فى ذكرى رحيل إمام الدعاة.. الشيخ الشعراوى
كتبت: هدى الفقى
فى مثل هذا اليوم 17 يونيو، من عام 1998 م، الموافق 22 صفر 1419هـ، رحل عن دنيانا فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، بعد عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة، وفي خدمة الإسلام والمسلمين.
توفي الشيخ الشعراوى عن عمر يناهز السابعة والثمانين، حيث ولد فضيلته في 15 أبريل عام 1911م، بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية.
وفي الحادية عشرة من عمره أتم حفظ القرآن الكريم، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، والتحق بالمعهد الثانوي الأزهري، وبعد حصوله على الثانوية الأزهرية، التحق بكلية اللغة العربية، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.
طالع المزيد:
– د. ناجح إبراهيم يكتب: «الشعراوى» مخاطباً كل العصور
– تامر الشهاوى يكتب: الشعراوى المختلف عليه
كانت اللغة العربية باب الشعراوى، ومدخله إلى جميع العلوم الشرعية، هذا علاوة على تمكنه من فنون اللغة العربية وملكاتها، كالنحو، والصرف، والبديع، ونظم الشعر، والخطابة، وطلاقة اللسان، ووضوح البيان، وكانت أيضا اللغة العربية وملكاتها سبيله إلى تفسير القرآن الكريم، وتدبّر آياته، وإيصال معانيه إلى جمهور المسلمين في صورة سهلة واضحة وشيقة.
وفى رحلة حياته تولى الشعراوى عدد من المناصب، وخدم من خلالها الشيخُ الدعوةَ الإسلامية.
ومن هذه المناصب: منصب مدير إدارة مكتب فضيلة الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق 1964م، ورئيس بعثة الأزهر الشريف في الجزائر 1966م، ووزير الأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976م، كما شغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية 1980م، ومجمع اللغة العربية، ومجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980م.
وإضافة إلى ما سبق، عرض على الشعراوى، العديد من المناصب الأخرى، واعتذر عنها؛ تفرغًا للعلم والدعوة وخدمة المُحتاجين.
وفى مجال الدعوة، واجتهاداته العلمية، كان للإمام الراحل باعا طويلا حتى صار يلقب بإمام الدعاة، وأحد المجددين في الدين، فىعصر الدعوة الإسلامية الحديث.
وكان للإمام الراحل برنامجا أسبوعيا، يذاع كل يوم جمعة، وله جمهور كبير فى مصر وعلى رقعة الوطن العربى، ينتظرون أحاديثه الأسبوعية أمام شاشات التلفاز، وعبر أثير إذاعة القرآن الكريم، وارتبط وجدانهم بحديثه وخواطره حول كتاب الله عز وجل.
وعلى المستوى الوطنى كان للشيخ مواقف وطنية مشرفة ضد قوى الاحتلال، وجهودٌ موفقة في رد الشبهات عن الإسلام والقرآن وسيدنا رسول الله وتقديمِ ردود عقلانية ومنطقية عليها من خلال لقاءات إعلامية وميدانية مع شرائح المجتمع المختلفة؛ سيما الشباب منهم.
كما كان للشيخ عظيم النفع والأثر، في مصر وخارجها، من خلاله مواقفه العديدة، ومن أشهر مواقفه إرساله برقية إلى الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود أثناء إقامته بالمملكة العربية السعودية يعترض فيها على نقل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ لتوسعة المطاف حول الكعبة الشريفة؛ مؤيِّدًا رأيه بالأدلة الشرعية على عدم جواز ذلك.
وقد استجاب الملك سعود رحمه الله لخطاب الشيخ، وأقر رأيه، ومنع نقل المقام من مكانه، واستشاره في بعض شؤون توسعة الحرم المكي الشريف، وأخذ بمشورته.
وأخيرا كان للشيخ مؤلفات علمية عديدة منها: معجزة القرآن – الأدلة المادية على وجود الله – أنت تسأل والإسلام يجيب – الإسلام والفكر المعاصر – قضايا العصر – أسئلة حرجة وأجوبة صريحة.