تحت شعار «السلام و التعايش».. الأعلام العربية تزين المقاطعة الثالثة بروما | خاص

إكرامى هاشم

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

شهدت العاصمة الإيطالية روما أمس السبت إقامة مهرجان متعدد الثقافات تحت شعار التعايش والسلام من أجل مناهضة العنصرية والتمييز والذي أقيم بحديقة مانولي بالمقاطعة الثالثة بروما.

دعا إلي الفاعلية مسؤولو ورؤساء المقاطعات المختلفة في روما، برعاية من رئيس بلدية روما ومشاركة تنظيمية مع جالية العالم العربي في إيطاليا والتي يترأسها البروفيسور فواد عودة الفلسطيني الأصل، والهدف المنشود من المهرجان هو توحيد مفهوم المواطنة لدي المواطنين الذين يعيشون في مدينة روما متعددة الأعراق .

شهد المهرجان حضورا مكثفا من أبناء الجاليات العربية والأجنبية في روما، حيث شارك بالحضور أكثر من 40 جنسية مختلفة، وزادت الأعداد على 300 شخصا من أبناء تلك الجنسيات، كان أغلبهم من أبناء الجاليات العربية بمختلف جنسياتهم وإنتماءاتهم من المحيط إلي الخليج الأمر الذي أضفي علي الحدث، طابعا عربيا.

وحرص المشاركون من الجنسيات العربية علي حمل أعلام بلادهم في المهرجان كما حرصوا علي امتزاج تلك الأعلام معبرين عن وحدتهم العربية وتضامنهم كمواطنين في بلاد المهجر والتي عبروا عنها بتعالي الزغاريد العربية من النساء العربيات المشاركات حاملات أعلام البلدان العربية، وشاركهم أيضا أبناء الجاليات الأجنبية الأخري المقيمة في روما وأبرزهم الجالية الأفغانية والباكستانية والسنغالية والبنجلاديشية وجاليات جنوب أمريكا .

تميز المهرجان بوجود أطباق متعددة الجنسيات ولاسيما الأطباق العربية من “الكسكسي التونسي” إلى “الفلافل” المصرية في مشهد يدل علي تبادل الثقافات وحوار الحضارات .

طالع المزيد:

جمعية الصداقة الإيطالية العربية تكرّم سفير السودان بروما.. خاص

وكانت جالية العالم العربي في إيطاليا قد شاركت منذ بداية الدعوة للمهرجان في الإعداد والتنظيم والجلسات المبدئية للدعوة للمهرجان بوفد من المجلس الإداري للجالية ضم رئيس الجالية البروفيسور عودة ونائب رئيس الجالية كامل بلعيطوش ومنسقة لجنة المرأة عربية عبيد ومنسق المكتب الإعلامي ومراسل بيان بإيطاليا إكرامي هاشم .
وعلي هامش المهرجان، أقيم حوار ومناقشات بين المشاركين من أبناء الجاليات وعدد من نشطاء المجتمع المدني في إيطاليا.

كما ألقى بعض المنظمين ورؤساء الجمعيات والمنظمات المشاركة كلمات، وأبرزهم فضيلة الشيخ رفاعي الشحات إمام المركز الإسلامي بروما، الذي أكد في كلمته علي أهمية المهرجان في توطيد مبدأ التعايش والسلام، مؤكدا على رسالة هامة، ومفادها أن الأرض تسع الجميع، وأن علينا أن نؤكد دائما علي مبدأ احترام وقبول الآخر وتقبل الرأي المختلف.

كما أعرب الشحات عن أمله فى أن يكون هذا المهرجان هو خطوة تتبعها خطوات أخري ومبادرات أخري مستقبلية من أجل مصلحة المواطنين العرب، الذين يعيشون في مدينة روما ولاسيما أبناء الجيل الجديد كما أكد فضيلته علي ضرورة العمل من أجل ترسيخ مبدأ المواطنة بين الجميع .

وما سبق أكد عليه أيضا فضيلة الدكتور نادر العقاد المستشار العلمي والثقافي للمركز الإسلامي الذي بدأ كلمته بتحية الإسلام: “السلام عليكم” ألقاها على الجميع، فى إشارة منه إلي أن السلام رسالة جميع الأديان ثم أعرب عن سعادته بوجود هذا التنوع العرقي من مختلف الجنسيات وهو الأمر الذي يعكس رغبة أبناء تلك الجاليات في الإندماج و التعايش علي تلك الأرض التي فتحت لهم أبوابها.

