رفعت رشاد يكتب: محرر مزدوج (2)
كان الصراع بداخلى ولا يظهر للأستاذ «خطاب»، الرجل لم يقصر، حاول مع الأستاذ محسن لكن لم تفلح محاولاته وكان يعلم أن الأستاذ محفوظ لا يملك السلطة لتعيينى أو تعيين الزملاء الذين أمضوا سنوات تحت التمرين.
كنت أشاهد ما يشعر به من ضغط، فهو يرغب فى أن أبقى معه وفى نفس الوقت يعلم مدى حقى باعتراف من الجريدة يتم بصرف مكافأة ثابتة.
كانت الأيام تمر دون أمل فى إيجاد حل، وذات يوم كنت أمر قرب شارع الصحافة وقابلت مصادفة الزميلة العزيزة الأستاذة كريمة السروجى، الصحفية بـ«الأخبار»، والمسئولة عن ملف الرى، زعقت «كريمة» فى وجهى فرحة وعاتبة فى نفس الوقت: إنت فين يا رفعت؟ أبحث عنك منذ فترة.
سألتها فرحاً بلقائها ومشاعرها، خير يا أستاذة، قالت: مصطفى بك أمين يؤسس قسماً جديداً ضمن الأقسام التى تقدم المساعدات، اسمه «أسبوع الشفاء» وتعمل على تأسيس القسم الأستاذة ثريا حنفى.
كنت أعرف الأستاذة ثريا ففى فترتى الأولى بالأخبار كنت فى قسم التحقيقات الذى يوجد فى صالة كبيرة بالطابق الرابع تضم عدداً من الأقسام وكانت الأستاذة ثريا المسئولة عن القسم العلمى، وكانت من الخبراء فى مجالها، بجانب أنها كانت على خلق راقٍ.
لم تنتظر «كريمة» أى رد منى وقالت: لقد تكلمت عنك مع الأستاذة ثريا وهى فى انتظارك فى أسرع وقت.
كانت فرحتى لا توصف، يا فرج الله، كنت فقدت الأمل فى العودة لبيتى الحبيب «الأخبار» وها هو القدر يفتح لى باباً جديداً للعودة، بل والعمل مع مصطفى بك أسطى الصحافة الكبير.
سارعت فى الغد للقاء الأستاذة ثريا وكانت ذات شخصية متحفظة، لذلك تحدثت معى بكلمات محسوبة وطلبت منى ترشيح اثنين آخرين من زملائى يكونان محل ثقة ويتمتعان بالكفاءة.
خرجت من مبنى الأخبار تغرقنى حالة من البهجة وأسرعت أتواصل مع صديقى الكاتب الساخر هشام مبارك ووليد عبدالعزيز، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، والتقينا ثم ذهبنا لمقابلة الأستاذة ثريا وبدأنا العمل بالفعل، لكن لم يمضِ وقت طويل حتى تركت «الأخبار» مرة أخرى وهذه المرة كانت برغبتى وقرارى.
من حسن الحظ كنت بقيت فى عملى بجريدة الجمهورية ولم أصارح الأستاذ خطاب بعودتى لـ«الأخبار»، لذلك سارت الأمور طبيعية وواصلت العمل فى قسم التليفزيون بجانب الكتابة فى المسرح والسينما وكانت الأستاذة سميحة غالب، رئيس البرامج الثقافية بالقناة الثانية، قد اتفقت معى على إعداد برنامج عن المسرح، وكانت إضافة أخرى حيث التقيت مع فنانين كبار، منهم: محمد صبحى وحسن حسنى وأحمد بدير، وقدمنا على الشاشة الصغيرة عرضاً ونقداً لعدد من المسرحيات أعتز بأننى ساهمت فى تقديمها.
استمر الوضع فى «الجمهورية» بدون حل، وأجريت حركة تغييرات صحفية، وتم تعيين الأستاذ سعيد سنبل رئيساً لتحرير الأخبار.
وهنا بدأ فصل جديد في علاقتي بالصحافة.