“النافذة”.. حدوتة مصرية في إحياء صناعة الورق اليدوي
كتب: إسلام فليفل
الفكرة دائمًا بذرة.. وحينما يرويها الطموح، تنضج وتصبح شجرة فارعة مثمرة تعطى خيرها للجميع، هكذا كانت بداية مؤسسة “النافذة” التى رأت فى الأشجار والنباتات المصرية ما لم يره غيرها، وأسست لصناعة الورق اليدوى، بل وأنشأت الصناعة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى نافست المنتجات الأوروبية واليابانية، وباتت تطلب بالاسم.
اقرأ أيضاً.. الروائية الشابة ريم ياسر: أفضّل القراءة لنجيب محفوظ وأحب بلاغة العقاد
صعوبات كثيرة فى البداية، وعقبات كادت تقضى على الفكرة، قابلها القائمون على المؤسسة بالصبر والابتكار والمجهود المضاعف حتى باتت منتجات “النافذة” منافسا عالميا يطلب بالاسم فى بعض البلدان الأوروبية.
قصة نجاح “مؤسسة النافذة”، ترويها لنا إيناس خميس رئيس مجلس الإدارة فى تصريحات خاصة لموقع “بيان”.
مؤسسة النافذة
قالت خميس، أن فكرة صناعة الورق اليدوى تعود للدكتور محمد أبو النجا، الذى كان يطمح فى صناعة الورق من المخلفات الزراعية، وحاول ذلك منذ أكثر من 30 عاما، وبدأ وقتها فى إجراء العديد من الأبحاث على المخلفات، وقام بدراسة أنواع الأشجار كل على حدة ليكتشف مخرجاتها.
وأكملت، اكتشف الدكتور أبو النجا وقتها أنه يمكن استخراج الأوراق من نباتات أخرى غير قش الأرز، مثل شجر الموز، وورد النيل، حتى المخلفات الزراعية، باعتبارها جميعا يمكن أن يستخرج منها مادة “السيراوز”، وهى المادة الأساسية فى صناعة الورق، حتى أن نبات القطن يخرج نوعية جيدة جدا من الورق، وهى نتاج أبحاث هائلة أجراها عام 1996، قبل أن يسافر لليابان للحصول على منحة، واكتشف الدكتور محمد أبو النجا وقتها أنه يمكن تصنيع الورق فى مصانع صغيرة وغير مكلفة وممكن أن يكون فى ورشة صغيرة بالمنزل.
صناعة الورق اليدوي
وعن بداية الفكرة أكدت خميس، أنها كانت بمحافظة الإسكندرية، وحينما جاء تعين الدكتور محمد أبو النجا بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة انتقلنا جميعا للعيش فى القاهرة، ووقتها أردنا أن نستغل وقت الفراغ الكبير المتاح لنا بأن ننفذ فكرة اليابان، وبدأنا فكرة التأسيس فى عام 2005.
وقالت خميس، وجدنا مساندة كبيرة ممن حولنا، باعتبارها فكرة طموحة لان المصنع سيكون الأول فى مصر الذى يقوم بصناعة الورق اليدى وقتها، وكان لفظ صناعة الورق جديدا فى مصر، فهى مهنة موجودة فى دول شرق آسيا.
وأشارت إلى أن الورق اليدوى مختلف تماما عن الورق المصنع من ناحية الشكل والحجم فأكبر مقاس فى الورق اليدوى متر فى مترين ولون واحد، وباعتبار أن دراستنا كانت الفنون الجميلة فالأمر كان سهلا، وبدأنا فى التأسيس بمساندة مادية من مؤسسة الفنار ومؤسسة هيرميس، ودعم عدد من الحرفيين بمصر القديمة، والآن وصل عدد المتدربين لدينا أكثر من 200 فردا، وفى البداية كان لدينا 17 من الصم والبكم.
إيناس خميس
وعن تواجد عدد من الصم والبكم ضمن فريق العمل، قالت خميس، أن البداية كانت عام 2006، حينما حصل الدكتور أبو النجا على زمالة “أشوكا” التى تدعم المشروعات والأفكار الاجتماعية، وحينها كان هناك أحد المبدعين من خريجى الفنون الجميلة من الصم والبكم، فقام بعمل مؤسسة تجمع هذه الفئة، وطلب منا أن نتعاون معه بتدريب وتوظيف عدد منهم، وبالفعل استفدنا منهم وأفدناهم كثيرا.
وإختتمت، تلقينا دعم كبير من المؤسسات التابعة للدولة والتى تهتم بهذا الأمر، القيادة السياسية وفى مقدمتها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، يهتمون بالصناعة بشكلواضح، وهذا الأمر كان واضح فى منح أصحاب الصناعات الصغيرة مساعدات كبيرة لتنفيذ مشاريعهم دون أى ضغوط.