محمد عبدالجليل يكتب: السعادة في الفلسفة الإسلامية

بيان

اتفق فلاسفة المسلمين على أن الوصول إلى السعادة هو غاية الوجود الإنساني، وأن الطريق إليها هو الأخلاق والقيم والسلوك القويم الفاضل.

قال الفاربى في ذلك (والأفعال الإرادية التى تنفع في بلوغ السعادة هى الأفعال الجميلة، والهيئات والملكات التي تصدر عنها هذه الأفعال هى الفضائل، وهذه هي خيرات لا لأجل ذواتها، بل إنما هي خيرات لأجل السعادة؛ فالسعادة إذن هى الغاية القصوى للإنسانية).

ذهب إخوان الصفا- أيضًا- إلى أن السعادة هي غاية الإنسان، وتتحقق ببلوغ الإنسان درجة من الكمال العقلي تجعل نفسه مستعدة لقبول الإلهام من الملائكة، فيصل بذلك لفهم أسرار الوجود المكونة، والطريق إلى ذلك يكون بالاخلاق والعلم.

جعل ابن باجة السعادة القصوى في الاتحاد بالعقل الفعال للوصول إلى معرفة حقيقة الأشياء، وسبيل ذلك هو تنمية القوة العاقلة ، واستعمال النظر الصحيح.

وأكد ابن عربي في أن غاية الوجود الإنساني هو الوصول للسعادة، والطريق للوصول إليها بالعلم والمعرفة الصحيحة والحق، وسبيل هذا العلم، بعد أن يبذل العقل ما في طاقته من جهد؛ هو الحب الذى يؤدى إلى الاتحاد بالله والفناء فيه.

يسعد الإنسان عندما يصدر عنه الأفعال الإنسانية، ويتصرف بطبيعة نفسه العاقلة، وبذلك يشعر بكونه خيرا وسعيدا بالحكمة والعفة والشجاعة والعدالة، خاصة أن كل الأديان السماوية جاءت لتحث الناس على ذلك، وأن شريعة الله تعالى لا تأمر إلا بالخير والفضائل ، وتنهى عن الرذائل.

رأى الإمام الغزالي أن السبيل إلى السعادة يتمثل في العمل والعلم، لأن في العمل سعي في تحصيل ماينبغى، وإزالة مالا ينبغي ، ويمكن القول إن السعادة عنده تتمثل في الخير الأعلى كما يرى أرسطو والخير الأعلى يتمثل عنده إلى أربع أنواع:

١ – خيرات النفس وهى الحكمة والعفة والشجاعة والعدالة.

٢- خيرات البدن وهي الصحة والقوة والجمال وطول العمر.

٣ -الخيرات الخارجية وهى المال والأهل والعز وكرم العشيرة.

٤ -الخيرات التوفيقية وهي هداية الله ورشده وتسديده وتأييده.

اقرأ أيضا:

 أمل محمد أمين تكتب: حلم يجمعنا

شريف عبد القادر يكتب: 3 مقالات بسعر واحدة

زر الذهاب إلى الأعلى