إسلام كمال يكتب: التحالف السري بين نتنياهو ونصر الله!

إنها الحرب، حزب الله الذي كان يضرب هو والحرس الثورى طوال الأيام الأخيرة في سوريا بالمقاتلات الإسرائيلية التى عبرت من لبنان، يرد الآن فقط بحجة اقتحامات الاحتلال للأقصي، بأكبر هجوم منذ حرب لبنان الثانية في ٢٠٠٦!

اقرأ أيضا.. إسلام كمال يكتب: مجالس الأنتريهات !

وبالمناسبة، هذا ما توقعه معهد الأمن القومى الإسرائيلى inss في مؤتمره السنوى الأخير!

وكما كان يركز الجيش الإسرائيلي في مناوراته الأخيرة .. حرب في كل الجبهات!

إسرائيل وبالذات نتنياهو أعدوا لهذا السيناريو ، حتى ينقذ نتنياهو نفسه من ناحية ولترتيبات الشرق الأوسط الجديدة من ناحية أخرى!

حزب الله ينقذ نفسه من ترتيبات التطبيع السعودي الإيرانى، والذي يتطور كثيرا باللقاء الرباعي في بكين، فالسعودية لن ترضي بوضعية اعتيادية لحزب الله..وأيضا بشار مطالب بتحجيم حزب الله حتى يعود للصورة العربية والدولية.

وبالتالى فإن نتنياهو ونصر الله وجدوا ضالتهم في اقتحامات الأقصي، والمعروف تماما في التراث المخابراتى والأمنى الإسرائيلي، إن كنت تريد حرق الأرض فإقتحم الأقصي في رمضان، وهذه أبسط طريقة لأي تصعيد سريع محلى وإقليمى ودولى.

وبالطبع التصعيد الإسرائيلي الحالى، والذي تزامن مع زيادة غير اعتيادية في غارات تل أبيب على سوريا، بحجة عملية مجدو، التى أخترق فيها عنصر من حزب الله الحدود وترك قنبلة أودت بحياة مستوطن، ووقتها ركزت إسرائيل على التكتم على العملية ونشرت تفاصيلها بعد الرد عليها في تمركزات الحرس الثوري وحزب في سوريا، ورفضت تل أبيب الرد على حزب الله في لبنان خشية أن ينزل المستوطنين للملاجئ وهذا أمر ضاغط خاصة في فترة الأعياد، وهو نفس الأمر الذي يجعل إسرائيل تفكر كثيرا في أية حكومة قبل الرد على القذائف القادمة من غزة، كما هو الحال خلال الساعات الأخيرة.

وهذا التصعيد المحكم المتفق عليه وفق تصورى بين نصر الله ونتنياهو لفائدة الطرفين منه، يأتى على خلفية الإتفاق المرتقب بين الأمريكان والإيرانيين، والذي أبلغت به واشنطن تل ابيب رسميا، في ضربة كبيرة للإسرائيليين فخططوا لتعطيله بأية طريقة!

نتنياهو دعا لاجتماع أمنى عاجل، بعد إطلاق حوالى ٣٠ صاروخا من لبنان تجاه مستوطنات الشمال، والقبة الحديدية صدت عشرين منها، والأضرار قيد التقييم، وصفارات الانذار لا تتوقف، والمستوطنون نزلوا في الملاجئ في فترة الأعياد، وهذا أمر مزعج جدا على كل الأبعاد، كما أشرت، وبالتالى سترد إسرائيل وتتسع وتيرة المواجهة كما يريد نتنياهو ونصر الله، لكن هناك تقديرات إسرائيلية إن هناك كيانات فلسطينية تقف وراء الإطلاق من لبنان، وهذا فى حد ذاته تقييم خارج الواقع، فلماذا يحاول إسرائيليون عدم تحميل حزب الله المسئولية، لكن الحديث الأقرب يدور عن الفصائل الفلسطينية المتواجدة في لبنان، التى حصلت على الضوء الأخضر من حزب الله لضرب إسرائيل، وهذه الحرب بالإنابة المحتملة، لها عدة تصورات منها إن حزب الله لا يريد إحراج إيران بشكل مباشر مع السعودية وأمريكا التى تسير معهما بشكل كبير، ومن ناحية أخرى هى لعبة ريست يلاعب بها نصر الله الجميع، ليعرفوا أن تحجيمه لن ينهى القلق في الشمال الإسرائيلي ، أى أن القصة كلها هات وخد، لا أقصي ولا يحزنون، وعموما الأصابع تتجه صوب حماس والجهاد بدعم حزب الله، وإسرائيل بدأت ترد بالفعل الآن ، والمشهد مرشح للتصعيد أكثر وأكثر، وطبعا لا تحدثنى عن الأزمة الداخلية الإسرائيلية على خلفية مذبحة القضاء، والمظاهرات التى كانت قد قاربت المليون والعصيان المدنى والانقلاب العسكرى، فالكل سيكون في واحد، بحجة أن إسرائيل تحت التهديد، وبذلك يكون قد حقق نتنياهو ونصر الله أهدافهما!

زر الذهاب إلى الأعلى