كلمة الرئيس السيسي في ذكرى ثورة 30 يونيو.. جيل قادر على تحمل المسئولية
ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الجمعة، كلمة بمناسبة ذكرى ثورة ٣٠ يونيو، قائلا، إن حجم التحديات التي واجهها الشعب المصري منذ عام 2011 غرس في نفوس أبنائه صلابة فريدة وقوة من نوع خاص فقد عايش وذاق معنى التهديد بضياع الوطن والخوف على الأهل والأبناء وضياع الرزق والمقدرات.
اقرأ المزيد.. خبير علاقات دولية لـبيان زيارة الرئيس السيسي لفرنسا تُؤكد دور مصر الحيوي
وأضاف الرئيس السيسي، أنه يؤمن يقينا بأن هذا الجيل من شعب مصر الذي نقل مصر بجهده وصبره من الفوضى والقلق إلى الاستقرار والأمن هو الأقدر على تحمل مسئولية بناء الوطن وتشييد الدولة الحديثة المتقدمة.
وإلى نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
اسمحوا لي في البداية أن أتقدم إليكم بخالص التهنئة بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة الثلاثين من يونيو المجيدة التي تتزامن هذا العام مع عيد الأضحى المبارك أعاده الله على مصر والأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.
شعب مصر العظيم، إن للتاريخ أيامًا لامعة كالنجوم تضئ عتمة الليل وتبدد ظلمة الطغيان تنير الطريق أمام السائرين وتهديهم سواء السبيل وعلى رأس هذه الأيام الخالدة يوم الثلاثين من يونيو عام 2012 حين انتفض شعب مصر العظيم ثائرًا على من أرادوا اختطاف وطنه رافضًا للظلم والطائفية والاستبداد ومعلنًا بصوت هادر ملأ أرجاء الدنيا: “أن هوية الوطن مصرية أصيلة لا تقبل الاختطاف أو التبديل”.
أعلن الشعب يومها أن مصر للمصريين مستقلة في قرارها ولا تتبع إلا إرادة شعبها، ومصالحه العليا وكان الثلاثون من يونيو، عنوانا لإعادة تأكيد وحدة الوطن تحت هويته المصرية الجامعة التي لا تفرق والشاملة للشعب كله دون تمييز أو انقسام.
شعب مصر الأبي، إن الصمود الذي أظهرتموه خلال السنوات العشر الماضية منذ ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة سيظل محلًا لدراسة المفكرين والباحثين فكم من تساؤلات أثيرت عن سر العلاقة الخاصة بين الشعب المصري ومؤسسات دولته الوطنية، وبين الشعب وقواته المسلحة واحتار الكثيرون في منبع هذه الإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين التي نقلت مصر خلال أعوام قليلة من دولة تواجه الانقسام الخطير، وشبح الاقتتال الأهلي إلى دولة متماسكة، ينعم شعبها بأمن واستقرار غالي الثمن دفعه أبطال من صلب هذا الشعب من قواته المسلحة وشرطته الذين تصدوا بصدورهم لموجة إرهاب هي الأعتى والأشرس وقدم رجالهم أرواحهم فدًاء كي يعيش الوطن ويزدهر.
إن حجم التحديات التي واجهها الشعب المصري منذ عام ٢٠١١ غرس في نفوس أبنائه صلابة فريدة وقوة من نوع خاص فقد عايش وذاق معنى التهديد بضياع الوطن والخوف على الأهل والأبناء وضياع الرزق والمقدرات ولذلك؛ فإنني أؤمن يقينا بأن هذا الجيل من شعب مصر هو الأقدر على تحمل مسئولية بناء الوطن وتشييد الدولة الحديثة المتقدمة.
أؤمن بأن هذا الجيل الذي نقل مصر بجهده وصبره من الفوضى والقلق إلى الاستقرار والأمن قادر على إتمام تجربته التنموية الشاملة التي تشهد تقدمًا سريعًا يطول كل شبر من أنحاء الوطن من البنية التحتية، والطرق، والنقل والتجارة التي تشهد ثورة حقيقية تؤهل مصر لمصاف الدول المتقدمة إلى الطاقة الكهربائية والغاز والبترول، والطاقة المتجددة والخضراء إلى استصلاح الأراضي، بمساحات ليس لها مثيل في تاريخ مصر إلى الصحة والتعليم؛ وهما شغلنا الشاغل من خلال القضاء على أمراضًا طالما أوجعت المصريين وإنشاء المدارس والجامعات الحديثة وتوطين علوم العصر في مصر مرورًا بتطوير المناطق غير الآمنة، وغير المخططة إنقاذًا للملايين من أهالينا من واقع لا يليق بهم، ولا بمصر إلى إنشاء مدن جديدة متطورة، في جميع أنحاء الجمهورية لحل أزمة التكدس السكاني ورفع جودة الحياة للمصريين وصولًا للانطلاق على طريق التصنيع المتقدم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي.
شعب مصر الأصيل، في الذكرى العاشرة لثورة الثلاثين من يونيو العظيمة أجدد العهد معكم على أن يكون الإخلاص والعمل لمصر وحدها، أجدد العهد على أن تكون المصلحة الوطنية والهوية الوطنية هما دائمًا علامات الطريق التي تهدى المسيرة والمسار، أقول لكم: إن حجم التضحيات الهائلة التي قدمها الشعب وقدمتها مؤسساته الوطنية لا يليق بها إن شاء الله سوى الانتصار.
الانتصار؛ بالمضي بقوة وثقة على طريق التنمية والبناء على طريق تحسين أحوال وحياة الناس وتوفير الظروف المناسبة لتفجير طاقات العمل والإبداع، لدى الشعب المصري بكل أطيافه وفئاته من قطاع خاص ومجتمع مدني وشباب ونساء لتجتمع كل مكونات الوطن في منظومةً متكاملة تقود بلدنا الحبيب نحو تحقيق الحلم الذى طالما راود المصريين حلم التقدم والنهوض بالوطن حلم الجمهورية الجديدة الحديثة المتقدمة في جميع المجالات.
كل عام، ومصر وشعبها بخير وسلام وأمان، وأخيرًا ودائمًا تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر، والسل
ام عليكم ورحمة الله وبركاته