهواء عن الحد الطبيعي، كما وجد أن حرق البخور يؤدي إلى اطلاق غاز الفورملين ( الفورمالديهايد)، وهذا الغاز يؤثر بشكل كبير على الجهاز التنفسي.
وتدل بعض الدراسات أنه من المواد التي يعتقد في قدرتها على إحداث مرض السرطان، أيضا تنطلق مجموعة كبيرة من المواد الهيدروكربونية العطرية، والكاربونيلز carbonyls وغيرها من المركبات.
ويؤكد د. بسيونى أن هذه المواد قد تكون من الخشب المحترق الموجود في قطع أو أعواد البخور، وقد تكون ناشئة عن حرق مادة البخور نفسها، والتي يتم تصنيعها في العادة من مخاليط عطرية تشمل العود والمسك والعنبر ويضاف إليها أحيانا دهن الورد وتمزج تلك المكونات وتعجن على هيئة عود او أقراص توضع فوق الجمر.
ويضيف د. بسيونى من المبالغة، أن نقول أن مخاطر البخور كمخاطر التدخين، فمن غير المعقول مقارنة من يدخن 20 سيجارة بمن يشم البخور، لكن ينبغي التأكيد أن التعرض اليومي والطويل وفي أماكن مغلقة لدخان البخور، يشكل بالفعل خطرا على الإنسان.
وبناءا على دراسة امتدت لحوالي 12 عاما وشملت أكثر من 61 ألف شخص من المنحدرين من أصول صينية في سنغافورة، وجد أن هناك علاقة بين كثرة استنشاق البخور والإصابة بأنواع مختلفة من سرطان الجهاز التنفسي، الفم واللسان والحنجرة والرئتين، هذا الخطر ظهر لدى المدخنين وغير المدخنين.
والتعرض اليومي لاستنشاق دخان البخور له علاقة بسرطان الجزء العلوي من الجهاز التنفسي وهذا خطر حقيقي لا يجب إهماله.
ويقول د. بسيونى أن البخور يزيد من سوء بعض الأمراض الشائعة عند الناس كمرض الربو، وان هذا الدخان يثير نوبات من الربو الحادة بسبب قدرته على التحريض والإثارة للجهاز التنفسي، كما يؤثر دخان البخور على مرضى الالتهاب الرئوي والانسداد المزمن والتهابات الأنف.
لذلك يجمع الخبراء على ضرورة عدم استخدام البخور في الأماكن المغلقة، هذا يعني أن قليل منه غير ضار، لكن أن يتم نشر هذا الدخان في أماكن مكتظة بالناس وذات تهوية سيئة بحيث يغدو الهواء ثقيلا وقاتما وعابقا بالروائح العطرية للبخور فهذا أمر خطير، وفي حال لو رغب احدنا في نشر تلك العطور في مكان ما وفي المساجد مثلا، فمن الأفضل أن يتم حرق البخور عندما يكون المكان خاليا، وقبل أن يصل المصلون أو الناس ويتم تهوية المكان والتوقف عن إشعال البخور في وجودهم.
طالع المزيد:
– د. محمد إبراهيم بسيونى يكشف هذه الحقائق عن مرض السرطان
– د. محمد إبراهيم بسيوني: مقاومة المضادات الحيوية إحدى أكثر المشكلات الطبية الآن
ويضيف أستاذ الطب أنه من جهة أخرى ينبغي ممن يعانون من إمراض في الجهاز التنفسي وربو والحساسية عدم التعرض للبخور أو استنشاقه، علما أن هناك من يقوم بخلط البخور ببعض المواد الضارة، كأن يخلط مع الرصاص لزيادة وزنه بهدف الغش، هذا النوع من البخور سام، حيث أن الرصاص من المعادن الثقيلة والخطرة للغاية، فالاعتدال وعدم المبالغة مطلوبة، وان نقلل من استخدام البخور إلى اقل حد ممكن، وهذا أيضا ينطبق على ملطفات الجو ذات الأثر البليغ على الجهاز التنفسي للإنسان.
ويناشد د. بسيونى الجميع عدم المبالغة في استخدام البخور فمرضى الربو يثير البخور عندهم نوبات السُعَال وضيق التنفس سواءً في الأسواق، المساجد او المنازل فهناك طُرُق فعّالة لتطييب الأماكن بالرائحة التي تريدها من غير إضرار الآخرين.
كما يطالب أستاذ الطب وزارة الصحة والمهتمين من الجهات المسئولة العمل على إيقاف استعمال البخور في مراكز التسوق وغيرها من الأماكن العامة، لما فيه من أضرار صحية على الأفراد، خاصة كبار السن والاطفال ولمن يعانون من امراض رئوية والحساسية وغيرها.