ناقدة فنية: “تحت الوصاية” حافظ على كافة الخطوط الدرامية بصورة متوازية
كتب: إسلام فليفل
أكدت الناقدة الفنية هبة سعد الدين، أن مسلسل “تحت الوصاية” من المسلسلات التى شهدت النجاح والتألق بصورة متكاملة وكأنها مباراة نجح كلا فريقيها فى التهديف وبالفعل نال الإستحسان بصورة واضحة.
اقرأ أيضا.. هبة سعد الدين تكشف تفاصيل دخولها المجال الإعلامي والإذاعي
وقالت سعد الدين، “متابعة السوشيال ميديا للحلقات كانت متلاحقة، وظهر بالفعل نجوم ليسوا بالأ بطال بالصورة المعتادة فقد كان كل من فريق العمل نجوم متألقين فى كل المشاهد، فوجدنا التعليق على أداء الأطفال وكل من ظهر فى مشهد وخلف كل ذلك مخرج أدار مشاهده بحرفيه عالية فاستطاع إخراج الطاقات الكامنة فى كل منهم”.
وأكملت، :”تحت الوصاية كان بمثابة تألق ونضج لأداء منى زكى وإختياراتها، ومن الواضح دقة إختيار منى لأعمالها فى الأونة الأخيرة؛ فنوعية الأعمال التى تختارها فى هذه المرحلة تختارها بعناية شديدة وتسعى للاختلاف ودورها هذه المرة فى “تحت الوصاية” ظهر إجتهادها بصورة جعلتها تذوب فى الشخصية وكل تفاصيلها حتى أننا نسينا منى الممثلة كما نسينا كل الممثلين الذين شاركوا وتذكرنا شخصياتهم فى المسلسل”.
وأشارت إلى أن مسلسل “تحت الوصاية” إعادة إكتشاف للمشاركين وبخاصة “عم ربيع” الفنان رشدى الشامى الذى أعاد مساحة تواجد الكبار للشاشة مرة أخرى، وبصورة عامة الجميع كانوا نجوما وذلك سر نجاح المسلسل.
وأكملت أن نجومية الممثلين فى كل الأدوار فى مسلسل “تحت الوصاية” وإعادة إكتشاف البعض منهم ونضج الآخر وماظهر من تألق بالتأكيد وراءه مخرج قادر على إدارة فريق عمله، وذلك يجعلنا ننظر للصورة بكليتها لنشاهد تفاصيل الكادرات سواء مع مشاعر الممثلين أو المكان وكافة التفاصيل التى لم يتركها المخرج محمد شاكر خضير.
وتابعت قائلة:”محمد شاكر صنع لوحة متكاملة سريعة الإيقاع وإستطاع النجاح فى كافة المهام الصعبة المتعلقة بالقصة وتفاصيلها والإنتقال من مكان لآخر والتصدى لمهنة الصيد وكافة أسرارها والجوانب الإنسانية المتعلقة بالقصة ككل، فقد أحسن إختيار الورق وإستطاع إعادة تقديمه على الشاشة بصورة أستطاعت جذب جميع المشاهدين بصورة إنسانية ناعمة لم تنساق للمأساة التى خلف الأحداث ولذلك إستمتع المشاهد”.
وشددت على أن مسلسل” تحت الوصاية “حافظ على كافة الخطوط الدرامية بصورة متوازية وهذا دفع إلى إنتباه الجمهور على مدى الأحداث؛ خاصة المشاهد ماقبل كل حلقة التى تشير بصورة مكثفة لسير الأحداث، وساعد على ذلك رسم الشخصيات وتطورها وصولاً إلى النهاية التى أحزنت المشاهدين، وقد اختزل المسلسل فى حلقاته الخمس عشرة تطور الأحداث وساعدت تقنية الفلاش باك على تكامل الحدث وجعل المشاهد يلم بالأحداث وتطورها والعوامل التى جعلت الأم تتخذ هذا القرار ومشكلاتها مع الجد وسيطرة العم على المال والقرارات اليومية المتعلقة الأبناء.
