أسماء خليل تكتب: 40% الأمانة فى أوروبا

هل حقًّا كما يدعي البعض أن الدول الأوروبية تملك قدرًا كبيرًا من الأمانة مقارنةً بالدول العربية؟!..

في أحد السنوات قام فريق بحث أوروبي بكثير من الجامعات، بعمل دراسة استقصائية في 40 بلدة أوروبية؛ حيث قام مساعدي فريق البحث بتوزيع 17ألف محفظة بها نقود، بشكل عشوائي على تلك البلدان، وأرفقوا مع كل واحدة بطاقة شخصية لصاحبها، وكذلك البريد الإلكتروني، وبدأ الفريق يتوقع ردود أفعال متباينة لما سوف يحدث،،

وبالفعل كانت النتيجة غير مرضية؛ فلم يُبَلِّغ سوى أكثر من 40% فقط ممن وجدوا المحافظ، وأعادوها لأصحابها أو الشرطة،،

إذا كانت تلك النسبة بالدول الأوروبية الأكثر ترفيها ومستوى اقتصادي ومعيشي، فكم ستكون النسبة بالدول النامية الأكثر فقرًا ؟!..

بحق..إن الأمانة هي الحياة، وليس لها علاقة بمستوى الفقر أو الغنى، والأمانة المادية هي واحدة من فروع كثيرة يحويها مفهوم الأمانة؛ فالأخلاق الرفيعة والقيم الإنسانية أمانة بالغة، وحفظ الأسرار والصدق بالأقوال أمانة، وإماطة الأذى عن الطريق أمانة،،

الدقة في توصيل المعلومات، ومراعاة الموظف لعمله وإتقان الصانع صنعته أمانة، ومداواة الطبيب مرضاه دون توجيههم للمكان الخاص لعمله أمانة، وكل تصرف يفعله الإنسان لا يخلو من تحقيق الأمانة،،

وهناك نوع آخر من الأمانة، ربما لم يُسلط عليه الضوء بشكل كافٍ؛ وهو “الأمانة البيئية”، إنه النوع الذي تبتغيه الأرض بأكملها من عزيزها الإنسان، إنها ترجوه أن يكون أمينا، ليس لأجلها ولكن من أجله، فإنها لن تكف عن الدوران مهما حدث، ولكن ربما تخلت عنه هو لعدم أمانته، بكثرة إلقائه المخلفات، واستخدام الطاقة الملوثة للبيئة، والمساهمة في زيادة الانبعاثات الحرارية بأدخنة سياراته ومصانعه، وقطعه للأشجار والصيد الجائر،،

بعدما خلق الله – سبحانه وتعالى – الإنسان، عرض الأمانة على كل المخلوقات؛ فلم يرض أن يحملها سوى الإنسان، وحينها وصفه سبحانه في كتابه العظيم بأنه ظلومٌ جهول؛ فياليته يكون على قدر حِمله!.

اقرأ أيضا للكاتبة:

زر الذهاب إلى الأعلى