د. محمد ابراهيم بسيوني يكتب: فكرة جديدة!

بيان

الخبر الأول في عام 2007 في أشهر الصحف الأمريكية أمثال “النيويورك تايمز” و “الواشنطن بوست”، كان الاستهزاء بالهاتف ذو الشاشة الكبيرة الذي لا يمتلك مفاتيح “ازرارا” هذا على الرغم كم أن ستِيڤ جوبز Steve Jobs قال عندما صعد للمنصة ومعه الجهاز الغريب إن هذا هو المستقبل

وأضاف جوبز أن الأجهزة الحالية هي نتَاج أفكار قديمة وكان شِعار المؤتمر: هذه فقط هى البداية “This is only the  .”beginning

كان صعباً على الناس تقبّل الفكرة، خاصة على مَن يؤمنون بأن أفكارهم هي التي تصلح للحاضر والمستقبل.

أما ما حدث بعد ذلك فيتلخص فى أن كثير من الأجهزة اختفت، وكذلك اختفى كثير من الفنيين الذين لم يروا ضرورة فى قبول فكرة جديدة، والذين تمسّكوا بالأفكار القديمة.

وهُناك مقولة شهيرة لجون ماينارد كينز John Maynard Keynes يقول فيخا: “لا تنشأ الصعوبة الكبرى في إقناع الناس بقبول الأفكار الجديدة، ولكن في إقناعهم بالتخلي عن الأفكار القديمة”.

قبول الآخر مهما كانت اختلافنا معه ضرورة لا محيد عنها، وواجب لمن أراد أن يتطلع للمستقبل.

قبول الاختلاف والفكر التعددي من جهة والفكر التقليدي من جهة ثانية؛ فالفكرة المخالفة بوسعها أن تكون منبع إلهام أو مصدر صقل ونحت لأفكارنا، فنصير ونحن نمزج بين الفكرة الأصلية التي نؤمن بصحتها وفكرة الآخر التي انفتحنا عليها منتجين لأفكار جديدة.

أما أولئك الذين يجعلون أصابعهم في آذانهم متى ما بزغ فكر مختلف عما هم يؤمنون به، فإنهم لا يقومون سوى بحشر أنفسهم في زاوية مغلقة ومعزولة، وهم يحرمون ذواتهم من خير كثير عنوانه تلاقح الأفكار والآراء الذي هو من أسباب ازدهار الأمم والمجتمعات.

اقرأ أيضا للكاتب:

الدكتور محمد إبراهيم بسيونى يكتب: نظرية النوافذ المحطمة

 

زر الذهاب إلى الأعلى