كما أكد فضيلته علي أهمية ترسيخ مبدأ السلام الذي يقوم علي الإخوة واحترام الآخر، وأن الجالية المسلمة بروما بحضورها المهرجان تؤكد عمليا علي إيمانها بمبادئ السلام.

وفي نهاية كلمته أشاد العقاد بمسؤولي بلدية روما، وذلك لحرصهم علي تنظيم هذا المهرجان المتعدد الأعراق والمنظمين المشاركين، كما وجه الشكر إلي الحضور المميز للإعلام العربي وقيامه بتغطية فاعليات المهرجان متمثلا في شخص مراسل “موقع بيان” الإعلامي إكرامي هاشم ومحمد يوسف مسؤول مؤسسة جسور الإعلامية.

وجاء الدور على البروفيسور فواد عودة، ليلقى كلمته، والتى أكد فيها أن المهرجان هو تأكيد علي أن إيطاليا بلدا منفتحا علي جميع الثقافات ومرحب بجميع الجنسيات، مضيفا: “إننا كمواطنين من أصول أجنبية شركاء في هذا البلد الذي يعد وطنا لنا وليس محطة مرور”.

وواصل عودة: “علينا أن نعلم أبناء الجيل الجديد مبدأ التعايش والمواطنة والعمل علي اندماجهم في المجتمع الإيطالي وهو المبدأ الذي تسير عليه جالية العالم العربي في إيطاليا منذ تأسيسها.

وأعرب رئيس الجالية العربية عن سعادته علي انفتاح دولة إيطاليا وترحيبها بالجميع، بوجود المرأة المحجبة في مجالات العمل المختلفة في إيطاليا.

كما أكد علي ضرورة العمل دائما علي محاربة كل أنواع التمييز والعنصرية، مشيدا – في كلمته – بدور المرأة ولاسيما المرأة العربية ونجاحها في المجتمع الإيطالي، ووصولها لأدوار قيادية، وفى هذا الصدد أشار إلي السيدة زينب محمد التي تتقلد منصب رئيس مسجد كأول سيدة تتولي هذا المنصب في أوروبا علاوة علي دورها كمنسقة للجنة المرأة في جالية العالم العربي في ايطاليا .

أشاد عودة أيضا في كلمته بمدينة روما ومسؤولي بلديتها كمدينة تتسع للجميع وتحتضن الجميع دون تمييز.

وفي تعليق لـ “ماريا رومانو” مستشارة السياسات بالمقاطعة الثالثة بروما، لبيان قالت: إن المهرجان هو فرصة رائعة كبداية ومبادرة من المقاطعة وبلدية روما وتأمل أن يتكرر بشكل دوري .

أما بولا إيلاري نائب رئيس المقاطعة فقد أدلت بتصريح خاص لـ “موقع بيان” أعربت فيه عن سعادتها بنجاح المهرجان واستجابة المواطنين من أصول أجنبية للمشاركة، فيه لاسيما المواطنين من أصول عربية.

وأكدت إيلارى على شعورها بأنه يوم عيد لوجودها بين كل تلك الثقافات المتعددة، مضيفة أن الهدف من المهرجان كان خلق مجتمع متجانس ومترابط يؤمن بالتعايش مع الآخر، ومعربة عن أملها في استمرار هذا التبادل الحضاري والثقافي .

أيضا أعربت الدكتورة كيارا كاڤلييري رئيس جمعية الصداقة الإيطالية المصرية، فى تصريح خاص لـ “موقع بيان” عن سعادتها لوجودها بين مواطنين من أصول مختلفة، وعبرت عن امتزاجها معهم بقولها: “لقد قمت بتذوق الفلافل والكسكسي والكنافة والمقروز”.

أكد أيضا الدكتور طلال خريس مسؤول العلاقات الخارجية بجمعية الصداقة الإيطالية العربية علي أن تلك اللقاءات والفاعليات هي فرصة هامة وخطوة كبيرة في طريق تحقيق مبدأ التعايش ومكافحة التفرقة العنصرية، وهو الأمر ذاته الذى أكدت عليه الدكتورة كلاوديا مانيلا المتخصصة الاجتماعية والنفسية بحركة متحدين للوحدة الدولية والتي قالت لـ “موقع بيان” إن اليوم هو يوم تاريخي وفرصة جيدة لابد من استثمارها من أجل المستقبل والعمل معا من أجل خلق مجتمع متعدد راق .

زر الذهاب إلى الأعلى