تاريخ صراع الديوك فى ربع قران.. أحداث الشغب فى فرنسا
كتبت: أسماء خليل
وأنت تطلع على تاريخ الشعوب، ربما ترى مجموعة من الصور التذكارية لأحد المسافرين مجاورًا لبعض المعالم السياحية الخلابة؛ فتعتقد أن هناك دولًا لا تعرف سوى رغد العيش، وصفاء الفِكرِ والثلوج البيضاء التي يتزلج عليها الأشخاص فرحين، ولكن الحقيقة على العكس من ذلك، فكل دول العالم تعِجُ بالمشكلات والاختلافات الأيديولوجية والعقائدية، والتى أدت فى الماضى، وحتى اليوم إلى نشوب حروب أهلية، وربما ميليشيات إرهابية.
وفرنسا، التى يرمز لشعبها بـ “الديوك” من تلك البلدان الناعمة، التي لا يتم ذكرها كثيرًا وسط سطور المؤرخين، إلا بوصف محاسنها وجمال أرضها ووجوه أهلها، وربما لا نستطيع أن نتذكر سوى “نابليون بونابرت”، كأحد القادة العسكريين الذين أتوا إلى المشرق العربي، غزاة يسعون إلى تكوين امبراطورية عسكرية انطلاقا من سيدة المشرق مصر !.
طالع المزيد:
– لليلة الثالثة علي التوالي.. فرنسا علي سطح صفيح ساخن (صور)
نذكر على سبيل المثال، لا الحصر ، عدة أحداث شغب خلال الربع قرن الأخير، مرت بها فرنسا، تعال نستعرضها معا:
أحداث شغب 2023
ما برحت أخبار الشغب الفرنسية تجتاح وسائل الإعلام، فالغضب يجتاح“مرسيليا” ما أدى إلى “مدينة خارج نطاق السيطرة”.
فقد أعلنت الداخلية الفرنسية التصدى بكل قوة للمتظاهرين، على إثر ليالٍ حاشدة بمئات المواطنيين بالشوارع، احتجاجًا على مقتل شابٍ برصاص الشرطة.
“نائل” ناقوس الخطر
قُتل الفتى الفرنسي“نائل”، الذي يقطن مدينة نانتير، حيث الطبقة العاملة بالبلاد، وهي المنطقة الغربية، ما أثار احتجاجات عارمة، تبعها دعوة للنزول إلى الشوارع، وبخاصة في مدن “ليل واستراسبورج وليون ومرسيليا”.
تحولت الشوارع إلى ساحات مواجهة بين الشرطة والمتظاهرين، ففي نانتير شمال غربي البلاد، دهست سيارات الشرطة المدرعة بقايا سيارات متفحمة تعود ملكيتها للمتظاهرين، كما استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
40 ألف متظاهر
وعلى جانب آخر، أشعل المتظاهرون النار في البلدية، ببلدة كيشيسوا، وقامت الشرطة الإقليمية بتفريق المتظاهرين، الذين يبلغ عددهم 40ألف شرطي، تم توزيع 5آلاف بباريس وحدها؛ وذلك للحد من تلك التظاهرات التي تنتشر كالنار في الهشيم، خاصةً في نانتير، بعد مسيرة سلمية تكريما لذلك الشاب المقتول.
إن تلك المظاهرات سببها، مقتل شاب فرنسي، من أصول“جزائرية”على يد الشرطة الفرنسية في نانتير؛ مما أجج الشعور لدى المواطنيين الفرنسيين، وجعلهم ينددون في الشوارع بشكل سلمي، ولكن الأمر وصل إلى اشتباكات لا سلمية.
أحداث شغب 1998
حدث عنف في ذلك العام ما أثار تعجب العالم؛ حيث كانت شرطة “مارسيليا” مسؤولة عن الانضباط والأمن، في أحداث مباراة كأس العالم بين المشجعين البريطانيين أمام مشجعي تونس، حدث شغب بين مشجعي الفريقين، كانت الأسوء على الإطلاق، فقد قام المشجعون بأعمال شغب كثيرة جدًّا، وتطرق الأمر إلى دعوات بالتظاهر ما أدى إلى أعمال شغب نالت المدينة بالكامل.أحداث شغب 2005
كانت تلك الأحداث، حينما توفي شابان، تم سحقهم في محطة كهرباء، وقد كانا يختبآن من الشرطة، جريًا على أقدامهما، فاندلعت على إثر ذلك أعمال شغب، استمرت لمده ثلاثة أسابيع، في كل ضواحي باريس، وذلك من بدايه 27 اكتوبر 2005.
وترجع الأحداث حينما كان هناك تسعة من الشباب المراهقين عائدين من مباراة كرة قدم، في مدينة “كليشي سوا بوا”، وفي طريقهم مروا بأحد الحدائق، التي فيها أعمال بناء، فقام أحد الحراس بمراقبتهم، وأبلغ الشرطة أنهم مشتبه فيهم بالسرقة، وحينما أتت الشرطة جرى الشباب، لحقت بهم الشرطة وبدأت تضربهم، على تهم لم يرتكبوها، فاختبئوا في أماكن كثيرة، ولكن توفي اثنان منهم يبلغان من العمر 15 عاما، و 17 عاما، حيث صُعقوا بفولت 20 ، ما أجج الشباب وقوفًا بالشوارع، وازدادت أعمال العنف والشغب، في وجود سيارات الإسعاف والإطفاء.
أحداث شغب 2017
كانت هناك احدث شغب في عام 2017 داخل ضواحي باريس، وذلك عقب اغتصاب رجل اسود يدعى “ثيو”، قامت الشرطة بضربه، تأججت الاحتجاجات واستمرت حتى 15 فبراير، ثم بدأت مجموعة ثانية في باريس أيضا، بالتناوش مع الشرطة بالرصاص.
كان “ثيو” معلما محليا، يبلغ من العمر 22 عاما، وفي أثناء زيارته صديقة أخته بصحبة زوجته، قام رجل من رجال الشرطه بتفتيشه واعتراضه، وإجباره على دفع أكثر من 400 يورو كغرامة، فسأل الرجل: لماذا تلك الغرامات؟!..فقام ضابط الشرطة بإهانته واغتصابه أمام المارة؛ ما أجج شعور المواطنيين، وقاموا بأعمال شغب كثيرة في الشوارع، وذلك رفضا وتنديدا للإهانات العنصرية، التي قام بها رجال الشرطة.
ما تبع ذلك إشعال السيارات، وتحطيم النوافذ وإشعال النيران في كثير من الحافلات والضواحي، واعتقال العديد من الأشخاص.