وأشارت سعد الدين إلى أن مسلسل “تحت الوصاية” ملأ كافة النقاط المفقودة فى العمل لتتضح الصورة بجوانبها المتكاملة من خلال تعدد الخطوط الدرامية ورسم الشخصيات والعودة إلى بعض المواقف مما جعل نسيج العمل كله يكتمل بصورة مميزة حافظت على الحس الإنسانى بدون الضغط على مشاعر المشاهد وذلك ما جعله يصل بصورة إنسانية تصل بين القلب والعقل.
وقالت سعد الدين، تأثير الدراما على القانون موجود منذ أعمال فريد شوقى وغيره من الفنانين الذين ساهموا فى تغيير بعض النصوص القانونية المتعلقة بالسابقة الأولى والسماح للمسجون بالخروج فى بعض الظروف، وهنا مع مسلسل تحت الوصاية يعود من جديد دور الفن فى التوقف عند الجوانب الإنسانية المتعلقة بتنفيذ النصوص القانونية التى بصورتها المعتادة لاشىء فيها؛ لكن الواقع يطرح جوانبه المتعددة التى تقدمها الدراما وتطرح المشكلات المتعلقة بالنصوص.
وأوضحت سعد الدين حديثها قائلة، أن القانون الذى يعود لعام ١٩٧١ بالتأكيد لابد من إعادة النظر فيه مرة اخرى ووضع الضوابط التى تحافظ على حقوق القصر دون إغفال لحقوق الأم، وأتصور ان الموضوع لن يكتفى بالوصاية بل سيتطور للعديد من الإجراءات التى يعانى منها الجميع وذلك جانب من دور الدراما، فقد قدم المسلسل مايتعلق به وترك للمنظمات ومؤسسات الدولة التحرك لتجاوز كافة الجوانب السلبية.
وأكدت سعد الدين، أن نوعية الأعمال ذات الخمس عشرة حلقة لم تكن بدايتها هذا العام، فقد ظهرت بصورة محدودة خلال السنوات الماضية من خلال بعض المسلسلات، ولكن هذا العام يمكن أن نطلق عليها ظاهرة نوعاً ما من خلال مسلسلات “الصفارة ومذكرات زوج” فى النصف الأول من رمضان، وتبعها “تحت الوصاية وجت سليمة”.
وتابعت سعدالدين قائلة:”ليست بجديدة على الدراما التى كانت سابقا أربع عشرة حلقة، ثم وصلنا إلى الثلاثين التى استمرت نتيجة العديد من الجوانب؛ لكن وجود المنصات سمح بوجود ستة وثمانية حلقات مما جعل الخمس عشرة تعود مرة أخرى بهذه الكثافة والعشر حلقات فى مسلسل حرب، هذه التطورات من حيث الكم طرحت الكيف فى الصدراة مرة أخرى بعيدا عن المط والتطويل، فحالة التكثيف فى الحلقات اعاد مرة أخرى البريق للدراما والدليل نجاح تلك المسلسلات بل تفوقها بصورة واضحة واستمتاع المشاهدين بها”.
وعن تصورها للممارسات النقدية، أشارت سعد الدين إلى أن النقد هو التقييم لأى شىء من خلال تحديد نقاط يمكن الاعتماد عليها فى الرؤية وذلك اساس كل شىء ان تضع “المعايير” ؛ ومن خلال ذلك يمكنك الرؤية وادراك معرفة مدى الابتكار كذلك والى أى مدى ساهم كل ذلك فى الموضوع، تخصصى النقد التليفزيوني وجانب منه السينمائي وذلك ما أمارسه من خلال مقالاتى على بوابة دار الهلال فى الوقت الحالى وتتناول كل ما يتعلق بالجوانب الفنية بصفة عامة.
وبسؤالها عن تنوع النقد، قالت هبة سعد الدين، بالتأكيد يتنوع بحسب المجال الذى يتعلق به وتختلف ادواته كذلك فالنقد الأدبى يختلف عن السينمائي أو التشكيلى وهكذا فكل منهم يختلف عن الآخر وبالتالى تختلف أدوات النقد.